الولايات المتحدة تنشر درعاً لمواجهة صواريخ كوريا الشمالية
تصاعدت على أكثر من اتجاه الأزمة بين كوريا الشمالية من جهة وجارتها الجنوبية وواشنطن وقوى عالمية أخرى من جهة أخرى، ففي الوقت الذي أفادت مصادر أن واشنطن بصدد إرسال طائرات تجسس من دون طيار لمراقبة تحركات بيونغ يانغ العسكرية وإعلان واشنطن أنها لن تتفاجأ إذا أقدمت كوريا الشمالية بإطلاق صواريخ صوب الأراضي الأميركية، أمر الزعيم الشمالي كيم جونغ أون قوات بلاده بزيادة إنتاجها من قذائف المدفعية بعيدة المدى استعداداً لاندلاع الحرب.
وقال الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني أن الولايات المتحدة لن تتفاجأ إذا أقدمت كوريا الشمالية على إطلاق صاروخ باتجاهها.
وذكر كارني خلال مؤتمر صحافي: «اطلعنا على تقارير عن أن كوريا الشمالية تجري استعدادات لإطلاق صاروخ، ونحن نراقب الوضع عن كثب ولن نتفاجأ إن أقدموا على هذا العمل»، مضيفاً أنّه «سبق وأطلقوا صواريخ في الماضي، ومجلس الأمن الدولي أدان الأمر مراراً باعتباره انتهاكاً لالتزامات الشمال بموجب قرارات مجلس الأمن، وهذا ينطبق على لهجتهم العدائية وخطابهم وأفعالهم غير المشجعة وغير البناءة».
إلى ذلك، أفادت الصحافة اليابانية بأن الجيش الأميركي على وشك إرسال طائرة تجسس بدون طيار الى أحد قواعده في اليابان بهدف تعزيز مراقبة كوريا الشمالية التي يشتبه في أنها تحضر لإطلاق صاروخ.
ونقلت صحيفة «سانكي شيمبون» اليمينية عن مصادر حكومية أن طائرة من نوع «غلوبال هوك» بدون طيار ستنشر في قاعدة ميزاوا الجوية الأميركية في شمال اليابان، ليكون بذلك أول نشر لطائرة مراقبة من هذا النوع في الأرخبيل.
وأشارت معلومات الى أن الجيش الأميركي أبلغ اليابان الشهر الماضي بخطته نشر هذه الطائرة بين يونيو وسبتمبر لكن تنفيذ هذه الخطة تسارع بسبب أنشطة كوريا الشمالية التي زادت من تهديداتها للدول المجاورة والولايات المتحدة.
ضغوط أميركية
في السياق، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أن الولايات المتحدة تضغط على الرئيس الصيني الجديد شي جين بينغ لاتخاذ خطوات صارمة ضد كوريا الشمالية وإلاّ ستقوم واشنطن بتعزيز وجودها العسكري في المنطقة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الإدارة الأميركية قولهم إن «اتصالات جرت مؤخراً مع بيجينغ وواشنطن بينها اتصال بين الرئيس باراك أوباما ونظيره الصيني، حيث أبلغ الجانب الأميركي الجانب الصيني بالتفصيل عن الخطط الأميركية لتعزيز دفاعاتها الصاروخية وخطوات الردع الأخرى للتهديدات الحربية من جانب زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون».
إنتاج مدفعي
إلى ذلك، قال تقرير تلفزيوني كوري شمالي أمس إن الزعيم كيم جونغ أون أمر الجيش بزيادة إنتاج مدفعية. وأظهر التقرير الذي بثه تلفزيون كوريا الشمالية المركزي «كيم جونغ أون وهو يقول للعاملين في صناعة الدفاع إن أعداءهم يستعدون للحرب، وشدد على الحاجة إلى مزيد من المدفعية الموثوق بها».
ونقلت وكالة أنباء «يونهاب» الكورية الجنوبية عن كيم جونغ أون قوله: «بمجرد اندلاع الحرب، يتعين علينا تدمير المواقع العسكرية المهمة والمؤسسات الحكومية بضربة سريعة ومفاجئة». وتابع: «يجب علينا أن نضمن تماما نوعية مدفعيتنا وقذائفنا لضمان هجوم وقائي سريع ضد أعدائنا».
مجمّع مشترك
وفي سياق التصعيد، واصلت كوريا الشمالية لليوم الرابع أمس رفع حظر دخول الكوريين الجنوبيين الى مجمع «كايسونغ» الصناعي المشترك الواقع في الجانب الكوري الشمالي من الحدود بين الكوريتين. وشوهد عدد قليل من الشاحنات المحملة بالمؤن والمواد الاولية التي وصلت في ساعة مبكرة من المعبر للدخول الى «كايسونغ» لكنها عادت أدراجها بعد أن تبلغت أن الجانب الكوري الشمالي لا يزال يمنع الأشخاص والعربات من العبور. وسمحت بيونغيانغ للكوريين الجنوبيين الذين لا يزالون داخل المجمّع بمغادرته، وعبر 92 شخصاً منهم الى كوريا الجنوبية أمس. وبقي 516 كورياً جنوبياً داخل المجمّع بحسب ما أكدته وزارة الوحدة الكورية الجنوبية.
إخلاء دبلوماسي
واصل الدبلوماسيون الأجانب في بيونغيانغ أمس مشاوراتهم بشأن تحذير كوريا الشمالية لهم بمغادرتها. وأعلنت بلغاريا أن رؤساء بعثات الاتحاد الاوروبي التقوا لمناقشة موقف مشترك بعد أن حذرت بيونغيانغ السفارات من أنها غير قادرة على ضمان أمن تلك البعثات في حال اندلاع نزاع وأن عليها أن تفكر في المغادرة. ومعظم تلك الحكومات أوضحت أن ليس لديها خطط فورية لإجلاء موظفيها وقال بعضها أن المقترح الكوري الشمالي «خدعة» لتأجيج القلق الدولي المتزايد إزاء الأزمة الحالية في شبه الجزيرة الكورية. أ.ف.ب
