تقارير «البيان»:

«فتاة التحرير» تكشف تودد الإسلاميين للمجلس العسكري

ت + ت - الحجم الطبيعي

أثار تجاهل التيار الإسلامي لواقعة «فتاة التحرير» التي تم الاعتداء عليها وتعريتها على أيدي عناصر الشرطة العسكرية المصرية ،علامات استفهام كثيرة بشأن رؤية هذا التيار لقضية المرأة والدفاع عن حقوقها، والتنازلات التي يمكن ان يقدمها مثل «تودده» الفاضح للمجلس العسكري، من أجل الوصول إلى السلطة في مصر،حتى ولو كان ذلك على حساب القضايا الوطنية المهمة.

ولم يكتف هذا التيار بعدم إصدار بيان ادانة للواقعة التي حدثت في ميدان التحرير وسط القاهرة،لكن تبارى الكثير من رموزه الى «الاستهزاء» والسخرية من الفتاة والتيارات والسياسية التي هبت للدفاع عنها،واعتبروا ذلك «نفاقا».

ولعل ابرز من مارس هذا النوع من السخرية، السلفي خالد عبد الله الذي هاجم في برنامج له على فضائية «الناس»المرشح المحتمل لرئاسة مصر الدكتور محمد البرادعى الذي دافع بقوة عن« فتاة التحرير».

وقال عبدالله: «رجولة البرادعى لم تتحرك وقت انتهاك حرمة وأعراض العراقيات ولم تدفعه لتقديم استقالته اعتراضا على السياسة الأميركية»، مشيراً الى أن «المتواطئين ضد الإسلام وضد وصول الإسلاميين للبرلمان وإمكانية ترشيح أحد منهم لرئاسة البلاد هم من قاموا بهذه الأحداث، متسائلا عن أسباب مطالبة الشيوخ بالخروج للميدان وعدم مطالبة البابا شنودة بذلك».

أما جماعة الإخوان المسلمين ،فاكتفت بالتأكيد على عدم انتماء «فتاة التحرير» لها،حيث قال عضو مكتب الإرشاد والناطق الإعلامى باسم الجماعة محمود غزلان، إنه «لا يعتقد أن الفتاة التى تعرضت للسحل والضرب وتعرية جسدها فى ميدان التحرير على يد عدد من الجنود تنتمي لجماعة الإخوان المسلمين».

غضب واسع

واثارت هذه المواقف غضب الكثير من السياسيين والناشطين الذين وصفوا ذلك الامر بـ:«التخاذل»،الذي يستهدف «التودد» للمجلس العسكري الذي يدير شؤون البلاد،من أجل الوصول الى السلطة.

وقال الناشط السياسي المعروف جورج اسحاق لـ «البيان» ان «التيار الاسلامي يجب ان يوضح بلا مواربة موقفه من المرأة، واذا كان يقول ان النساء شقائق الرجال فعليه ان يبلور ذلك ويطرحه للرأي العام». وتابع انه «كان يتوقع بعد سحل الفتاة وتعريتها في التحرير،ان يخرج هذا التيار ببيان يدين هذه الواقعة الإجرامية ،لكن الإسلاميين وقت الجد يصمتون تماما»، مشيرا الى انه «لو كان وراء ذلك حسابات سياسية ،فهذا عيب كبير فالدين لايقول ذلك..الدين يقول الساكت عن الحق شيطان أخرس».

وردا على سؤال عن تودد الإسلاميين للمجلس العسكري بهذا الموقف في قضية «فتاة التحرير»،قال اسحاق ان:«هذا احتمال كبير،لأنهم يشعرون بأن المجلس العسكري ابتعد عنهم قليلا خلال الفترة الاخيرة».

سلبية كبيرة

من جهتها قالت عضو المكتب التنفيذي لائتلاف شباب الثورة سالي توما لـ:«البيان»ان «موقف الإسلاميين ليس غريبا لان الفتاة التي سحلت ليست كاميليا شحاته-الفتاة المسيحية التي قيل انها أسلمت-ولانها كذلك فتاة مصرية من الثورة التي هم ليسوا جزءا منها، اضافة الى انهم مشغولون بحماية الصناديق الانتخابية»،مشيرة الى ان «رسالتنا لهم هى انه قبل حديثهم عن تغطية رؤوس النساء عليهم تغطية أجسادهن وعورتهن أولا».

واضافت ان:«التيار الإسلامي اتسم بالسلبية في التعامل مع هذه الازمة،لانهم يتوددون للمجلس العسكري،وهذا الامر جزء اصيل من سياستهم خصوصا التيار السلفي ،حيث يرون ان الخروج على الحاكم من المحرمات».

وأكدت أن موقف التيار الاسلامي لن يؤثر عليه في الشارع المصري،لان ميدان التحرير تم عزله عن المجتمع والناس العادية في الشارع،ولم يعد هناك تفاعل مع الثوار،وذلك بسبب الحملة التحريضية التي يقوم بها الإعلام المصري الرسمي،وكذلك لان المصريين عاطفيون ولا يريدون خسارة جيشهم

وأوضحت ان:«الطريق لحل الأزمة الحالية يتمثل في المحاكمات لكل من ارتكب هذه الانتهاكات بحق النساء،وكذلك سرعة تسليم السلطة الى المدنيين وعودة العسكر الى ثكناتهم».

Email