في حين بدأت العملية الانتخابية في الخارج وفي مناطق ومستعمرات ما وراء البحار أمس.. يدلي حوالى 44,5 مليون ناخب فرنسي اليوم الأحد بأصواتهم في دورة أولى من اقتراع رئاسي يرجح أن تحمل نتائجه الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي ومنافسه المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند إلى الدورة الثانية إذا لم تحصل أي مفاجأة.

 لكن أموراً عدة لاتزال مجهولة قد تغير نتيجة الاقتراع.. فيما يبقى هاجس المسؤولين المقاطعة الشعبية على اعتبار أن الحملة الانتخابية لم تثر اهتمام الفرنسيين.

وبدأت عمليات التصويت فعلاً أمس بالنسبة لنحو 900 ألف فرنسي مقيمين في قارتي أميركا الشمالية والجنوبية مع فتح مراكز الاقتراع في منطقة سان بيار وميكيلون قبالة كندا.

ومنذ انتهاء الحملة الانتخابية منتصف ليل الجمعة، يلتزم المرشحون العشرة الصمت بموجب القانون، وقد فضل معظمهم تمضية عطلة أمس في معقلهم الانتخابي، مثل فرنسوا هولاند في تول (وسط) الذي قام بجولة في الأسواق، أو في منازلهم، مثل ساركوزي في باريس.

ويخوض هولاند (57 عاماً) الذي ترجح معظم استطلاعات الرأي فوزه في الدورة الثانية، الانتخابات من موقع قوة آملاً في أن يصبح أول رئيس يساري منذ الرئيس الاشتراكي الراحل فرنسوا ميتيران (1981-1995). لكن المرشح الاشتراكي يحرص على موقف حذر. وقال في آخر أسبوع حملته «لا شيء محسوماً» بعد، داعياً إلى التعبئة لحشد الأصوات له لانتخابه من الدورة الأولى، حيث إن معظم استطلاعات الرأي تشير إلى تقدمه على ساركوزي (28 في المئة مقابل 26 في المئة).

أما ساركوزي، ورغم اعترافاته العديدة بأخطائه، فلم يتمكن من جهته من محو تدهور شعبيته وصورته كـ«رئيس للأغنياء». وكثف نداءاته إلى «شعب فرنسا»، وركز حملته الانتخابية على الأمن والهجرة، مقدماً نفسه على أنه الرئيس الذي جنب فرنسا الغرق في أزمة اقتصادية مثلما حدث لليونان. وأشار إلى أن حملة أخرى ستبدأ غداً الاثنين، خصوصاً أنه احتل الطليعة في «دورة أولى أساسي».

 

شبح المقاطعة

إلى ذلك، أفاد معهد استطلاعات «اوبينيون واي» أن نسبة الامتناع عن التصويت قد تصل إلى 26 في المئة، بعد أن كانت 16 في المئة في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية في 2007.. في وقت أشار معهد «اوبينيون واي» إلى أن ربع الناخبين لم يحسموا خيارهم بعد بالنسبة إلى المرشح الذي سيصوتون له في الدورة الأولى. وفي 2007 بقي 22 في المئة من الناخبين مترددين حتى آخر لحظة.

يذكر أن أكبر نسبة امتناع عن التصويت سجّلت سنة 2002، عندما بلغت 28,40 في المئة، وأثار اليمين المتطرف حينها مفاجأة بوصوله إلى الدورة الثانية.

ويأمل ساركوزي وهولاند، المرشحان الأوفر حظاً، في استعادة بعض الأصوات من اليمين المتطرف الذي تتزعمه مارين لوبن، واليسار الراديكالي بقيادة جان لوك ميلانشون، والوسط بزعامة فرانسوا بايرو. ويقول 85 في المئة من ناخبي مارين لوبن إنهم واثقون بخيارهم، فإن ثلث ناخبي ميلانشون وبايرو تقريباً ما زالوا مترددين.