قال مكتب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس إن جنازة رئيسة الوزراء السابقة مارغريت تاتشر ستقام في لندن يوم الأربعاء المقبل 17 أبريل الجاري، وسط انقسام شديد في الرأي داخل بريطانيا تجاه ما حققته «المرأة الحديدية» لبلادها.
وقال مكتب كاميرون: «إن قداس الجنازة سيقام في كاتدرائية سان بول 17 الجاري». كما أصدر قصر باكنغهام بياناً جاء به أن «الملكة إليزابيث وزوجها الأمير فيليب دوق أدنبرة سيحضران الجنازة».
ونقل جثمان تاتشر أول من أمس في سيارة ترافقها الشرطة من فندق (ريتز)، حيث توفيت جراء إصابتها بسكتة دماغية. أما الرحلة الأخيرة لتاتشر يوم 17 أبريل المقبل ـ الجنازة ـ فستأخذ رئيسة الوزراء السابقة من كنيسة صغيرة داخل قصر وستمنستر إلى كاتدرائية سان بول على عربة مدفع تجرها الخيول.
ومن المرجح أن تكون جنازة تاتشر التي تصاحبها كل المراسم العسكرية أعظم جنازة لسياسي بريطاني منذ الجنازة الرسمية التي نظمت لتشرشل عام 1965. ولم ترغب تاتشر في جنازة رسمية كاملة المراسم. وسيتم حرق جثمانها في مراسم خاصة. كما سيعود البرلمان البريطاني من عطلة ليعقد جلسة خاصة تكريماً لها اليوم (الأربعاء).
وسيجري دفن البارونة تاتشر الاربعاء المقبل، لكن الجدل بلغ أوجه بشأن مراسم تكريمها. فقد قررت الحكومة أن تقام لأول امرأة تتولى حكم بريطانيا تشريفات عسكرية في كاتدرائية سانت بول بعد تشييعها من وستمنستر الى الكاتدرائية. وهذه الإجراءات تماثل تلك التي شيعت بها الأميرة ديانا والملكة اليزابيث الأولى. لكن تاتشر لن تحصل على مراسم الدفن الوطنية التي تخص بها بريطانيا العظمى الملوك وشخصيات مرموقة من الحياة العامة، غالبا ما يكونون رؤساء وزراء سابقين.
وأكد بعض أنصارها أنه ينبغي إقامة جنازة رسمية لها كتلك التي أقيمت لرئيس الوزراء خلال الحرب العالمية الثانية ونستون تشرشل، وهي الفكرة التي كانت الراحلة قد رفضتها واعتبرتها مضيعة للمال.
وكتب أحد رواد الإنترنت ساخراً: «الطريقة المثلى لتكريم ماغي هي نقل مراسم دفنها الى الصين» لانخفاض الأسعار هناك. وتباينت تعليقات وسائل الإعلام البريطانية ، فوصفها البعض بأنها «أنقذت بريطانيا»، فيما رأى معلقون آخرون أنها تركت البلد «مصابة برضوض وملطخة بالدماء». وأظهرت استطلاعات الرأي الانقسام الكبير حيال شخصية المرأة الحديدية في أذهان البريطانيين.
