اعلن رئيس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي ان روسيا والاتحاد الأوروبي رغم ان لديهما «تقييمات متباينة» إلا انهما متفقان على أن خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي انان هي افضل طريقة لتجنب حرب أهلية في هذا البلد العربي، في حين رفضت موسكو مطالب الاتحاد الأوروبي بشأن اتفاقية جديدة للتعاون لأنها تفرض على روسيا التزامات إضافية على التزاماتها حين دخلت منظمة التجارة العالمية إضافة إلى أن إلزام مواطني روسيا بتأشيرة دخول إلى أوروبا يعرقل التعاون.

وفي الشأن السوري الذي يبدو أنه استحوذ على جزء كبير من المحادثات وعلى أسئلة الصحافة، قال فان رومبوي، عقب محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: «نحن نتفق تماما على ان خطة انان ككل توفر افضل فرصة لكسر دائرة العنف في سوريا، وتجنب وقوع حرب أهلية». وقال إن على الاتحاد الأوروبي وروسيا التغلب على خلافاتهما بشأن الأزمة في سوريا للحيلولة دون اندلاع حرب أهلية.

توحيد الجهود

واقر رومبوي، الذي يزور روسيا مع رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي خوسيه مانويل باروزو للقاء بوتين، بعد المحادثات ان الاتحاد الأوروبي وروسيا «قد يكون بينهما اختلاف في التقييم» بشأن الوضع في سوريا. الا انه اكد انهما اتفقا على ان تطبيق خطة انان هي افضل طريقة لحل الأزمة السورية.

 وقال أثناء مؤتمر صحافي مشترك مع بوتين وباروزو استمر 50 دقيقة ان على الاتحاد الأوروبي وروسيا التغلب على خلافاتهما لوقف العنف في سوريا. وأضاف أنه «يجب ان نوحد جهودنا من اجل حدوث ذلك، وعلينا ان نجد رسائل مشتركة نتفق عليها. علينا ان نتحدث عن الوقف الفوري لكافة اشكال العنف في سوريا، وعن عملية الانتقال السياسي».

ولم يتحدث بوتين مباشرة عن الوضع في سوريا، كما لم يتطرق اي من الصحافيين في اسئلتهم للمسألة السورية خلال المؤتمر الصحافي الخاضع لمراقبة مشددة. إلا انه المح إلى خلافات مع الاتحاد الأوروبي في كلمته الافتتاحية دون أن يتطرق إلى تفاصيل عن المحادثات التي جرت خلف ابواب مغلقة.

واكتفى بالقول: «ناقشنا اهم القضايا الدولية والإقليمية السياسية». وأضاف أن ذلك «شمل بالطبع الوضع في سوريا وايران والشرق الأوسط والعديد من المناطق الأخرى، وبالطبع فان مواقفنا لم تتطابق بالنسبة لكل القضايا أو في كل شيء».

أزمة الدخول

وبالنسبة لاتفاقية التعاون بين روسيا والاتحاد الأوروبي قال الرئيس بوتين خلال المؤتمر الصحافي إن ما سماه «عقبة تأشيرة دخول» يعيق تطوير العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي. وعبر بوتين عن أمله في «مواصلة السير على هذا الطريق والوصول إلى اتفاق في نهاية المطاف».

ومن العراقيل التي تمنع الاتحاد الأوروبي من الاستجابة لمطلب روسيا بضرورة إلغاء نظام تأشيرات دخول، «مخاوف مبالغ فيها بشأن تدفق المهاجرين إلى الاتحاد الأوروبي من روسيا» كما قال بوتين. كما أن روسيا لا ترى إمكانية إقامة الشراكة الحقيقية مع الاتحاد الأوروبي إلا عندما يتم توقيع اتفاقية جديدة للتعاون.

وأوضح بوتين في هذا الصدد إن الجانب الروسي يرفض ما قدمه الجانب الأوروبي من مطالب بشأن الاتفاقية الجديدة التي يجري العمل في إعدادها لأنها تفرض على روسيا مزيدا من الالتزامات بالإضافة إلى الالتزامات الناشئة من اتفاقية انضمام روسيا إلى منظمة التجارة العالمية. ونوه بوتين بأن روسيا لا تقبل مزيدا من الالتزامات.

نبرة حادة

وكان الرئيس الروسي افتتح بنبرة جافة النقاشات مع قادة الاتحاد الاوروبي في سان بطرسبورغ، طارحا «الحواجز» المفروضة بحسبه على الروس. وقال إن «التعاون الحقيقي مستحيل طالما هناك حواجز امام مواطنينا» في اشارة الى الغاء نظام التأشيرات الذي تطالب به موسكو.

فالصحافيون الروس الذين رافقوه الى برلين ثم باريس الجمعة الماضية لم يحصلوا الا على تأشيرات ليوم واحد انتهت مدتها في منتصف مؤتمره الصحافي في العاصمة الفرنسية. وعلق بوتين متهكما: «وماذا، هل كان عليهم النهوض والمغادرة؟».

وتتفاوض روسيا منذ سنوات مع الاتحاد الاوروبي حول الغاء التأشيرات مع منطقة شينغن لكن الاتحاد الاوروبي طرح عددا من الشروط من ضمان جوازات آمنة الى احترام حقوق الانسان. وفي هذا الصدد، أشار رئيس مفوضية الاتحاد الاوروبي خوسيه مانويل باروزو الى ان رفع العقبات امام الحركة هدف مشترك.

وقال لبوتين ان «روسيا واوروبا تصطدمان بتحولات سياسية واقتصادية واجتماعية مهمة. مع بدء دورة جديدة بتنا نملك فرصة النظر الى الامام والتفكير استراتيجيا بما نريد بناءه معا واين نريد ان نكون بعد خمسة اعوام».