حذر مسؤولون في اليمن من انهيار منظومة الطاقة الكهربائية بفعل استمرار هجمات رجال القبائل على خطوط الضغط العالي وايقاف المحطة الرئيسية لتوليد الطاقة عن العمل وارتفاع خسائر مؤسسة الكهرباء الى 30 مليار خلال العام الجاري بعد تعرض عدد من المحطات لأعمال تخريبية في غياب إجراءات أمنية

ومع امتناع اعداد كبيرة جداً من المشتركين عن سداد فواتير الكهرباء منذ اندلاع الثورة الشبابية التي اطاحت بحكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح جراء انقطاع الكهرباء لـ 20 ساعة في اليوم عملت حكومة الوفاق الوطني على اعادة تشغيل محطة مأرب الغازية والتي تزود البلاد باكثر من نصف احتياجاتها من الكهرباء لكن رجال القبائل وانصار الرئيس السابق يتهمون باستهداف خطوط النقل لثمان مرات في الاسبوع الواحد ما ادى الى خروج المحطة عن الخدمة منذ عدة ايام.

 

تصليح وتعطيل

وقال مدير عام المؤسسة العامة للكهرباء خالد راشد قال إنه خلال الأربعة الأيام الماضية تعرّضت محطة مأرب الغازية لثمانية أعمال تخريبية بخبطات حديدية في منطقتي الجذعان وآل شبوان بمحافظة مأرب, واضاف انه «أخيراً زادت الاعتداءات بشكل مخيف وبمجرد دخول المحطة إلى العمل ساعتين تخرج سريعاً من الخدمة فمشكلة الاعتداءات أمنية في الأساس والتدخل لحلها لا يكون إلا بحل تلك المشكلة, والمسألة تحتاج إلى إجراءات أمنية رادعة لمن يقوم بضرب خطوط الكهرباء حتى الآن».

وطالب راشد من الجهات الأمنية حماية خط الضغط لحماية المحطات الكهربائية وقال: «أصبحنا الآن نتخوّف من تشغيل محطة مأرب الغازية نتيجة تأثيرها الكبير على محطات التوليد ومحطات التحويل»، مؤكداً على أن تشغيل المحطة الغازية أصبح غير مجدٍ في ظل هذه الأوضاع والحل إما بحماية أمنية مكثفة أو بتوقيف المحطة حتى لا تتضاعف الخسائر، فضلاً عن كونها أصبحت مصدر خطر بسبب الماس الكهربائي المهدّد لبقية الخطوط..

ووفقا لمدير مؤسسة الكهرباء فان الانقطاعات التي تشهدها المنظومة الكهربائية تؤثر بشكل كبير على المواطنين ولها أيضاً أضرار أخرى لا يلمسها المواطنون والمتمثلة في تقليل العمر الافتراضي لمحطة مأرب الغازية نتيجة التشغيل والتوقف المفاجئ ولو استمر الأمر على ما هو عليه فإنه قد يحدث انهيار العازلية للمولدات؛ وبالتالي قد نخسر المولدات تماماً وتنتهي المحطة وهذا يمثل وضعاً خطيراً.

 

اعاقة الأطفال

على صعيد الوضع الانساني في اليمن، أعربت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» عن قلقها البالغ من تزايد أعداد ضحايا الألغام من الأطفال والذخائر غير المنفجرة.

وقال ممثل «اليونيسيف» في اليمن جيبرت كابيليري إن الأرقام التي أحصتها المنظمة للخسائر البشرية من جراء انفجار الألغام مثيرة للقلق البالغ. وأضاف التقرير الصادر في منتصف شهر إبريل الجاري أن الكثير من الجرحى سيعانون من عاهات دائمة من جراء هذه الحوادث. وأكد كابيليري أن «اليونيسيف تشعر بانزعاج شديد من هذه التطورات». وحض الحكومة وجميع الأطراف المعنية في اليمن بقوة على ضمان سلامة جميع الأطفال في جميع الأوقات، وضمان عدم إعاقة حصولهم على الخدمات الاجتماعية الأساسية.

وأضاف أن «الخسائر البشرية في الشهور الثلاثة الأولى فقط من عام 2012 تقترب بسرعة من إجمالي الخسائر لعام 2011»، مشيرا الى انه أبلغ خلال الشهور الثلاثة الأولى فقط من العام الجاري عن مقتل 13 طفلاً وإصابة 12 آخراً في 12 حادثة انفجار للألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة. وأردف قائلا إن الأطفال يمثلون «أكثر من نصف عدد سكان اليمن ومن مسؤوليتنا جميعاً ضمان إحقاق حقوقهم وحمايتهم».