نتائج الانتخابات في فنزويلا

فاز رئيس فنزويلا بالوكالة نيكولاس مادورو بفارق ضئيل جداً (لم يتعد 300 ألف صوت وبنسبة 50.66 في المئة) في انتخابات رئاسية حادة لكن تبوّأه موقع الرئاسة خلفاً لهوغو شافيز سيتأخّر لبعض الوقت بسبب طعن المعارضة في النتائج وطلبها إجراء تعداد جديد لمجمل الأصوات، ما وافق عليه مادورو بلا خوف، مؤكداً أن فوزه سينقل البلاد إلى مرحلة جديدة من «الثورة البوليفارية».

وأشاع التباين الكبير في النتائج أجواء من التوتر والغموض في هذا البلد النفطي الغني البالغ عدد سكانه 29 مليون نسمة، والذي يشهد انقساماً عميقاً بعد 14 عاما من «الثورة الاشتراكية». وبالرغم من شعبية شافيز الواسعة، لم يحصل خلفه السياسي سوى على 50.66 في المئة من الأصوات بفارق أقل من 300 ألف صوت مع مرشح المعارضة هنريكي كابريليس الذي حصل على 49.77 في المئة، وهي أفضل نتيجة تحققها المعارضة منذ عهد شافيز، بحسب تعداد للأصوات أعلنه المجلس الوطني الانتخابي.

وقال مادورو (سائق الحافلات السابق وخليفة الرئيس الراحل هوغو شافيز) مخاطباً حشداً من الأنصار تجمعوا في قصر «ميرافلوريس» الرئاسي في كراكاس وهو يرتدي سترة بألوان علم بلاده: «اليوم يمكننا القول إننا حققنا فوزاً انتخابياً عادلاً وقانونياً ودستورياً»، وتابع: «هذا فوز آخر، تكريم لقائدنا هوغو شافيز» وهو الذي عينه الزعيم السابق خلفاً له قبل وفاته في 5 مارس الماضي إثر إصابته بالسرطان.

ووافق مادورو، على طلب رئيس المجلس الوطني للانتخابات في فنزويلا فنسنتي دياز بإخضاع نتيجة الانتخابات للتدقيق، وقال مادورو: «لنفعل ذلك، لا توجد مشكلة. فربما سيجدون فوزي أكبر». وأضاف: «إذا كانوا (المعارضة) يريدون إخضاع النتائج للتدقيق، إذاً ليحصل ذلك.

لدينا ثقة كاملة بجسمنا الانتخابي». وإذ أشار إلى أنه في دول أخرى يفوز الرؤساء بفوارق ضئيلة ويكون انتصارهم معترفاً به، موجهاً كلامه إلى المعارضة بالقول: «هذا لا يجب أن يكون سبباً لإثارة العنف». وقال إنه «بعد الانتخابات تبدأ مرحلة جديدة من الثورة البوليفارية، مرحلة من الصدق الكامل والفعالية من أجل تصحيح الأخطاء في جميع مرافق الحياة والعمل». على حد قوله.

اتهامات تزوير

غير أن مرشح المعارضة هنريكي كابريليس الذي ينفي حياد اللجنة الانتخابية ويندد بـ «تجاوزات» حصلت خلال العملية الانتخابية، حذر من أنه يرفض الاعتراف بهزيمته.

وقال كابريليس حاكم ولاية ميراندا (شمال) محاطاً بأنصاره: «لن نعترف بأية نتيجة قبل أن يعاد تعداد كل صوت من أصوات الفنزويليين، واحداً واحداً». وقال مخاطباً خصمه الذي شكلت نتيجته الضعيفة نسبياً مفاجأة كبرى: «الخاسر اليوم هو أنت، أقولها لك بحزم»، ملوحاً بوثيقة تحصي 3200 حادث خرق أفيد عنها خلال العملية الانتخابية. وقال المحامي الأربعيني: «هذه المعركة لم تنته.. سوف نصر على أن تكشف الحقيقة».

وكانت رئيسة المجلس الانتخابي تيبيساي لوثينا أعلنت في وقت سابق فوز مادورو بعد انتظار دام عدة ساعات وساده التوتر، مؤكدة أن هذه النتيجة غير قابلة لأن تتبدل، غير أن أحد أعضاء المجلس طالب بالتثبت من مجمل الأصوات، وهو طلب أيده مادورو. واحتفل أنصار شافيز بالنصر في شوارع كاراكاس ملوحين بصور شافيز ومادورو.

