تكثفت الدعوات طوال ساعات أمس من أجل إقناع اثنين أو ثلاثة من مرشّحي تيار المحافظين بالانسحاب لتعزيز فرص مرشح قوي للتيار قبل ساعات من دخول حملة الانتخابات الرئاسية الإيرانية «يوم الصمت»، بهدف قطع الطريق امام فوز حسن روحاني المرشح الوحيد للإصلاحيين والمعتدلين، لكن يبدو أنّ هذه الجهود لم تثمر.. في حين اعتبر المرشد علي خامنئي أن مناظرات مرشحي الرئاسة الإيرانية فضحت من يتهم إيران بعدم توفير حرية التعبير، ودعا إلى التصويت بكثافة يوم الجمعة، بالتزامن مع رفض مجلس صيانة الدستور اتهامات الرئيس الأسبق اكبر هاشمي رفسنجاني بـأنّ ترشيحه للانتخابات رفض بضغط من مسؤول امني.
ورغم عدم وصول جهود إقناع مرشحي المحافظين بالانسحاب لفسح المجال أمام أحدهم لمواجهة روحاني إلى توافق، فإنّ حبل الأمل لم ينقطع.. فأمام المرشحين مهلة حتى 7:59 من صبيحة اليوم (الخميس) للانسحاب قبل الدخول عند الثامنة في فترة الصمت الانتخابي، التي تلزم المرشّحين وقف الحملات الانتخابية.
وحتى منتصف ليل الأربعاء كان كل المرشحين المحافظين يؤكّدون انهم باقون في السباق حتى النهاية، بينما تحدّثت وسائل الإعلام عن أنّ محمد باقر قاليباف وسعيد جليلي يعتبران الأوفر حظاً في مواجهة اتحاد معسكري المعتدلين والإصلاحيين خلف المرشح حسن روحاني، بعد انسحاب الإصلاحي محمد رضا عارف. وعززت فرصه دعوات الرئيسين السابقين اكبر هاشمي رفسنجاني (معتدل) ومحمد خاتمي (اصلاحي) للتصويت له. وبدأ بعض المحافظين يتحدثون من الآن عن احتمال وصول روحاني الى دورة ثانية.
وفي غياب التجمعات الانتخابية الكبرى التي منعتها السلطات، يقوم الإصلاحيون بتعبئة مؤيديهم برسائل نصية، داعين الى انتخاب روحاني الجمعة.
وبحسب احد استطلاعات الرأي النادرة التي نشرت علنا، واجرتها وكالة «مهر» على عينة من عشرة آلاف شخص، فإن قاليباف يتصدر السباق مع 17.8 في المئة، متقدما على حسن روحاني (14.6 في المئة)، وبعدهما جليلي (9.8 في المئة). وقبل يومين من الانتخابات لا تزال هناك نسبة 30 في المئة من المترددين، في حين يتوقع ان تبلغ نسبة المشاركة 77 في المئة.
ودعي حوالي 50.5 مليون ناخب لانتخاب خلف للرئيس محمود احمدي نجاد، لكن ايضا لانتخاب 207 آلاف عضو في مجالس محلية وبلدية.
دعوة للإقبال
في غضون ذلك، دعا المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية آية الله علي خامنئي مجددا الى مشاركة حاشدة في الانتخابات يوم غد، واعتبر مسار عملية الانتخابات بأنه «جيد لحد الآن».
ونقل تلفزيون «العالم» عن خامنئي، خلال استقباله وفوداً شعبية، قوله إن «المشاركة القوية بانتخابات الرئاسة ستحبط الأعداء وتجبرهم على تخفيف ضغوطهم».
واعتبر مسار عملية الانتخابات بأنه جيد لحد الآن، وأضاف أن «إحدى النقاط البارزة هي أن خطاب الشعب هو خطاب التزام القانون، فالشعب قد تضرر في العام 2009 (خلال الأحداث التي تلت الانتخابات الرئاسية الماضية) من تبعية البعض وإساءتهم للقانون».
واعتبر المرشد أن مناظرات مرشحي الرئاسة الإيرانية فضحت من يتهم إيران بعدم توفير حرية التعبير، وفق تعبيره.
اتهامات مرفوضة
ووسط حالة الترقب في الساعات الـ 24 الفاصلة عن يوم الاقتراع، رفض مجلس صيانة الدستور، المكلف الإشراف على الانتخابات الإيرانية، اتهامات الرئيس الأسبق اكبر هاشمي رفسنجاني، الذي اعتبر ان ترشيحه للانتخابات الرئاسية رفض بضغط من مسؤول امني.
وقال الناطق باسم المجلس عباس علي كدخدائي إنهّ «طبقا للقانون يمكن للمجلس ان يطلب رأي الهيئات الأخرى وانه اجراء عادي».
والثلاثاء اعلن رفسنجاني الذي قدم ترشيحه، انه رفض بعد ان «شارك مسؤول امني كبير خلافا للقواعد والقانون في اجتماع المجلس».
وذكر الرئيس السابق نقلا عن المسؤول الذي لم يكشف اسمه «ان مشاركة رفسنجاني في الاقتراع قد تؤدي الى تحقيقه فوزا ساحقا». وقد يكون المسؤول اقنع لاحقا الهيئة التي يهيمن عليها المحافظون برفض ترشيحه، «بحجة» ان وضعه الصحي سيء بحسب رفسنجاني، البالغ الـ 78 من العمر.
حملة على المعارضين
اتهمت منظمة العفو الدولية السلطات الإيرانية بتكثيف الحملة على المعارضين، قبل انطلاق الانتخابات الرئاسية. وافادت المنظمة انها وثّقت عشرات الاعتقالات وغيرها من انتهاكات حقوق الإنسان، استهدفت صحافيين وناشطين سياسيين ونقابيين ومدافعين عن حقوق الأقليات الدينية والعرقية وطلاباً، خلال الفترة التي تسبق الانتخابات. وأشارت المنظمة إلى أن عددا من النشطاء السياسيين وممثلي النقابات تعرضوا للاعتقال والمضايقات من قبل السلطات الإيرانية في الشهور الأخيرة، في حين لا يزال في السجن عشرات المعارضين السياسيين، ومن بينهم سجناء رأي، كانوا اعتُقلوا أثناء الاحتجاجات المناهضة للحكومة في اعقاب الانتخابات الرئاسية في 2009. لندن ــ يو.بي.آي


