وسط إقبال وصف بـ«الكثيف»، في بعض المناطق والضعيف في مناطق أخرى توجه قرابة 109 ملايين ناخب روسي أمس إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد من بين خمسة متنافسين رشحت استطلاعات الرأي أن يحسم رئيس الوزراء الحالي فلاديمير بوتين هذه الانتخابات لصالحه بنسبة تتراوح بين 59 إلى 66 في المئة، ما يجعل الروس على موعد مع رئيس «قديم» يعرفهم ويعرفونه، فيما دعت المعارضة الى تجمع اليوم الاثنين، وسط العاصمة موسكو للتظاهر ضد هذه الانتخابات التي تصفها بـ «المزورة».
وبدأ الناخبون في روسيا الإدلاء بأصواتهم في انتخابات الرئاسة التي يعتبر بوتين المرشح الأوفر حظا فيها، وسط أجواء معارضة لنظامه غير مسبوقة، منذ وصوله الى الحكم قبل نحو عشرة أعوام. اما المرشحون الأربعة الآخرون فهم: الشيوعي غينادي زيوغانوف وحظي بنسبة 15 الى 20 في المئة من نوايا التصويت بحسب استطلاعات الرأي، والشعبوي فلاديمير غرينوفسكي، والملياردير ميخائيل بروخوروف الذي دخل حديثا الى المعترك السياسي، والوسطي سيرغي ميرنوف.
ودعي حوالي 109 ملايين ناخب الى الإدلاء بأصواتهم في سائر ارجاء روسيا التي تعد اكبر بلد في العالم يمتد على تسع مناطق زمنية. وعبّر رئيس اللجنة الانتخابية فلاديمير تشوروف عن ارتياحه، وقال ان كانت نسبة المشاركة مرتفعة كذلك في تشوكوتكا فيمكن توقع ان يكون الرقم كبيراً جداً».
وبحسب التقارير والإحصاءات الواردة فإن نسبة الإقبال كبيرة في تشوكوتكا بأقصى الشرق الروسي، حيث ادلى حوالي 27 في المئة من الناخبين بأصواتهم في الساعتين الأولين، رغم تدني درجات الحرارة الى 27 درجة مئوية تحت الصفر ، وزادت نسبة التصويت في بعض المناطق عن 90٪ فيما لم تتجاوز حاجز 10٪ في مناطق أخرى في وقت أظهر آخر استطلاع رأي رئيسي قبل الانتخابات أنه من المرجح أن يفوز بوتين بنسبة تتراوح بين 59 و66 في المئة من الأصوات، ومن ثم يتفادى خوض جولة إعادة من شأنها أن تؤدي إلى تقويض سلطته.
واشارت منظمة «غولوس» الروسية غير الحكومية في تقرير نشر الخميس الماضي الى ان الحملة الانتخابية تميزت باستخدام بوتين «الكثيف لموارد الدولة وبالضغوط والتخويف استهدفت خصوصا المعارضة ووسائل الإعلام المستقلة». وهذه المنظمة التي اصبحت مستهدفة من السلطات منذ تنديدها بعمليات تزوير كثيفة في الانتخابات التشريعية في ديسمبر الماضي، اكدت ان لديها اكثر من 2500 مراسل.
وكانت الشهادات واشرطة الفيديو التي نشرت على الإنترنت تحدثت عن «حشو صناديق وعمليات تزوير اخرى مفترضة، اسهمت في تصاعد موجة الاحتجاجات غير المسبوقة التي يواجهها النظام الروسي منذ ثلاثة شهور». وواجه بوتين هذه الاحتجاجات «بلهجة شديدة تارة والمرونة تارة اخرى»، متهما المعارضة والمراقبين «بخدمة مصالح الخارج حيناً، واعلانه نصب كاميرات في كل مركز اقتراع تمكن من مراقبة عمليات التصويت على الإنترنت». وبحسب السلطات نصبت 180 الف كاميرا في غضون اسابيع تنقل مباشرة سير عمليات الاقتراع. لكن بعثة منظمة الأمن والتعاون في اوروبا لمراقبة الانتخابات في روسيا شككت في فاعلية مثل هذه المبادرة.
دعوات للتظاهر اليوم
في موازاة ذلك، دعت المعارضة التي تعتبر العملية الانتخابية «مزورة ونددت مسبقا بفوز بوتين في الدورة الأولى»، الى التجمع اليوم الاثنين، وسط العاصمة موسكو غداة الانتخابات.
وفي مواجهة هذا الحشد، اعلنت سلطات الشرطة تعبئة اكثر من ستة آلاف شرطي اضافي في موسكو. وقال قائد شرطة موسكو فلاديمير كولوكولتسيف، كما نقلت عنه وكالة «إنترفاكس»: «لا أنصح احداً بأن يختبر صلابة قوات الأمن، اننا نحشد تعزيزات، والسبب لقيامنا بذلك واضح، إننا جاهزون لضمان الأمن». واكد ان الشرطة رصدت على الإنترنت دعوة «للتسلح بقضبان حديد ومقابض معاول واشياء اخرى مشابهة».


