إذا كان للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي نقيض، فلا يمكن ان يكون الا فرنسوا هولاند لانه يختلف عن الرئيس المنتهية ولايته في كل شيء، فضلا عن الاختلاف السياسي بينهما. اذ ان هذا الرجل البشوش يسعى دائما الى الاجماع ومثابر في حين يتهمه منتقدوه بالتردد وعدم الخبرة.

ويجوب هولاند مختلف ارجاء فرنسا منذ عامين عمل خلالهما على تغيير صورته. ويحاول هولاند، الذي يتجنب الصراعات، ان يظهر بمظهر القوي و«المثابر»، بحسب ما يصفه صديقه الوزير السابق ميشال سبان.

ويؤكد هولاند، 57 عاما، انه سيكون «الرجل القادر على تغيير البلاد»، هذه الديمقراطية العريقة التي «اساء» اليها «رئيس افرط في ممارسته الحكم بعنف ولا يستطيع ضمان مستقبل لشبابها». ويقول انه يريد ان يكون «رئيسا عاديا» حيث ان الرئاسة بالنسبة اليه قضية «رموز». فمن حيث الارادة، تمكن بمساعدة صديقته الجديدة الصحافية السياسية فاليري تريرفايلر ان يفقد عشرة كيلوغرامات واستبدل نظاراته وتوقف عن المزاح باستمرار. ومن حيث الاخلاق، يريد فرض ضرائب على الاكثر ثراء تيمنا بـ«الوطنية» وليس فقط لملء صناديق الدولة.

وكان يقال عن هولاند انه «غير قادر على البت» في الامور و«غامض». في المقابل، يرى اصدقاؤه القدامى في مناوراته «قدرة على لم الشمل»، فيجمع بين الحذر والشجاعة، لكن نقص الخبرة تؤرقه كثيرا.

وقال رئيس الوزراء السابق ليونيل جوسبان الذي تخلى عن قيادة الحزب الاشتراكي لصالح هولاند في 1997 انه «اشركه بشكل وثيق بكافة القرارات التي اتخذها" عندما كان يحكم البلاد». وتلك طريقة يقول بها ان افتقار المرشح الاشتراكي الى الخبرة الحكومية ليس عائقا. واكد هولاند ان الرئيس الاميركي باراك اوباما ايضا «لم يحكم ابدا» قبل ان يصبح رئيسا، مبرزا المهمات التي تولاها كعمدة ونائب في الجمعية الوطنية ونائب رئيس مجلس اقليم كوريز.

ولد هولاند في صيف 1954 في عائلة ميسورة في مدينة روان وبنى طموحه شيئا فشيئا وتخرج من كبرى المعاهد الواحد تلو الاخر. وفي المدرسة الوطنية للادارة، مهد النخبة السياسية الفرنسية، التقى الشاب البشوش سيغولين روايال التي تحولت الى رفيقة دربه طيلة 25 عاما وام ابنائه الاربعة لكنها هي من دخلت الحكومة ولبست ثوب المرشحة الى انتخابات 2007 بينما اضطر هو الى البقاء في الظل.