تعاني النصب والتماثيل في محافظة البصرة، من الإهمال وعدم الصيانة الدورية، مما افقدها ألقها كدلالات حضارية وسياحية تتميز بها المدينة.
ونقلت شبكة «آكانيوز» الاخبارية عن رئيسة لجنة السياحة والآثار في مجلس محافظة البصرة زهرة البجاري، قولها إن «هذه النصب والتماثيل لا تمثل السياحة والحضارة فقط، إنما تعكس تاريخ البصرة بما تضمه من شواهد لأدباء وساسة وعلماء بصريين، فضلاً عن النصب التي شيدت بعد عام 2003». وتضيف أن «صيانة النصب والتماثيل هي ضمن مسؤولية بلدية البصرة، لكن دورها غير فعال ولا يرتقي إلى مستوى الطموح».
وتشير البجاري إلى أن «هذه المعالم تعاني الإهمال، وهنالك نصب تشوهت أو اختفت معالمها، ما يدل على أن الجهات المعنية غير مهتمة بصيانتها»، مشددة على «ضرورة أن يكون هناك اهتمام اكبر بهذه المعالم الحضارية التي تعتبر جزءا مكملا لجمالية مدينة البصرة».
من جانبه، طالب عضو جمعية الفنانين التشكيليين في البصرة المهندس عبد العزيز الدهر باستحداث لجان مختصة في بلدية البصرة تتولى عملية صيانة هذه الأعمال الفنية ومتابعتها للحفاظ على جماليتها ورونقها بشكل دائم. وقال إن «المطلوب توفر لجان خاصة لصيانة هذه الأعمال الفنية ومتابعتها حيث جماليتها ترتبط بجمالية المدينة»، مشيرا إلى أن «المشكلة التي تعاني منها هذه الأعمال الفنية لا تقتصر على إهمالها وتركها دون صيانة فقط، بل تشمل أيضا بناء التماثيل الجديدة، حيث يتطلب ذلك أن تتم هذه العملية وفق معايير وأسس، وتنفذ من قبل أشخاص مختصين في هذا المجال».
وبين أن «هنالك نماذج في المدينة مشوهة وركيكة وبعيدة عن حضارة وتراث البصرة ولا تحمل مواصفات مكانية أو فنية أو شكلية، وهي تؤذي جمالية المدينة».
وتابع، أن «من الأمور التي شوهت جمالية نصب وتماثيل البصرة، عدم المعرفة في التعامل معها، حيث تمثال الشاعر بدر شاكر السياب عندما جرت إعادة صيانته، تم طلاؤه بالأصباغ، في حين أن المادة المصنع منها هذا التمثال هي البرونز، وهذه المادة قيمتها بلونها الطبيعي». وتضم مدينة البصرة العشرات من النصب والتماثيل من أبرزها تمثال الفراهيدي، وعتبة بن غزوان، وتمثال الشاعر بدر شاكر السياب، الذي يعد مقصداً لمن يزور شط العرب.
