تُولي سلطنة عمان عناية خاصة بظاهرة التصحر، وذلك بحكم موقعها الجغرافي المرتبط بالصحراء، وفي إطار رؤيتها الاستراتيجية بضرورة حماية البيئة والحفاظ على المراعي الطبيعية ومساحات الأراضي الصالحة للزراعة والمزروعة، فضلا عن اهتمامها بترشيد استخدام موارد المياه المحدودة.

خطة وطنية

وشكلت هذه الأبعاد ملامح الخطة الوطنية لمكافحة التصحر ومعالجة أسبابه بالسلطنة، والتي قامت الجهات المختصة بإعدادها بالتعاون مع منظمة الأسكوا ومنظمة الغذاء العالمي «الفاو» وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة «يونيب».

وتضمنت هذه الخطة أبعاد ظاهرة التصحر بالسلطنة، والجهود المبذولة لحصرها ومعالجتها، والمشاريع المقترحة لضمان تنفيذها، ومن بينهــا تنميـة المناطق الصحراوية وتعميرهــا واستزراع نباتات مقاومة للجفاف والملوحة، وترشيد استخدام المياه الصالحة للشرب، ومواصلة اكتشاف مصادر جديدة للميــاه الجوفيــة، والتوسـع في اسـتخـدام ميــاه الصــرف المعالجـة فـي ري الـزراعــات التجميلية ومشــاريع التشجير لزيادة الرقعة الخضراء.

مقترحات

من جانبه، قال داود بن سليمان البلوشي، من وزارة البيئة والشؤون المناخية في السلطنة، «تم وضع الاستراتيجية الوطنية لحماية البيئة موضع التنفيذ، وهي من الأسس والأهداف للسياسات البيئية المستقبلية في السلطنة،

حيث وجهت الدراسات القطاعية الانتباه الى مشكلة التصحر، وخلصت الى اقتراح الوسائل لمكافحة التصحر والزحف الصحراوي، ومنها أولا: في المنطقة الجنوبية حيث يتم ترحيل مزارع الأعلاف التجارية من سهل صلالة الى منطقة النجد باستخدام الحوافز المناسبة، وإعادة الدورة الخريفية للرعاة في منطقة جربيب في سفح جبال ظفار لإفساح المجال للنباتات ذات القيمة الغذائية العالية الجودة للغطاء النباتي».

وأضاف: «كذلك إصدار قانون المراعي والغابات ومشاركة الرعاة والمزارعين وتحفيزهم وتوعيتهم بقبول تنفيذ الإصلاحات المقترحة وتشديد العقوبات على قطع الأشجار».

وتابع: «أما في المنطقة الشرقية، فركزت الاستراتيجية على حفز المزارعين على إنشاء الأحزمة الشجرية الواقية من زحف الصحراء، وترشيد التخطيط الصحراوي، والتوسع في تطوير مصادر وموارد المياه المكتشفة، وإدخال الدورات الرعوية.

بينما في منطقة الجبل الأخضر، فتمحورت حول إدارة المنحدرات المائية، وتخطيط استخدامات الأراضي، وإقامة البنية الأساسية وخصوصا مشاريع الطرق. اما في السهول الوسطى الصحراوية وشبه الصحراوية، فإنه تتم الاستفادة من المياه في زراعة الأشجار الاقتصادية وفي تطوير المراعي ترشيد الرعي وتوزيع موارد المياه».

سجل وأولويات

واضاف البلوشي ان السلطنة ادركت منذ وقت مبكر أهمية وقف ظاهرة التصحر، لما لها من الآثار البيئية على المراعي الطبيعية ومساحات الأراضي الصالحة للزراعة، حيث قامت بالتعاون مع المنظمة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا التابعة لليونيب ومنظمة الأغذية والزراعة بوضع خطة العمل الوطنية لمكافحة التصحر، والتي شملت وضع سجل للموارد الطبيعية للسلطنة، ومصادر المياه، والغطاء النباتي والتربة والنفط والغاز والمعادن، وتحديد الإطار الاجتماعي والاقتصادي والتطور الاقتصادي للإنتاج المحلي والصادرات والواردات.

واوضح البلوشي ان السلطنة تسعى لإعطاء الأولويات لبرامج مكافحة التصحر عبر توفير اعتمادات مالية، والتعاقد مع المؤسسات الدولية للحصول على الدعم الفني لتنفيذ المشاريع ذات الأولوية، مثال ذلك السـعي نحـو تحـقيق تنميـة مستدامة وتحديد معايير استخدام الأراضي، وعدم الإخلال بالتوازن الطبيعي.

 ملتقى

استقبل وزير الدولة محافظ ظفار محمد بن سلطان بن حمود البوسعيدي، بمقر المحافظة، رؤساء الوفود المشاركة في الملتقى الخليجي السابع للمكفوفين، الذي تنظمه جمعية النور للمكفوفين بالمحافظة.

ورحب البوسعيدي بالوفود المشاركة، متمنياً لهم طيب الإقامة في بلدهم الثاني سلطنة عمان، مؤكدا أن هذه اللقاءات تعكس عمق الترابط الأخوي والتواصل المستمر بين الدول المشاركة، وتعزيز روح التآخي والرقي بها إلى مستوى من التقدم والازدهار.

واستمع الوزير العماني إلى شرح من بعض الرؤساء حول دور الجمعيات بدول مجلس التعاون، ومدى مساهمتها في تقدم المجتمع، كما أشاد بالدور الذي تضطلع به جمعية النور للمكفوفين بالسلطنة، والدعم والاهتمام الذي توليه حكومة السلطنة للمكفوف، ليأخذ دوره في بناء المجتمع.