أكدت المديرية العامة للآثار والمتاحف تعرض الكثير من المواقع المصنفة على لائحة التراث العالمي للأذى نتيجة الأحداث التي تشهدها سوريا منذ 13 شهراً.

وأوضحت المديرية في بيان لها أن في مقدمة الأماكن التي تعرضت للأذى مواقع التراث العالمي السورية، التي تشمل مدن دمشق وحلب وبصرى القديمة وقلعتي الحصن وصلاح الدين وموقعي تدمر والقرى الأثرية القديمة في شمال سوريا (المدن المنسية).

وأشارت إلى الأضرار التي تعرضت لها مدينة بصرى من خلال انتشار مخالفات البناء، اضافة لتعرض منطقة اللجاة الممتدة بين محافظتي درعا والسويداء الى تنقيب سري وتخريب وتدمير للمشهد الثقافي، الذي يعتبر متحفا في الهواء الطلق للكتابات الصفائية.

أما في تدمر فأوضحت المديرية ان موقع تدمر تعرض لتخريب كبير بسبب التنقيبات السرية، بعد تهديد حراس الموقع وسلب أسلحتهم وتخريب منطقة المدافن والواحة ومحاولة الهجوم على المتحف، إلا أن تضافر الجهود الشعبية مع الجهات المختصة حمى المتحف من السرقة، فيما حصلت مخالفات بناء في مواقع المدن المنسية بإدلب ومهاجمة حراسها من مجموعات مسلحة، إضافة لانتشار التنقيبات السرية الواسعة في جبل الزاوية وسرجيلّا والمنطقة المحيطة بجبل سمعان.

 

قلعة الحصن

وبالنسبة لقلعة الحصن بينت المديرية أن الأحداث منعت دخول الموظفين لممارسة أعمالهم في القلعة منذ أكثر من شهر، ومازال الحال على وضعه.

ولم تسلم مواقع التراث الثقافي المسجلة محليا على قائمة التراث الوطني من الاعتداءات، حيث تم في محافظة حماة سرقة تمثال ذهبي صغير الحجم يعود للفترة الآرامية من متحف المدينة، ونهبت بعض المقتنيات الموجودة في الخزائن وأسلحة قديمة، إضافة إلى تعرض قلعة شيزر لهجمات مسلحة، فيما شهدت مدينة أفاميا الأثرية عمليات تنقيب سري وتخريب ونهب للوحات فسيفساء، واعمدة وتيجان وغيرها من القطع الأثرية المعروفة، او غير المكتشفة، وكذلك تعرض المتحف فيها لسرقة تمثال حجري منحوت من الرخام، وقد وثقت دائرة آثار حماة جميع المسروقات بشكل دقيق.

وأوضحت المديرية انه تم الهجوم على شعبة آثار مصياف والاستيلاء على اسلحة الحراس وسيارة الدائرة، بينما دخل مسلحون قلعة المضيق وأحدث القصف فتحات في أجزاء من جدرانها.

 

متحف المعرة

كما أشارت المديرية الى محاولات مهاجمة متحف معرة النعمان في محافظة ادلب، لكنها باءت بالفشل بسبب حرص وتكاتف العاملين في المتحف والمواطنين، فيما تعرض موقع ايبلا الأثري للتخريب والنهب والعبث ولأعمال التنقيب السري، وسرقت كرفانة مع تجهيزاتها من الموقع وجميع موجودات استراحة الموقع من أثاث وتجهيزات، إضافة إلى انتشار أعمال الرعي فيه.

أما في محافظة حمص فقد تعرض موقع القريتين لهجوم مسلح، ما أدى الى تخريب المعبد، لكن وبجهود المطرانية واللجان الشعبية تمت حمايته، ولكنه مازال يتعرض لتهديدات مستمرة بالهجوم بالسلاح على الأمكنة الأثرية، فيما قامت مجموعات مسلحة باقتحام مبنى قصر الزهراوي ودمرت جزءاً منه.

وقالت المديرية في ختام بيانها إن سوريا لعبت دورا كبيرا في الحفاظ على التراث الحضاري العربي، وعبرت عن غضبها واستنكارها لاعتداءات الاحتلال الأميركي على العراق وتدمير تراثه وسرقة متحفه، وحذرت من تداعيات جرائم اسرائيل المتكررة ضد المسجد الأقصى والمواقع الأثرية فيه، التي تشكل جميعها خرقا واضحا للقوانين والشرائع الدولية، في حين وقفت دول اخرى صامتة إزاء ذلك كله.