يتوجه الإيرانيون اليوم الجمعة إلى مراكز الاقتراع التي ستفتح أبوابها مبكراً أمام الناخبين، الذين سيختارون ممثليهم في البرلمان لدورته التشريعية الجديدة، التي تمتد على مدار أربعة أعوام، وسط ترقب لتشكيلته بفعل النزاعات السياسية، في حين يأمل إدلاء 48 مليوناً بأصواتهم في 47665 مركزاً للاقتراع. وستفتح مراكز الاقتراع أبوابها اليوم الجمعة عند الساعة الثامنة صباحاً بالتوقيت المحلي لاستقبال الناخبين البالغ عددهم أكثر من 48 مليوناً سيصوتون في 47 ألف و665 مركزاً للاقتراع، موزعة في أنحاء البلاد، على أن تغلق هذه المراكز عند الساعة السادسة مساء.

وتوقفت أمس الحملة الدعائية للمرشحين، الذين تخطى عددهم ثلاثة آلاف و400 مرشح، يتنافسون لشغل 290 مقعداً نيابياً، 30 منها حصة العاصمة طهران وحدها، والتي تعتبر أكبر الدوائر الانتخابية من حيث عدد مقاعدها النيابية، وأكثرها أهمية بالنسبة إلى القوائم الانتخابية المتنافسة، وسط ترقب لتشكيلة البرلمان الجديد في ظل الأزمة السياسية والخلافات التي تعصف بين أركان النظام من جهة، والنظام والمعارضة من جهة أخرى.

وتستغرق عملية التصويت عشر ساعات، وفقاً للدستور الإيراني الذي حدد هذه الفترة، لكن بإمكان وزير الداخلية، الذي تنظم وزارته الانتخابات، تمديدها إذا كانت هناك حاجة لذلك، وبعد تسلمه طلباً من قِبَل المحافظين.

ونظراً لاستخدام الحوسبة للمرة الأولى في عملية التصويت، فإنه من المتوقع إعلان نتائج الانتخابات بشكل أسرع من الأعوام السابقة، رغم رفض المسؤولين تحديد تاريخ دقيق لإعلان النتائج.

بدوره، دعا وزير الداخلية الإيراني مصطفى محمد نجار، في تصريحات للصحافيين الإيرانيين إلى عدم تأجيل تصويتهم للساعات الأخيرة من عملية الاقتراع، قائلاً إن «التصويت بكثافة، وبروح مفعمة بالحماس والرغبة، سيزرع اليأس في نفوس الأعداء». وتحدث نجار عن اكتمال الاستعدادات لإجراء هذا الحدث الانتخابي الكبير، قائلاً: «كل الأمور متوفرة لإجراء انتخابات عظيمة»، في حين أعلن قائد قوى الأمن الداخلي العميد إسماعيل أحمدي مقدم، استعداد قواته لتوفير الأمن، مشيراً إلى أن «الظروف هادئة تماماً وآمنة لإجراء انتخابات نزيهة وحماسية».

من جانبها، حضت القيادات السياسية والمرجعيات الدينية الناخبين على التوجه بكثافة نحو مراكز التصويت باعتباره «واجباً شرعياً ووطنياً»، حيث قال المرشد الأعلى علي خامنئي إن هذه الانتخابات «تحظى بأهمية وحساسية أكثر من سابقاتها، والمشاركة الشعبية ستدفع عجلة البلاد إلى الأمام».