تسعى الكويت من خلال برامج تضعها وزارة الكهرباء والماء الى المحافظة على مصادر المياه، وترشيد عملية الاستهلاك، بالتوازي مع الحفاظ على البيئة، ومعالجة التلوث وذلك عبر إنشاء مركز لمختبرات تحاليل المياه، إذ رصدت خمسة ملايين دينار أي ما يعادل 15 مليون دولار لتطوير وتجهيز المبنى بأحدث أجهزة التحاليل والمختبرات العالمية، لضمان آلية العمل بصورة سليمة، إضافة الى التركيز على عملية تدريب الكوادر الوطنية.
ويعد المركز الذي تعكف الحكومة الكويتية حاليا على إنشائه مبنى خاصا بمختبرات لتحاليل المياه على مستوى عالمي، يحتوي على اربعة مختبرات متعددة الانشطة، تختص بالتحاليل الكيميائية والفيزيائية، والميكروبولوجية، والمواد المشعة، اضافة الى مخزن مخصص لحفظ المواد، للتأكد من صلاحيتها بدءا من عملية سحبها حتى إيصالها الى المستهلكين عبر شبكة نقل المياه.
ويأخذ العاملون في المختبرات عينات مائية من مصادر مائية مختلفة كالبحر والمياه الجوفية وغيرها للتوصل الى النتائج الجيدة التي تخدم المشروع، كما ان المختبرات تقوم بمتابعة المياه بعد خروجها من محطات تقطير المياه عبر الشبكة حتى وصولها إلى المستهلكين، بحيث تتيقن من ملاءمة المياه للاستخدام الآدمي لحظة انتاجها حتى وصولها إلى المستهلكين.
وأكد وكيل وزارة الكهرباء والماء المساعد لقطاع التخطيط د. مشعان العتيبي ان العمل جار حاليا لتنفيذ مركز متخصص لتحاليل المياه عبر امداده بأحدث التقنيات العالمية والاجهزة التحليلية والمختبرات التي تخدم العمل التحليلي والفحص الشبكي للمياه بما يتناسب مع شبكة مياه الكويت ومطابقتها لمعايير الصحة العالمية للمياه، لافتا الى انه يتم حاليا العمل على تطبيق اخر تحديثات منظمة الصحة في الشبكة وتعديل جميع المواصفات التي توصي بها.
وقال العتيبي لـ «البيان» ان وزارة الكهرباء والماء ستستعين بخبراء عالميين من منظمة الصحة العالمية، للتعامل مع هذه المختبرات التي تعمل على فحص المياه في جميع انحاء شبكات المياه الموجودة في البلاد، من خلال اخذ عينات من اماكن مختلفة منها، والعمل على تحليلها، بالاضافة الى اخذ عينات اخرى من الشبكة ذاتها كل ثلاثة شهور وارسالها الى منظمة الصحة العالمية لفحصها ورؤية مدى مطابقتها للمعايير العالمية للمياه، مشيرا الى خطة متكاملة تسير مع عملية الانشاءات تتضمن تدريب الكوادر الوطنية للعمل على اجهزة وتقنيات المختبرات ومركز تحليل المياه.
وأوضح العتيبي ان وزارة الكهرباء والماء لديها خطط عمل تقوم على مراقبة ومتابعة يومية ودقيقة على نوعية مياه الشرب التي تنتجها محطات التحلية، إذ تقوم بجمع العديد من عينات مياه الشرب يومياً من المواقع المختلفة كمحطات التحلية ومحطات الخلط والمزج ومراكز التوزيع والخزانات والابراج ومحطات التعبئة ونقاط اخرى في نهايات الشبكة من مدارس ومساجد ومرافق حكومية وغيرها، وإجراء التحاليل الكيميائية والبكتريولوجية، لافتا الى ان التحليل يشمل تحليل عينات من مياه الشرب من اكثر من 115 موقعا في الشبكة العامة، وإجراء اكثر من 90 اختباراً لقياس نوعية المياه.
وأضاف انه رغم ذلك فإن وزارة الكهرباء والماء تسعى على الدوام الى تطوير عملها من خلال مركز تحليل المياه او تدريب الكوادر إضافة الى وضع الدراسات المستقبلية التي تخدم وترتبط بالمستهلكين بشكل مباشر حفاظا على أرواحهم.