اقترع الفرنسيون، أمس، بكثافة وعينهم على التغيير، فحقّقوا مبتغاهم في ضوء الشرخ الذي طال أوساط الناخبين اليمينيين.. وكانت النتيجة فوز المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند على الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي ليعود اليسار الفرنسي إلى السلطة وإلى قصر الإليزيه بعد غياب نحو عقدين.

وأظهرت التقديرات شبه النهائية حتى قبل منتصف الليل حصول هولاند، الذي كان يردّد طوال نهار أمس، أمام أنصاره: «أنا واثق. أنا متأكد»، على ما بين 52 و53.3 في المئة ليصبح الرئيس رقم 24 لفرنسا منذ ثورة 1848.

وأقر ساركوزي بهزيمته أمام أنصاره داعياً إياهم للتوحد، مؤكداً أنه لن يخوض الانتخابات النيابية في يونيو القادم.

وتأكد فوز الاشتراكي فرانسوا هولاند بالانتخابات الرئاسية الفرنسية بحسب كل التقديرات التي صدرت بعيد إقفال مكاتب الاقتراع مساء أمس.

وأفادت مؤسسة «سي اس اي» أن هولاند حصل على 51.8% في حين أعطته «ايبسوس» 51.9%، و«تي ان اس سوفريس» 52%.

وفور إعلان النبأ اعتبر المتحدث باسم الحزب الاشتراكي بنوا هامون أن فوز هولاند حدث «سعيد جداً ينهي 17 عاماً من سيطرة اليمين على الاليزيه».

وهولاند أول رئيس اشتراكي لفرنسا منذ نحو 20 عاماً (منذ فرنسوا ميتيران الذي حكم بين عامي 1981 و1995).. وفوزه يعني تحولاً نحو اليسار في قلب أوروبا، ويجعل نيكولا ساركوزي الزعيم الأوروبي الحادي عشر الذي تطيح به الأزمة الاقتصادية.

واستفاد هولاند من موجة غضب بسبب عجز ساركوزي عن كبح جماح البطالة المتفشية خلال خمسة أعوام له في الرئاسة.. وفوزه يعني تحولاً نحو اليسار في قلب أوروبا يؤذن بالتصدي لإجراءات التقشف التي تقودها ألمانيا.

ومن شأن الفوز بفارق كبير أن يمنح هولاند المزيد من السلطة للمضي قدماً في تعهده بوقف موجة من إجراءات التقشف المستوحاة من ألمانيا في أوروبا، والتي جعلت مئات الآلاف من الأشخاص يتظاهرون في انحاء المنطقة الأسبوع الماضي من خلال إعادة التركيز على سياسات موجهة للنمو.

 

أكثر من 80%

وكانت وزارة الداخلية الفرنسية أشارت إلى أن أكثر من 80 في المئة من الناخبين المسجلين أدلوا بأصواتهم في جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية الفرنسية.

وقدرت نسبة المشاركة بما بين 80 و82%، وهي أعلى قليلاً من النسبة التي سجلت خلال الدورة الأولى التي جرت في 22 ابريل الماضي.. إلا أنها تبقى أقل من نسبة المشاركة التي سجلت في الدورة الثانية من انتخابات العام 2007.

وذكرت تقارير إخبارية أن هولاند حصد أصوات الناخبين الفرنسيين في المناطق والمستعمرات ما وراء البحار، الذين يقدّر عددهم بـ900 ألف ناخب. وحصل على 65% من الناخبين في منطقة سانت بيير وميكلون، و68.5% من الناخبين في مارتينيك، و72% في غوادالوب، و62% في غوايانا الفرنسية، و51.5% في سانت مارتين.

وأدلى هولاند بصوته في جولة الإعادة في بلدة تول بوسط فرنسا، والتي عمل رئيساً لبلديتها لسبع سنوات، حيث قام بمصافحة وتقبيل ناخبين يعرفه الكثير منهم معرفة شخصية.. في وقت استقبل ساركوزي بعاصفة من التهليل عندما وصل للإدلاء بصوته في مدرسة بأحد أحياء باريس بالقرب من منزل زوجته كارلا بروني. وهتف أنصاره قائلين: «سنفوز» بينما كان الزعيم المحافظ يشد على أيدي أنصاره وخابت تنبؤاته بحدوث «مفاجأة».

وحظيت انتخابات الرئاســـــة الفرنســـية باهتــــمام كبـــير لما لها من تأثير في الاتحاد الأوروبي واليورو. وأثار هولاند المخاوف بقوله، إنه يعتزم إعادة التفاوض بشأن الاتفاق المالي الأوروبي الذي وقعه 25 زعيماً من الدول الأعضاء في الاتحاد لإضافة فصلين حول النمو والعمالة.