كشف وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية العراقية دارا يارا أن 11% من الشعب العراقي يعيش تحت خط الفقر، مشيراً إلى أن 16% من المواطنين العراقيين عاطلون عن العمل ونحو 700 ألف عائلة لا تمتلك أي وارد، وأبدى خبراء استغرابهم من تفشي الظاهرة في المحافظات الجنوبية.
وقال يارا إن وزارة الشؤون الاجتماعية العراقية تسعى جاهدة من أجل تقليص نسبة العراقيين الذي يعيشون في أوضاع مالية سيئة، وفق مشروع أعدته سابقاً ، مضيفاً ان البنك الدولي يدعمنا في هذا المضمار. وأضاف إن « 11في المئة من الشعب العراقي يعيش الآن تحت خط الفقر»، وأوضح أنه بالنسبة للأسر، فإن حوالي 28 %منها تعيش في مستوى متدن، وما يقارب 3% منها تعيش في مستوى معيشي منخفض جدًّا.
ذي قار الأكثر حرماناً
وبين وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية العراقية أن معظم تلك النسبة موجودة في محافظة ذي قار ومحافظات الجنوب الأخرى، مشيرا إلى أن المحافظات الأكثر حرمانا هي ميسان والمثنى والقادسية وذي قار حيث بلغت نسبة المحرومين حوالى أربعين في المئة.
وأوضح يارا أن أقل المحافظات حرمانا هي الانبار وبغداد وكركوك والبصرة ومحافظات كردستان، وأشار إلى أن 16في المئة من العراقيين عاطلون عن العمل لافتاً إلى أنه سيتم العمل بصندوق منح القروض وفق برنامج لدعم القطاع الخاص، وتقديم المساعدة المالية لنحو 700 ألف أسرة عراقية تعيش أوضاعاً مالية صعبة وليس لديها عمل ولا أية واردات.
تدهور الجانب الصحي
وقال الناطق باسم وزارة التخطيط عبد الزهرة الهنداوي إن معدل الحرمان في الجانب الصحي بلغ 29في المئة والبنية التحتية 24في المئة والسكن 24في المئة والحرمان الاقتصادي للفرد العراقي 31في المئة والأمن الاجتماعي 22 في المئة.
وعزا نائب محافظ البنك المركزي العراقي مظهر محمد صالح أسباب انتشار الفقر وتدهور الأحوال المعيشية للناس إلى كون العراق يفتقد إلى نموذج جيد في الاقتصاد ووصف النموذج أو النمط الاقتصادي الحالي بكونه مشوها فهو يعتمد على التوزيع وعلى كفاءات ضعيفة وعلى ضعف التنمية وعلى جهود تبذلها الدولة من اجل تشغيل العاطلين عن العمل ولا تستطيع بالنتيجة استيعاب الكثيرين الذين يكتفون في نهاية الأمر باستلام الرواتب دون تحقيق أي إنتاجية. وبالنتيجة فالموازنة بطبيعتها، وحسب قوله، استهلاكية وتشغيلية تعتمد على الاستيراد وعلى العملة الأجنبية، أما الإنتاج فمعدوم تقريبا.
الفصل السابع
ولاحظ صالح أن علاقات العراق التجارية إقليمية فقط والسبب في ذلك حسب قوله هو الفصل السابع الذي وصفه بأنه خطير للغاية غير أن خطورته غير واضحة تماما غير انه أكد في نية وزارة التخطيط اعتماد خطة تنمية جديدة للأعوام 2013 إلى 2017 ورأى أن في إمكانها إشاعة الأمل في غد أفضل بالنسبة لجموع العاطلين عن العمل.
من جانبه استغرب أستاذ الاقتصاد في الجامعة المستنصرية عبد الرحمن المشهداني لتركز الفقر في العراق في المحافظات الجنوبية التي قال إنها مصدر النفط ومصدر التمويل ومصدر الميزانيات المتتالية واستغرب أيضا لعدم تدارك الحكومة هذه المآسي رغم أن عددا كبيرا من أعضائها أصلهم من الجنوب، حسب قوله، ثم نبه إلى أن هذه الحقيقة وكون أهل المنطقة من المتنفذين غير حريصين على رخاء أهلهم هناك فهذا يعني أننا نعيش في كارثة حقيقية.
