باشرت حركة «طالبان» صباح امس هجوم الربيع في افغانستان وباكستان باستهداف سفارات القوات الأجنبية في أفغانستان بالإضافة إلى قوات الأمن الأفغانية والمسؤولين الحكوميين ومطار جلال آباد مع تحرير 400 معتقل من سجن باكستاني في موجة هجمات في شتى أنحاء البلاد أسفرت لحد الآن عن سقوط عشرات القتلى.

وتأتي هذه الهجمات المنسقة بعد يومين من استبعاد قوات حلف شمال الأطلسي قيام حركة طالبان بهجوم الربيع هذه السنة بعد فشل عملية «بدر» العام الماضي.

وقال مسؤولون افغان إن مسلحي حركة طالبان شنوا ست هجمات متزامنة على: مصالح حكومية وسفارات اميركا وبريطانيا وألمانيا وروسيا ومقر حلف شمال الأطلسي (الناتو) أبرزها انفجارات بالعاصمة قرب القصر الجمهوري وعلى مقر اداري بالبرلمان في المنطقة الدبلوماسية.

وهاجم مسلّحون أجزاء من البرلمان الأفغاني في العاصمة كابول، فيما هاجمت مجموعة أخرى منطقة قريبة من القصر الرئاسي والسفارة الأميركية والالمانية والبريطانية هناك.

 

هجمات منسقة

ونقلت وكالة أنباء «ختار» الأفغانية عن مصدر في الشرطة إنه «في الوقت الذي اشتبكت فيه عناصرها مع مجموعة من المسلحين هاجموا فندق كابول ستار في حي شارناو بكابول داهمت مجموعة أخرى من المسلحين مبنى قيد البناء مواجها لمبنى البرلمان وفتحت النيران على أجزاء منه». وأشار المصدر إلى أنه لم يُصب أحد من أعضاء البرلمان والقوى الأمنية، فيما طهّرت الشرطة المبنى من المهاجمين.

إلى ذلك، هاجمت مجموعة من المسلحين القوى الأمنية في ساحة زنبق قرب حي شارناو، وهي ساحة قريبة للمبنى الرئاسي والسفارة الأميركية بالأسلحة الخفيفة والصواريخ.

إلى ذلك، أكدت قوة المساعدة الدولية في أفغانستان (إيساف) في بيان وقوع هجمات متعدّدة في كابول وقدّرت عددها بسبع مواقع.. في وقت افاد شهود عيان بأن سبعة انفجارات كبيرة على الأقل ونيران أسلحة آلية هزت الحي الدبلوماسي بوسط كابول وادت الى مقتل 23 شخصا على الاقل وإن أجهزة الإنذار انطلقت بالسفارات. وقال صحافيون من وكالة الأنباء الفرنسية، التي لا يبعد مكتبها كثيرا عن سفارة الولايات المتحدة، إنها أطلقت الإنذار وأمرت موظفيها بالاحتماء.

إلى ذلك، أعلنت الخارجية الأفغانية عن حصول سلسلة من الهجمات المسلحة في ولايات كابول ولوغار ونانغارهار وباكتيا. ونقلت قناة «طلوع» الأفغانية عن الناطق باسم الوزارة صدّيق صديقي أن «ولايات كابول ولوغار ونانغارهار وباكتيا تشهد هجمات ضخمة من قبل المتمردّين»، مضيفاً أن التقارير تحدثت عن مقتل33 شخصا لحد الان بينهم عناصر من طالبان التي أعلنت مسؤوليتها عن الهجمات وقالت ان اهدافها الرئيسية هي سفارتا المانيا وبريطانيا ومقر قوات حلف شمال الاطلسي.

وتسهم هذه الهجمات المنسقة في مضاعفة المخاوف قبل الانسحاب المقرر للقوات الاجنبية بحلول نهاية 2014.

 

استهداف مطار جلال أباد

وفجّر انتحاريان نفسيهما بالقرب من مطار جلال أباد في الولاية نفسها، ما أدى إلى مقتل 12 شخصا على الأقل وجرح آخر، واعتقلت الشرطة انتحارياً ثالثاً كان ينوي تفجير نفسه في المكان.

 

تحرير400 سجين

ولم تستثن «طالبان» باكستان من خطتها في هجوم الربيع حيث اعلن مسؤولون باكستانيون ان حوالى 400 معتقل بينهم متمردون فروا من سجن في شمال غرب باكستان بعد هجوم للمتمردين مسلحين برشاشات وقنابل يدوية وصواريخ. وهاجم اكثر من 150 متمردا مسلحين ببنادق وقنابل يدوية وقاذفات مضادة للدروع آر.بي.جي السجن المركزي قرب بانو على الحدود مع المناطق القبلية التي ينشط فيها مقاتلو طالبان.

ودخل المتمردون الذين وصلوا بحافلات وسيارات بيك آب تحت غطاء من اطلاق نار كثيف من اسلحة رشاشة وصواريخ ثم هربوا قبل وصول قوات الامن. واوضح المصدر الامني ان 400 سجين بينهم متمردون متطرفون فروا خلال الهجوم. وتبنى ناطق باسم حركة طالبان الباكستانية الهجوم. وقال احسان الله احسان: «هاجمنا سجن بانو وحررنا عناصرنا».