أكد مندوب العراق الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير قيس العزاوي التزام بلاده بالقرارات الصادرة عن مجلس الجامعة العربية بخصوص الأزمة السورية، ما عدا العقوبات والتدخل العسكري الأجنبي، مبررا ذلك بان بلاده كانت ضحية العقوبات الأميركية سابقا والتدخل العسكري الأجنبي ويعرف أن من يدفع الثمن هو الشعب وليس الحاكم، فيما شدد على أن التقارير التي تتحدث عن دعم العراق للنظام السوري وتحول أجوائه وأراضيه إلى ساحة لمرور الدعم العسكري والاقتصادي الإيراني للنظام السوري مجرد أكاذيب شنيعة.
وقال العزاوي في مقابلة مع «البيان» خلال زيارة قام بها إلى العاصمة القطرية الدوحة أن موقف العراق ثابت ومسجل من هذه الأزمة ولم يتغير وان العراق لم يعترض على أي من قرارات مجلس الجامعة العربية ولم يخرج عن الإجماع العربي بهذا الشأن إلا في حالة استثنائية واحدة وهي «قضية العقوبات» عازياً ذلك قائلاً: «نحن في العراق كنا ضد فرض العقوبات على سوريا لسببين: الأول أننا لن نقبل أن تفرض العقوبات على أي شعب عربي لأننا كنا ضحايا للعقوبات وللحصار الأميركي طوال 13 عاما والعراق والشعب العراقي دفع ثمنا غاليا نتيجة لهذه العقوبات التي لم يتأثر بها حاكم العراق السابق حيث بنى صدام حسين خلال سنوات الحصار الثلاث عشرة 84 قصرا فيما الشعب أنهك من العقوبات ونحن لا نقبل للشعب السوري أن ينهك والسبب الثاني أن لدينا جالية عراقية كبيرة تعيش في سوريا وهي تعتمد على رواتبها وإيجارات بيوتها التي تركتها في العراق ونحن لا نريد ولا نستطيع أن نحاصر مواطنينا».
ضد التدخل الأجنبي.
وكرر العزاوي التأكيد على أن الموقف العراقي يماشي الإجماع العربي بكل ما تتخذه الجامعة العربية من قرارات، إلا انه نوه أن «العراق كان وسيظل ضد التدخل الأجنبي لان العراق ذاق مرارة التدخل الأجنبي في العراق وهو ضد التدخل العسكري في سوريا لان هذا سيؤدي إلى تفتيت البلاد وتدميرها وانعكاسات ذلك لن تتوقف على سوريا بل ستمتد إلى لبنان والأردن والعراق أيضا». وأضاف: «نحن لا نريد أن تكون بلادنا مسرح لأية مواجهة دولية هذا هو الأمر».
وفي معرض رده على سؤال حول موقف الحكومة العراقية من النظام السوري قال العزاوي: «كنا منذ البداية مع تطلعات الشعب السوري بالحرية والديمقراطية والانعتاق فنحن ضد نظام الحزب الواحد والشخص الواحد لأننا عانينا من ذلك ولدينا تجربة قاسية ولنا علاقات مع المعارضة السورية وقد دعوناهم لزيارة العراق».
نفي للدعم
وبشأن المعلومات التي تتحدث عن دعم العراق للنظام السوري وتحول أجوائه وأراضيه إلى ساحة لمرور الدعم العسكري والاقتصادي الإيراني للنظام السوري رد المسؤول العراقي بالقول هذه «أكاذيب شنيعة مليون في المئة»، وأردف القول إن »المعارضة السورية نفسها تعرف أنها أكاذيب ومقصود منها النيل من العراق ومكانته العربية ودوره في المنطقة. فنحن لم نسمح بمرور أية مساعدات ذات طابع عسكري من العراق وهناك من تحدث في احد المؤتمرات عن مليار دولار قدمها العراق للنظام السوري وهذا غير صحيح لأنني اعلم من خلال عملي في إطار الجامعة العربية أن حكومة المالكي لو أردت أن تقدم ثلاثة أو خمسة ملايين دولار للجامعة لا يستطيع المالكي أن يحركها إلا بإذن من البرلمان فالسلطة في العراق منتخبة وديمقراطية وهناك آليات لصرف المبالغ فنحن لم نعد في عهد صدام حسين الذي كان يقدم مليارا هنا أو هناك دون مساءلة فنحن نظام يحاسب به المسؤول ولا يملك فيه قرارا بالصرف دون الرجوع للبرلمان وللجهات المسؤولة».
وشن المسؤول العراقي هجوما شديدا على وسائل الإعلام التي تتهم الحكومة العراقية بالوقوف إلى جانب النظام ضد الشعب السوري وقال ان »مثل هذه الأقوال أكاذيب اعتادت بعض وسائل الإعلام على ترديدها دون أن تقدم أدلة أو براهين عليها».
دعم لخطة أنان
وبشأن المخرج الممكن الذي يراه العراق للأزمة السورية وكيفية إقناع النظام السوري بإيقاف القتل قال العزاوي: «نحن منذ البداية دعمنا المبادرة العربية ودعمنا البروتوكول الخاص بنشر المراقبين العرب وكان العراق أكثر بلد ساهم في فريق المراقبين أما الآن فالأزمة في سوريا لم تعد عربية فحسب بل بمشاركة كوفي انان باعتباره مبعوثا مشتركا للأمم المتحدة والجامعة العربية ونحن ندعم جهوده وندعم مبادرته و هدفنا في الجامعة العربية وقف القتل ولا احد في الجامعة العربية يمتلك حلا آخر والمبعوث المشترك قال انه إذا عجز عن تطبيق التوصيات الست الواردة في مبادرته فسيعود إلى مجلس الأمن هذه هي الآلية وهي واضحة فلا نزايد إذن على بعضنا البعض».
وحول طبيعة وأسلوب تحرك العراق بوصفه رئيسا للقمة العربية خاصة في الموضوع السوري قال العزاوي: «نحن سنتحرك ضمن قاعدة الإجماع العربي وتحت خيمة الجامعة العربية وهناك لجنة وزارية عربية ترأسها قطر وبالتنسيق مع قطر ومع باقي الدول العربية نتحرك سياسيا بهذا الشأن فنحن لا نخرج عن الإجماع العربي و ليس من خططنا فرض رؤيتنا على الجامعة العربية وخلال النقاش والحوار سنتوصل إلى رؤية مشتركة».
