يتوجّه حوالي 48 مليون إيراني إلى صناديق الاقتراع يوم غد الجمعة للإدلاء بأصواتهم في انتخابات مجلس الشورى التي من المتوقع أن تشهد معركة حاسمة خاصة الناخبون الإيرانيون يوم غد الجمعة من المحتمل أن تكون الانتخابات البرلمانية التي ستجرى في إيران يوم الجمعة معركة حاسمة في الصراع على السلطة في معركة «يغيب» عنها الإصلاحيون وتنحصر بين جناحين داخل تيار المحافظين: سياسياً ودينياً.
ودعي حوالي 48 مليون إيراني إلى صناديق الاقتراع لانتخابات تشريعية على مقاعد مجلس الشورى الإسلامي الـ 290 من بين 3444 مرشّحاً تجري من دون رهان سياسي كبير بعدما تمكنت السلطة المحافظة من القضاء بشكل شبه كامل على المعارضة الإصلاحية منذ 2009. وخشية إحجام الناخبين عن التوجه إلى صناديق الاقتراع، كثف المسؤولون ووسائل الإعلام الرسمية الإيرانية من الدعوات إلى المشاركة في الانتخابات الأولى التي تجري منذ إعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد المثيرة للجدل في 2009 والتي أدت إلى تظاهرات في كافة أنحاء البلاد وأغرقت الجمهورية الإسلامية في واحدة من اخطر الأزمات السياسية في تاريخها.
وفي غياب إحصاءات دقيقة، توقع عدد من المسؤولين مشاركة تفوق 60 في المئة الجمعة.
والمشاركة في الانتخابات تمثل احد اهم هواجس النظام بينما يبدو المحافظون متأكدين من استمرار هيمنتهم على مجلس الشورى. وفي هذا السياق، أعلن المرشد الأعلى للجمهورية الايرانية آية الله علي خامنئي انه يتعين على السكان وهم يتوجهون الى الادلاء باصواتهم ان «يظهروا تصميمهم على مقاومة العدو»، في اشارة الى عرض القوة بين طهران والمجتمع الدولي بشأن برنامج طهران النووي. ودعا الرئيس احمدي نجاد الى التعبئة من اجل «انتخاب برلمان قوي وشعبي»، في حين اعلن وزير الدفاع احمد وحيدي انه «بقدر ما ستكون المشاركة مرتفعة بقدر ما سيتعزز الامن في البلاد».
وفي غياب التيار الإصلاحي عن هذه الانتخابات، تدور المعركة اساسا بين محافظين منقسمين داخل خليط من ائتلافات ظرفية مع برامج غامضة جدا. واحد ابرز المتنافسين هو الجبهة المتحدة للمحافظين المقربة من رئيس البرلمان الحالي علي لاريجاني ورئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف الذي ينتقد الرئيس محمود احمدي نجاد خصوصا بشان حصيلة حكمه الاقتصادية ويدعو الى مزيد من «العقلانية» السياسية.
وهذا التيار الذي يهيمن على البرلمان المنتهية ولايته، يواجه جبهة ثبات الثورة الإسلامية المحافظة هي الأخرى والتي تقدم نفسها على انها المدافع الحقيقي عن خط المرشد الاعلى وتندد بـ «الضعف» السياسي لكل من لاريجاني وقاليباف. ويدافع هذا الائتلاف عن الرئيس نجاد مع التنديد في الوقت نفسه بمستشاره الرئيسي اصفنديار رحيم مشائي خصم المحافظين اللدود.
الا ان احزابا اصلاحية صغيرة تمثل مع ذلك بضع لوائح على امل المحافظة على تواجدها في مجلس الشورى الذي يضم 60 نائباً اصلاحياً يبدو أنهم سيغيبون عن دور الانعقاد البرلماني المقبل.
