أحيا العالم عيد العمال على وقع احداث صاخبة تعيشها البشرية جمعاء حيث تتنامى مفاهيم الاستغلال والنهب، واستعراض القوة العسكرية الهائلة في اماكن عدة، خاصة الاراضي الفلسطينية وسط اجراءات التقشف في عدد من بلدان اميركا وأوروبا بعد ان بلغت نسبة البطالة مستويات قياسية، فيما لم يجن عمال دول الربيع العربي ثماراً يانعة من حصاد الثورات العربية حتى الآن بالاحتجاج ضد الحكومات الانتقالية التي أغفلت مشاكلهم وعجزت عن تحقيق أي إنجازات ملموسة لهم.
وفى تونس، مهد الثورات العربية، تظاهر نحو 20 ألف عامل في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي وسط العاصمة تونس للاحتفال بعيد العمال العالمي مطالبين بتوفير وظائف لمئات الآلاف من العاطلين في البلاد.
وهتف المتظاهرون الذين رفعوا أعلام تونس: «شغل...حرية...كرامة...وطنية»، وهي نفس الهتافات التي انطلقت بها «الثورة التونسية» وانشدوا النشيد الوطني التونسي كما رددوا شعارات أخرى مثل: «الشعب يريد وحدة وطنية»، مشيرين إلى أن العمالة التونسية لاتزال تعاني في عيد العمال الثاني بعد الثورة، خاصة مع زيادة معدل البطالة، حيث يوجد 800 ألف تونسي عاطل عن العمل، 200 ألف منهم من أصحاب الشهادات العليا.
وفي ليبيا، خرج المئات من المواطنين في احتجاجات مطالبين باعادة دمجهم في سوق العمل، معبرين عن إحباطهم من تداعيات الثورة التى شاركوا فيها بكل طاقاتهم لإسقاط النظام السابق، ولم تحقق لهم حتى الآن ما كانوا ينشدوه من استقرار اجتماعي وتحسن اقتصادي»، مشيرين إلى أن الحكومة الليبية لا تشمل العمال بأى اهتمام نظراً لانشغالها بالمسائل الأمنية والسياسية، كمسألة جمع السلاح من الثوار وتأمين الحدود.
يوم رمزي
وفي اليمن، خرجت تظاهرات للمطالبة بتحسين الرواتب.
وانتقد العمال الوضع بتأكيد أن «العمالة اليمنية محبطة، فهي فى أسوأ أحوالها في ظل التدهور الاقتصادي الذى تعجز الحكومة الانتقالية» ما يجعل عيد العمال يوماً رمزياً للاحتجاج والاعتصام وليس للاحتفال. وقال المحتجون ان «تدهور الأوضاع الأمنية فى اليمن يجعل المستثمرين يحجمون عن ضخ أموالهم، مما يؤثر سلباً على أوضاع العمالة»، مؤكداً أن «العمال الذين شاركوا في الثورة التى أطاحت بنظام علي عبدالله صالح لتحسين أوضاعهم المعيشية لم يجنوا من ورائها سوى المزيد من الأزمات الاقتصادية».
نظام حماية
وفي فلسطين، تظاهر مئات العمال في الضفة الغربية وغزة امس بمناسبة اليوم العالمي للعمال مطالبين بإقرار نظام لحماية حقوقهم ووضع حد أدنى للأجور إلى جانب الحد من معدلات البطالة القياسية. بدورها، أحيت ليبيا أمس، يوم العمال العالمي، وذلك للمرة الأولى عقب الإطاحة بنظام معمر القذافي الذي كان منع إحياء هذا اليوم.
وفيما خلت البلاد من اي مراسم للاحتفال، فإن الحكومة الانتقالية منحت جميع دوائر البلاد عطلة رسمية احتفاء بالمناسبة التي كان القذافي قد منع الاحتفال بها في البلد، ونقل الاحتفال بها في العام 1977 لتصبح في الأول من سبتمبر من كل عام فيما كان يطلق عليه «ثورة المنتجين» ليتزامن مع ذكرى الانقلاب الذي تولى به السلطة في العام 1969 مطيحاً بحكم الملك إدريس السنوسي.
غضب أوروبي ضد التقشف
كما احتج آلاف العمال في أنحاء جنوب أوروبا على خفض الانفاق في تجمعات حاشدة. وتستغل نقابات عمالية في اليونان واسبانيا والبرتغال وإيطاليا وفرنسا المسيرات التقليدية للتعبير عن غضبها من حملة تقشف في أنحاء منطقة اليورو بهدف تحسين الأحوال المالية لكنها تلقى انتقادات لأنها تدفع الدول لمزيد من الركود.



