رأت الصحف الأوروبية أن الفضيحة المدوية التي تسببت بها أكاذيب وزير الموازنة الفرنسي السابق جيروم كاهوزاك بشأن حساب سري يملكه في الخارج أدت الى «تسونامي سياسي» يزيد من ضعف الرئيس فرنسوا هولاند الذي تراجعت شعبيته الى ادنى مستوى في استطلاعات الرأي.

وكتبت صحيفة «البايس» الاسبانية ان اعتراف الوزير السابق بوجود حساب سري له في سويسرا وما ينتج عن ذلك من شبهات «سببت زلزالا سياسيا حقيقيا في فرنسا».

وأضافت ان هولاند يقف «في واجهة الانتقادات ومتهم بالتواطؤ في اكاذيب وزيره».

أسوأ الفضائح

من جهتها، تحدثت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية عن «واحدة من اسوأ الفضائح في تاريخ فرنسا الحديث»، بينما رأت «ذي غارديان» انه «من الصعب تصور فضيحة اسوأ من هذه». وقال رئيس تحرير الشؤون الاوروبية في صحيفة «تايمز» تشارلز بريمر إن «الاثر السياسي لهذه الفضيحة مدمر».

ورأت صحيفة «فايننشال تايمز»، أن «لتسامح العام معها بدأ ينفد» بشأن الفضائح الفرنسية.

تقويض ثقة

وفي المانيا، كتبت صحيفة «فرانكفورتر الغمايني تسايتونغ» ان «الفرنسيين باتوا امام ازمة سياسية تقوض ما تبقى من ثقتهم في قادتهم».

زعزعة ثقة

أما صحيفة هاندلسبلات الالمانية الاقتصادية، فرأت «هولاند سينظر اليه من الآن على انه رئيس يمكن الكذب عليه». من جهتها، اخذت صحيفة «تاغيستسايتونغ»، التي تصدر في برلين، على وزير الموازنة السابق تسببه في زعزعة الثقة في الطبقة السياسية بكاملها.

ضعف متزايد

وفي الصحف البلجيكية الصادرة بالفرنسية، كتبت صحيفة «لوسوار» مساء الاربعاء على موقعها الالكتروني ان «قضية كاهوزاك تزيد من ضعف هولاند».

واضافت انه الى جانب «اقتصاد متراجع وغياب في القيادة وشعبية بلغت ادنى مستوياتها، تضاف فضيحة فساد وكذب امام الجمعية الوطنية»، معتبرة ان «فرنسا في اوج ازمة سلطة». وعنونت صحيفة «لا ليبر بلجيك»: «كاهوزاك يزعزع هولاند»، في مقال اخباري اكدت فيه ان «الاعترافات المدوية للوزير السابق تضعف الاليزيه».

وفي اليونان، حيث التهرب الضريبي امر شائع، اكتفت الصحف بنشر الاخبار المتعلقة بقضية كاهوزاك.

قضية ثانية في ملف المقربين من الرئيس الفرنسي

ذكرت صحيفة «لوموند» الفرنسية أن مقرباً من الرئيس فرنسوا هولاند كان أمين صندوق حملته الانتخابية يملك أسهماً في شركات اوف شور في جزر الكايمان، ما يهدد بإضعاف هولاند اكثر بعد فضيحة وزير الميزانية السابق جيروم كاهوزاك المتهم بالتهريب الضريبي.

وافادت الصحيفة ان جان جاك اوجييه (59 سنة)، المفتش المالي السابق ورجل الأعمال المتحفظ، كان امين صندوق حملة هولاند في الانتخابات الرئاسية في 2012، وهو «مساهم في شركتي اوف شور في جزر كايمان عبر شركته المالية اوران».

وتندرج هذه المعلومات التي كشفتها «لوموند» في إطار تحقيق طويل حول خدمات «الاوف شور» في العالم.

وتمكنت نحو 36 وسيلة إعلامية في العالم من الاطلاع على تسريبات مهمة صادرة من شركتين تعرضان خدمات اوف شور واحدة تتخذ مقرها في سنغافورة والثانية في جزر فيرجن البريطانية، وذلك بواسطة كونسورسيوم مستقل للصحافة التحقيق «اي.سي.اي.جاي» مقره في واشنطن.

وأكد اوجييه أنه أسس في 2005 و2008-2009 شركتي «اوف شور» في كايمان، الجنة الضريبية في الكاريبي تحت السيادة البريطانية، بناء على طلب من شركاء أعماله.