في دراسة خطيرة وواضحة الدلالة، أعدّها صندوق مكافحة المخدرات وعلاج الإدمان، تبين أن أن 20 في المئة من الشعب المصري «مدخن»، الأمر الذي يضع مصر، وفق الدراسة، في المرتبة الـ10 ضمن أكثر الدول تدخينًا في العالم!، وذلك على الرغم من الخطط الحكومية المتوالية لرفع أسعار التبغ، وتطبيق حظر مشدد للتدخين في الأماكن الحيوية كالمترو ووسائل النقل المختلفة.

«امتنع عن التدخين، توفّر ستة في المئة من راتبك الشخصي، وتحل أزماتك المالية المتكررة».. هي الرسالة التي يوجّهها صندوق مكافحة المخدرات وعلاج الإدمان بين سطور دراسته الخطيرة، التي كشفت عن ان المصريين ينفقون سة في المئة من دخولهم على «التدخين»، ويأتي شراء السجائر أو تدخين النرجيلة على رأس أولوياتهم ومصروفاتهم اليومية، على الرغم من ارتفاع معدلات الفقر بالشارع، وخاصة في القرى والنجوع، إلا أن المواطنين لا يستغنون عن الدخان، وينفقون عليه كأولوية مثله في ذلك مثل الطعام والشراب!.

إلا أن الخبير الاقتصادي د. مختار الشريف رأى أن المصريين ينفقون ما يوازي ثلث دخولهم على التدخين، بدعوى أنه متنفس لهم من همومهم الاقتصادية والاجتماعية.

واتفق الشريف مع الدراسة السابقة، في أن الإقلاع عن التدخين فرصة جيدة لمواجهة الأزمات المالية التي يواجهها المصريون خلال المرحلة الحالية، بما يؤدي إلى تحسين الوضع المالي للأسر، ويكون حلاً اقتصاديًا سريعًا، مشيرًا إلى أن قيام الحكومة برفع أسعار السجائر، وبصورة دورية، يجبر كثير من المدخنين عمليًا على الإقلاع عن التدخين.

وبسؤال خالد أبوشادي، عامل، عن أسباب تمسكه بعادة التدخين، قال: «التدخين أولوية من أولويات مصروفاتي الشهرية، واتبعت أكثر من سبيل للإقلاع عنه لكن دون جدوى، وحتى مع رفع الحكومة لأسعار التبغ اضطررت إلى القيام بشرائها مرغمًا، وخاصة أنه تحوّل إلى إدمان، وكانت البداية منذ أن كنت في المدرسة، وبلهو الأطفال ورغبتهم في تجربة أشياء الكبار، فكنت أدخن سجائر والدي، حتى كبرت واعتدت التدخين، وأصبح سمة من سمات حياتي».

وتتعدد طرق الشركات والخبراء لمساعدة المدخنين على الإقلاع عن هذه العادة، حيث ظهرت بالأسواق المصرية منتجات صينية كثيرة ومتعددة، عبارة عن سيجارة إلكترونية، يتم شحنها بالكهرباء، ويتم استخدامها كـ«سيجارة» لا يوجد بها تبغ، إلا أن أطباء حذروا من خطورتها، مؤكدين أنها قد تسبب مرض سرطان اللثة، في الوقت الذي حددوا فيه آليات الامتناع عن التدخين، بقولهم: «لابد في البداية أن تتم الوقاية، التي هي خير من العلاج، في أن يتم التنبيه بمشكلات التدخين، عبر وسائل الإعلام».

وأشار الأطباء إلى إشكالية التدخين السلبي، الذي يتعرض له الأطفال والأبناء داخل الأسرة التي يدخن عائلها، وخاصة أنهم يعدون في ذلك السياق مدخنين أيضًا، مشددًا على أهمية تحسين الجانب السلوكي للمواطنين المصريين، وحضهم على ذلك من خلال حملات موسعة بوسائل الإعلام.