مثل الرئيس نيكولا ساركوزي لغالبية الفرنسيين الأمل في أحداث قطيعة مع تردد الحكومة في الماضي في اتخاذ مواقف. الا أن ضيق صبره واندفاعه، جعلاه يبدو في أغلب الاحيان قاسيا في طريقته بممارسته السلطة ليصبح بذلك الرئيس الاقل شعبية.
وحقق نيكولا ساركوزي دو ناغي بوكسا، 57 عاما، المتحدر من أب مجري مهاجر وأم باريسية محامية، حلم حياته فأصبح رئيسا لفرنسا. وتجاوز كل العقبات التي اعترضت مسيرته بما انه لم يكن ينتمي لا إلى البرجوازية القديمة ولا إلى المعاهد الفرنسية العريقة.
ويشيد مناصروه بطاقته التي لا تنضب وتصميمه، وهم مقتنعون بانه سيتمكن من اخراج فرنسا من الوضع الصعب الذي تواجهه، بينما يصفه معارضوه بانه «عنيف» ويشبهونه بـ«قيصر صغير» حتى أن الرئيس السابق جاك شيراك قال إن هذا الرجل الطموح والنشيط يتمتع بـ«ارادة لا حدود لها للعمل لا يشك في اي شيء وخصوصا في نفسه لتحقيق اهدافه».
ودخل ساركوزي المعترك السياسي في التاسعة عشرة من عمره وبرز بسرعة في محيط جاك شيراك زعيم اكبر احزاب اليمين حينذاك. وفي الثامنة والعشرين، من عمره انتخب رئيسا لبلدية نويي، احدى الضواحي الباريسية الراقية. وفي الرابعة والثلاثين من عمره اصبح نائبا وبعد اربعة اعوام عين وزيرا.
وفي 2004، انتخب ساركوزي الذي درس المحاماة رئيسا للحزب الحاكم «الاتحاد من أجل حركة شعبية» الذي انشأه جاك شيراك في 2004 ليحل محل الحزب الديغولي «التجمع من أجل الجمهورية».
وعمل وزير الداخلية على تسليط أضواء الإعلام على إدائه في مكافحة انعدام الامن والهجرة غير الشرعية وشدد على سعيه «لقول الحقيقة» ما دفع البعض إلى اتهامه بـ«الشعبوية»، وعند وصوله إلى السلطة في مايو 2007 بفوزه بـ53 في المئة من أصوات الناخبين وعد باصلاح فرنسا، وعلى مر الأيام كشفت استطلاعات الرأي أن ساركوزي الذي واجهته أزمة لا سابق لها، أصبح الرئيس الاقل شعبية في فرنسا لفترة طويلة.
وعندما تطلق من زوجته سيسيليا أعلن عن علاقته بعارضة الازياء كارلا بروني مما أعطى للفرنسيين انطباعا بانه مهتم بسعادته الشخصية اكثر من مصيرهم. وفي يابقة في فرنسا، تزوجا خلال ولايته الرئاسية ورزقا بابنة تدعى جوليا، هي رابع ولد له. ولساركوزي ولد واحد من سيسيليا وولدان من زواج أول.
