أعرب أهالي منطقة شطايبي الجزائرية المطلة على البحر الأبيض المتوسط (مصنفة ضمن أحسن الخلجان في العالم)، والتي تبعد 70 كيلومتراً عن مدينة عنابة (600 كيلومتر شرق العاصمة الجزائرية) عن استيائهم من تحول منطقتهم إلى صحراء جرداء، مع اقتراب موسم فصل الصيف، حيث تفتقر المنطقة إلى أبسط المرافق الخدمية من مراكز الشباب إلى شقق فندقية لاستقبال السياح، إلى غياب صالات الرياضة ودور الثقافة، مما ينذر بموسم اصطياف لا يرقى بطموحات قاطنيها وزوارها على حد سواء.
ووصف شباب اتصلت بهم «البيان» وضع المنطقة بـ«المزري والبعيد عن تطلعاتهم». يقول محمد لمين، طالب جامعي، إن شطايبي تفتقر إلى جميع مقومات الحياة، فلا أثر لمنشآت تحتضن هوايات الشباب، ولا لطرقات معبدة، وليس أمام الشباب سوى البحر للتخلص من الروتين اليومي الذي ينتابهم.
من جانبه، يؤكد بوساحة فاروق، موظف في الشركة الجزائرية للمحروقات، أن الشباب يقطعون مسافة 70 كيلومتراً للممارسة هوياتهم من موسيقى أو رسم أو إحدى الرياضات، إذ ان مراكز الشباب منتشرة فقط على مستوى مدينة عنابة، مطالباً أعضاء المجلس الشعبي الوطني (البرلمان) الالتفات إلى مطالب سكان هذه المنطقة، وما يسهم في الارتقاء بها لتتبوأ مكانتها السياحية التي تستحقها، خاصة وأنها تعد من أعرق المناطق على مستوى الشرق الجزائري بعد مدينة قسنطينة، 450 كيلو متراً شرق الجزائر.
اكتظاظ المقاهي
أما برجم رمزي، فيؤكد أن الشباب مكتسحون للمقاهي الشعبية، في ظل غياب مراكز خاصة بهم، إذ يقضون أوقات فراغهم في متابعة مباريات البطولة الأوروبية وغيرها من المنافسات الرياضية، سواء على مستوى الوطني أو الدولي، مشيراً إلى العزلة التامة التي تشهدها المنطقة، والتي تفتقر إلى الطرق المعبدة إضافة إلى غياب الفنادق، مما جعلها بيئة طاردة للسياح بالرغم من موقعها الاستراتيجي المتميز.
واستبعد رمزي أن يقوم نواب البرلمان الذين انتخبهم مواطني مدينة عنابة التي تنتمي إليها منطقة شطايبي بترجمة مطالب الشباب إلى حلول فعلية تخدم طموحاتهم، مؤكداً أن كل نائب بمجرد حصوله على الحصانة والمنصب يلتفت إلى مصالحه الشخصية على حد قوله.
أما باهي أسامة فيتطرق إلى ارتفاع أسعار النقل بين المنطقة ومقر المدينة من 60 ديناراًَ إلى 80 ديناراً، وهو ما أثار استياء ورفض السكان، الذين تظاهروا أمام مقر بلدية شطايبي، مما أدى إلى خفض السعر إلى 70 ديناراً، واصفا المنطقة بالهيكل بلا روح، إذ ان مشروع بناء فندق كان قائماً منذ 20 عاماً مضت، إلى أنه لم ير النور إلى حد الساعة، متسائلاً عن مستقبل المنطقة في ظل هذه المؤشرات.
معاناة الغاز
وتحدثت أم مجيد عن معاناتها في حمل قارورات الغاز، مشيرة إلى أنها كثيراً ما سمعت بأن توصيل الغاز إلى المنازل بواسطة الأنابيب سيتم قريباً، إلا أن القريب تأخر لعشرات الأعوام. من جانب آخر تحدثت أم مجيد عن حالات الانتحار بين اوساط الشباب، من خلال ما أسمتها بقوارب الموت، في ظل انتشار البطالة بشكل لافت، موضحة أن الكثير من الأمهات بتن يخفن على فلذات أكبادهن.
برمجة المشاريع
في المقابل، يؤكد رئيس بلدية شطايبي صالح داودي في تصريحات لـ«البيان» برمجة العديد من المشاريع التنموية في المنطقة المذكورة آنفاً خلال العام الحالي، والاهتمام بفئة الشباب على وجه الخصوص، حيث أشار داودي إلى افتتاح مركز للشباب ومركز ثقافي مجهز بجميع الوسائل، والمفترض تدشينه يوم 5 يوليو المقبل، المصادف للذكرى 50 لاسترجاع السيادة الوطنية. ويضيف أنه تم الإعداد لموسم الاصطياف من خلال برامج رياضية وثقافية ومسابقات من أجل انجاح موسم صيف 2012، مؤكداً أن جميع الترتيبات سيتم الانتهاء منها مع مطلع الشهر المقبل.
وفيما يتعلق بالشباب العاطل عن العمل يشير داودي إلى أنه تم منح تراخيص خاصة لممارسة نشاطات تجارية على مستوى سبعة شواطئ في المنطقة مسموح فيها للسباحة. وحول توصيل الغاز الطبيعي للمنازل يشدد داودي أن العملية جارية وأنه سيتم توصيل 200 منزل بالغاز قبل نهاية العام الحالي.
