زاده مرجل السياسة نضجاً على نضج لاسيّما منذ أن ألفى نفسه مطاحاً به خارج أسوار الرئاسة في العام 1999 من قبل قائد الجيش برويز مشرّف في «انقلاب أبيض»، ليستعد البريق بعد 14 عاماً من الهامش.
ولد نواز شريف في العام 1949 لعائلة ثرية من لاهور في إقليم البنجاب عبّدت الطريق على ما يبدو لاعتلائه قمة الهرم السياسي مرتين خلال عقد التسعينيات.
ويعوّل الكثيرون على شريف في أن ينجح فيما فشل فيه الساسة الآخرون في أن يكون أكثر جرأة في إحداث التغيير المنشود، أمرٌ لا ينقصه على ما يرى كثيرون استنادا إلى محاولات سابقة للتخلّص من السياسات الاشتراكية وجعل الاقتصاد منفتحا.
ويمضي شريف في طمأنة الباكستانيين بإعلانه الاستعداد مرة أخرى وخفض نفقات الحكومة 30 في المئة للحصول على الدعم الدولي للاقتصاد، مضيفاً: الخصخصة، اقتصاد السوق الحرة، تحرير الاقتصاد كانت ركائز أساسية لحزبنا وهو في الحكم سوف نبدأ من حيث انتهينا».
وعلى الرغم من ما يعرف عن شريف من اتجاهات إصلاحية، يشير مراقبون إلى أنّه ربما يثير مخاوف في الغرب على ضوء آرائه الإسلامية المحافظة، مستذكرين له جعل قوانين البلاد مستمدة من أحكام الشريعة الإسلامية في العام 1991.
أطاح مشرّف بشريف وأضحى الأخير ضحية المؤسسة، قبل أن يدان بالفساد ويحكم عليه بالسجن مدى الحياة، ليقيم بعدها في المملكة العربية السعودية دون فقدان الأمل قط في العودة للعمل السياسي يوما ما، إلّا أنّه لا يزال يبدي تأثّراً بالغا في خاص الأحاديث حين يتذكر تلك الفترة، إذ لم ينس توثيق يديه يوماً ما.
