التاريخ يحتم عودة الروابط الروسية الأوروبية إلى المسار الصحيح

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

دخلت العلاقات الأوروبية الروسية في مرحلة توتر حقيقية إزاء أزمة أوكرانيا. ويحمل الطرفان تصوراً مختلفاً في العمق عن الوضع، فيما تسود حالة متبادلة من التشكيك في النوايا، وتفرض سلسلة من العقوبات الاقتصادية نفسها على الجهتين معاً.

ترجع الأزمة، من المنظور الروسي، إلى تآمر الغرب وتخطيطه لإزاحة الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش وتنصيب حكومة موالية لأوروبا في كييف.

وتعتقد بعض أوساط الكرملين أن الاتحاد الأوروبي كان مستعداً، في بداية الأزمة، للعمل مع روسيا على إيجاد حلٍ مقبول. إلا أن الأوروبيين أذعنوا بفعل الضغوط الأميركية للأولويات الاستراتيجية الأميركية.

يصر الأوروبيون على دورهم في عقد صفقة بين يانوكوفيتش والمعارضة، ويؤكدون عدم مسؤوليتهم عن استقالته المفاجئة واختفائه من البلاد. كما يدعون أن مغالاة روسيا في التطرف قد أدت إلى ضم القرم ومساعدة المتمردين عسكرياً في شرق أوكرانيا.

وتكمن وراء الصراع الأوروبي الروسي تصورات مختلفة حول النظام العالمي الناشئ. ففي حين يمضي الأوروبيون، على مضض، بقبول سيطرة أميركا على مسرح الدول، لم يشعر الروس يوماً بالارتياح إزاءها.

أما شراكة الاتحاد الأوروبي الشرقي واتحاد أوراسيا بقيادة روسيا فقد أثبت عدم توافقه تماماً.

وفيما يتعلق بالقيم الروسية والأوروبية، فتلك أيضاً تبدلت، حيث ابتعدت روسيا عن تجربتها الديمقراطية الليبرالية على الطراز الغربي.

لا تزال روسيا والقوى الأوروبية البارزة تتشارك في الكثير من المصالح على الرغم من الفروقات. وتتمتع باقتصادات متكاملة يتمم أحدها الآخر، وترتبط في العمق ثقافياً. يشكل التنسيق الروسي الأوروبي في البحث عن حلول لأزمة أوكرانيا خطوة ضرورية وممكنة.

في ظل نشوء بيئة دولية متزعزعة، تحتاج روسيا وأوروبا إحداهما للأخرى. وقد آثر كبار سياسيي روسيا وألمانيا وفرنسا، عبر التاريخ، قيام حلف قاري قوي وضروري للحفاظ على أمن واستقرار قارة أوروبا. ولا تزال العلاقات الروسية الأوروبية تحمل أهمية بالغة مشابهة حتى يومنا هذا.

Email