تصاعدت أزمة الكهرباء في مصر خلال الأيام الأخيرة بالتزامن مع أزمة نقص الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية، ما اضطر وزارة الكهرباء إلى مناشدة المواطنين رسميا بتقليل استهلاك الكهرباء؛ لتلافي الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربي في العديد من محافظات مصر، وحذّرت الوزارة بأنها ستلجأ إلى تخفيض قدرات الطاقة والتيار الكهربائي بقدرة 3000 ميغاوات، في حال عدم ترشيد المواطنين استهلاكهم.

واعترف رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر، المهندس محمود بلبع، بأن مصر تواجه أزمة كهرباء حقيقية، تتمثل في عدم تمكن الشركات من تغطية حجم الطاقة الكهربائية خلال ساعات الذروة، وذلك بسبب فقدان نحو ما يقرب من ثلاثة آلاف ميغاوات من الشبكة القومية للكهرباء؛ بسبب نقص إمدادات الوقود بشكل عام، مشيرًا إلى أن الشركة تعمل في ظروف استثنائية في محاولة للتغلب على هذه الأزمة الحالية، التي أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي في أكثر من منطقة في محافظات مختلفة.

حريق المحطة

وكانت محطة غرب القاهرة للكهرباء تعرّضت لحريق هائل جعلها تخرج من الخدمة خلال الفترة الحالية، وهي التي كانت تضخ نحو 600 ميغاوات كطاقتها الإجمالية، بما أثر سلبًا في حجم تدفق الطاقة الكهربائية بالقاهرة الكبرى، في الوقت الذي تشهد فيه باقي المحطات حالة رثة وسيئة للغاية تجعلها تعمل بصورة غير جيدة.

وألقت الأزمة بظلالها الكئيبة على المواطنين، حيث قال محمد حلمي، صاحب متجر لبيع الأدوات المنزلية، إن الأزمة الحالية جاءت في وقت عصيب جدًا، يمتلئ فيه الشارع المصري بالمشكلات والضغوط خلال المرحلة الانتقالية، كما أنها جاءت في فصل الصيف، والذي يفرط فيه المواطنون في استخدام المراوح ومكيفات الهواء المختلفة.

فترة حرجة

ويرى حلمي أن أزمة الكهرباء ذات بعد اجتماعي مهم جدًا، ففضلا عن أنها تأتي في فصل الصيف فإن هناك امتحانات الثانوية العامة، بما يعني أن أي انقطاع بالتيار الكهربائي خلال تلك الفترة يؤثر سلبًا في مصلحة الطلاب المصريين بشكل عام، وهي فترة بالغة الحساسية والخطورة في أيام السنة كلها.

في السياق ذاته، لم يستبعد بعض المواطنين أن تكون الأزمة مسيّسة، والتأكيد على كونها مفتعلة لإلهاء الشارع المصري عن التطورات السياسية الحادثة على الساحة المصرية الآن.

مبادرات

إلا أن خبراء في مجال الطاقة الكهربائية أكدوا أن هناك جملة من المُبادرات والاختراعات التي تنتظر عون الجهات الحكومية في مصر للتغلب على المشكلات المتجددة للطاقة الكهربائية، أبرزها «المشروع النووي»، الذي في حال تنفيذه، فإن ذلك يوّفر على مصر الدخول في أزمات الوقود المُتجددة، ويعد من أبرز المشروعات المهمة والحيوية المطروحة على مائدة الرئيس المصري الجديد المُنتظر.

وأشاروا أيضًا إلى اختراع حديث لأحد المخترعين المصريين ويدعى رفعت همام والذي قام اختراع مولد طاقة كهربية يعمل بـ«الجاذبية الأرضية»، وتم تسجيله بأكاديمية البحث العلمي، وطالبوا الحكومة المصرية بدعم هذه المشروعات والاستفادة منها بصورة عملية، بما يسهم في الأساس في حل المشكلات المجتمعية التي يعانيها الشارع المصري خلال المرحلة الحالية، وخاصة المشكلة الكهربائية، التي تعد من أخطر المشكلات الآنية؛ لأنها تتعلق بصورة مُباشرة بالاحتياجات اليومية للمواطن المصري.