تهاني رئاسية

وما إن أعلنت نتائج الانتخابات بفوز مادورو، حتى كانت رئيسة الأرجنتين اليسارية كريستينا كيرشنر أول رئيسة دولة تهنئ علناً نظيرها الفنزويلي على فوزه. كما هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مادورو، بفوزه في الانتخابات الرئاسية.

وذكرت الدائرة الصحفية للكرملين أن «بوتين بعث برسالة إلى مادورو، أعرب فيها عن ثقته بأن فنزويلا بقيادة نيكولاس مادورو ستواصل تعزيز شراكتها الاستراتيجية مع روسيا»، مؤكداً التزام موسكو بتطوير الحوار البنّاء مع كاراكاس في جميع المسائل الثنائية والدولية التي تهم البلدين والشعبين. بينما دعا الرئيس البيلاروسي الكسندر لوكاشيكنو مادورو الى زيارة بلده، مؤكداً «سروره لمادورو وفنزويلا بهذا الفوز».

 

من الحافلة إلى القصر

صعد سائق الحافلات السابق نيكولاس مادورو درج السياسة الفنزويلية بعد أن سار حثيثاً على خطى الزعيم الاشتراكي الراحل هوغو شافيز مردداً شعاراته ومنفذاً لأوامره. ورشح الرئيس الفنزويلي الراحل مادورو خليفة له قبل أن يخسر معركته مع السرطان تاركاً له راية حركة سياسية غيرت وجه فنزويلا البلد الغني بالنفط الذي يعيش فيه 29 مليون نسمة تماماً.

واستند مادورو في حملته الانتخابية على تعهدات بالاستمرار في «اشتراكية القرن الحادي والعشرين» التي جعلت شافيز بطلاً في عيون الملايين، لكنها قسمت البلاد.

وقال مادورو وهو يطلق حملته الانتخابية من المنزل الذي قضى فيه شافيز طفولته: «نحن جميعاً في حافلة أرض الآباء.. ولها سائق.. ها هو سائق شافيز».

وستقدم الأسابيع الأولى لمادورو في الرئاسة لمحة عن رؤيته الخاصة لفنزويلا التي لم يكشف عنها أثناء توليه وزارة الخارجية ومنصب نائب الرئيس حين اكتفى بترديد خطب «قائده الأعلى» المثالية واللاذعة. ويعرف عن مادورو تفضيله للحوار، وكون لنفسه سمعة بأنه وسطي يمكن أن يساعد «الشافيزية».

ولا يزال التكهن بسياسات مادورو ضرباً من التخمين من قبل المتخصصين الذين يحاولون قراءة ما بين السطور وما وراء خطب المديح لقائده الراحل.

وخلال حملته الانتخابية أطلق مادورو على نفسه وعلى وزراء حكومته اسم «حواريي شافيز»، ووصف المعارضين بأنهم «فريسيون» في إشارة إلى الطائفة اليهودية التي جاء في الإنجيل أنها جادلت السيد المسيح.

ولا يعرف الكثير عن حياة مادورو قبل انضمامه إلى شافيز حين ظهر ذلك الضابط وكان حينها برتبة ليفتنانت كولونيل على الساحة السياسية في فنزويلا بانقلاب فاشل. وقال مدون إنه بعد التدقيق في عشرات النصوص السياسية والحركات الاشتراكية اليسارية في أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات لم يجد سوى إشارات عابرة لمادورو. كاراكاس- رويترز

 

حساب الرئيس

تعرض حساب الرئيس الفنزويلي المنتخب نيكولاس مادورو، على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أول من أمس للاختراق في يوم الانتخابات، حسبما ذكر مسؤولون في الحزب والحكومة.

ونشرت رسالة على الحساب تقول: «اخترق بواسطة لولزسيسببيرو». وفي وقت لاحق، نشرت رسالة أخرى «تابعونا». وأكد وزير الإعلام الفنزويلي ارنستو فيليجاس الحادث، الذي وصفه بأنه علامة على «اليأس». وقال خورخي رودريجيز منسق حملة مادورو إن قرصنة الحسابات كانت خطوة من جانب المعارضة، وكانت جزءًا من حملة أوسع لزعزعة الاستقرار. د.ب.أ