مع اقتراب فصل الصيف، يبدأ موسم الحرائق في الغابات بالظهور مع حتى بات من المظاهر المقلقة للأردنيين وفرق الدفاع المدني على حد سواء، وسط دعوات لاحتواء ظاهرة الحرائق التي باتت تشكل خطراً على المواطن والبيئة.

وشهدت المملكة الاردنية خلال الفترة الماضية ارتفاعا في عدد الحرائق حتى لا يكاد يمر يوم إلا ويشتعل فيه حريق، سواء في الأعشاب الجافة أو الأشجار المثمرة في معظم مناطق المملكة، خاصة في تلك التي تكثر فيها الغابات والأعشاب الجافة وبخاصة في محافظات الشمال (اربد، وجرش، وعجلون).

وقال مواطنون اردنيون لـ «البيان» إن «موسم الصيف وبخاصة في مناطق محافظة عجلون يشهد العديد من الحرائق، سواء بالأعشاب الجافة أو الأشجار المثمرة حيث تتلف آلاف الأشجار سنويا».

وأشاروا إلى أن معظم هذه الحرائق تكون عن طريق اشتعال النيران من قبل بعض أصحابها أو العابثين أو من قبل مربي الماشية، حيث يصعب عليهم السيطرة عليها بسبب وجود الرياح أحيانا ولوعورة المنطقة في أغلب الأحيان.

حريق مهول

وكان حريق هائل شب في منطقة حلاوة غرب محافظة عجلون أتى على حوالي 100 دونم مما أدى الى الحاق الضرر مئات الاشجار الحرجية المثمرة «زيتون ولوز» تمكن عناصر الدفاع المدني في مديرية زراعة عجلون وبإسناد من مديريات حراج جرش واربد والكورة وبالتعاون من فرق الإطفاء في مديرية دفاع مدني عجلون من إخماد النيران بعد أربع ساعات من نشوبها ومنع انتشارها.

وقال مواطنون إن عدم توفر طرق زراعية زاد من صعوبة السيطرة على الحريق، الأمر الذي استدعى تعزيز الكوادر والآليات للمساهمة في منع انتشار الحريق بالسرعة الممكنة.

والتهمت النيران في بداية الشهر الجاري قرابة 35 دونما من الأراضي المزروعة بالأشجار المثمرة يقدر عددها بمئتي شجرة في منطقة راجب في محافظة عجلون أيضا، حيث تمكنت فرق الإنقاذ في محافظة عجلون من اطفاء الحريق والذي يعود سببه اشتعال النيران بالإعشاب الجافة في المنطقة، حيث أتى الحريق على مزروعات العنب والزيتون والاسكدنيا إضافة إلى إتلاف عشرات الأمتار من الانابيب المخصصة لري المزروعات، كما شب حريق آخر في منطقة حلاوة في محافظة عجلون لم ينجم عنه اية اضرار.

وكانت كوادر الإطفاء في مديرية دفاع مدني عجلون تعاملت قبل فترة وجيزة مع حريق أعشاب جافة بمساحة عشر دونمات تقريبا في منطقة حلاوة، حيث تمكنت فرق الإطفاء من إخماد الحريق والسيطرة عليه ومنع انتشاره الى المناطق المجاورة ولم تقع أي إصابات بالأرواح.

وفي إجراء احترازي، طالب مدير الحراج في وزارة الزراعة المواطنين التخلص من الاعشاب المحيطة بمنازلهم وأراضيهم عن طريق ازالتها بأدوات الحراثة لأن حرقها يتسبب بحرق البذور التي تحملها الارض فلا تنبت الاعشاب في الاعوام المقبلة، ما يقلص من المساحات الخضراء ويضر بقطاع تربية المواشي.

من جانبه، أكد مدير دفاع مدني محافظة عجلون في تصريحات صحافية سابقة أنه تم افتعال حريق بأعشاب إحدى الغابات القريبة من مدينة عجلون ست مرات في نفس الموقع خلال 24 ساعة، بغرض إتلاف الأشجار لتحطيبها في أوقات لاحقة، وحذر من أن جفاف الأعشاب في هذا الوقت من العام يشكل بيئة خصبة لنشوب الحرائق وسرعة انتشارها بين الغابات، عازياً افتعال مثل هذه الحرائق إلى عدم وجود رقابة كافية من مختلف الجهات المعنية أو إجراءات رادعة بحق المتسببين.

 

أرقام وإحصائيات

 

تعاملت فرق الإطفاء الأردنية العام الماضي مع 551 حريقا لأعشاب جافة و183 حريقا لأشجار مثمرة نجم عنها احتراق 3451 شجرة مثمرة موزعة على 300 دونم و 4 إصابات بين مواطنين، كما تعاملت مع 91 حريقا لأشجار حرجية أتت على 1540 شجرة منتشرة على مساحة 277 دونما، إضافة إلى 17 حريقا لمحاصيل حقلية.