أعلنت روسيا أمس أن المفاوضات مع حلف شمال الأطلسي (الناتو) حول مشروع الحلف نشر الدرع الصاروخية في اوروبا الشرقية وصلت تقريبا الى «طريق مسدود»، وهدّدت، في تطور غير مسبوق، بتوجيه ضربة استباقية كـ«خيار أخير».
واعلن وزير الدفاع الروسي اناتولي سرديوكوف امس ان المفاوضات وصلت تقريبا الى «طريق مسدود». وقال سرديوكوف الذي افتتح مؤتمرا يستمر يومين حول الدفاع المضاد للصواريخ في موسكو بمشاركة مسؤولين من بلدان الحلف الاطلسي والاتحاد السوفياتي السابق، في كلمة بثها التلفزيون الروسي: «لم ننجح حتى الان في التوصل الى حلول مقبولة من الطرفين، الوضع وصل عمليا الى طريق مسدود».
بدروه، قال رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية نيقولاي ماكاروف إن بلاده لا تستبعد توجيه ضربة استباقية للدرع الصاروخية التي يعتزم «الناتو» نشرها في أوروبا، كخيار أخير في حال تفاقم الوضع. ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الروسية عن ماكاروف قوله إن «روسيا قد تستخدم ما تنشره في جنوبها وشمال غربها من أسلحة ضاربة جديدة بما فيها صواريخ اسكندر الجاري نشرها في منطقة كالينينغراد، لتدمير منشآت الدفاع المضاد للصواريخ في أوروبا».
وأضاف أن «قرار الاستخدام الاستباقي للأسلحة المتوفرة سيتخذ خلال تفاقم الوضع، آخذين بعين الاعتبار طبيعة النظام الدفاعي الصاروخي المزعزعة للاستقرار». واعتبر أن الولايات المتحدة تذرعت بخطر قيام كوريا الشمالية وإيران بشن هجوم بالصواريخ، من أجل إنشاء الشبكة المضادة للصواريخ في أوروبا، وقال: «إذ نقر بأن هذين البلدين ينفذان برامج صنع صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، خلصنا إلى استنتاج أن تسلح بيونغ يانغ وطهران بصواريخ بالستية بعيدة المدى تستطيع الوصول إلى قارات بعيدة مهمة يصعب تحقيقها إن لم تكن مستعصية التنفيذ في ظل العقوبات الدولية».
تأثير ونماذج
وفي السياق ذاته، قال نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنتونوف إن بلاده ستقدم محاكاة بالكمبيوتر لإظهار أن الدرع الصاروخية قد يهدد أمنها. وصرح أنتونوف لصحيفة «روسيسكايا جازيتا» الحكومية الروسية إن موسكو ستستخدم نتائج نماذج الكمبيوتر لإظهار «كيف يمكن أن تؤثر قدرات الدفاع الصاروخي لـ«الناتو» على قوى الردع النووي الروسي».
حلقة متينة
أما أمين عام مجلس الأمن القومي الروسي نيقولاي باتروشيف، فقال إن العلاقات البناءة بين روسيا و«الناتو» تعتبر حلقة متينة في بنية الأمن الأوروبي. وأضاف إن «تخلي الولايات المتحدة عن منح موسكو ضمانات قانونية لعدم استهدافها من قبل الدرع الصاروخية العالمية يضع الأهداف الحقيقية لهذه المنظومة موضع الشك». لافتاً إلى أن إنشاء درع صاروخية مشتركة هو حل أمثل للمشكلة.
وبات مشروع الدرع المضادة للصواريخ الذي اطلق في 2010 احد ابرز مواضيع الخلاف بين الحلف الاطلسي وروسيا التي ترى فيه تهديدا لأمنها. ويؤكد الحلف ان هذه المنظومة لا تستهدف روسيا بل هدفها التصدي لتهديدات مصدرها الشرق الاوسط وخصوصا ايران.
وهددت موسكو بتفعيل منظومة انذار مضادة للصواريخ في كالينينغراد، الجيب الروسي الواقع على تخوم الاتحاد الاوروبي، اذا ما واصلت الولايات المتحدة اقامة الدرع من دون تقديم تنازلات.
