منذ بداية أزمة الرهائن في الجزائر، شدد رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون مرارا على جدية التهديدات التي تشكلها هذه الأزمة. وقال إن القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وغيرها من الجماعات في شمال إفريقيا تشكل "تهديدا كبيرا ووجوديا" وهذا التهديد "شامل وسيتطلب ردا سيدوم على مدى عقود من الزمن".
وخطابه جاء مشابها تماما لقادة أميركا وبريطانيا في السنوات الأولى ما بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر، التي كانت تتميز بالخوف الشديد والجهل العميق.
لكن محللي الاستخبارات البريطانيين لم يعثروا على تهديد من المتشددين خلال الألعاب الأولمبية السنة الماضية، وأميركا لم تجد أي تهديد خلال الحملة الانتخابية الرئاسية أيضا.
فالربيع العربي فتح مجالا للعنف في مناطق جديدة، مؤكدا أن أي ظاهرة لها جذور تعود لعقود، إن لم يكن لقرون، في العوامل الاجتماعية والسياسية والثقافية والدينية في العالم الإسلامي، وأساسا في علاقته بالغرب، ستبقى لفترة طويلة.
لكن هذا لا يعني أننا عدنا إلى الأيام المظلمة، ولأن هجمات المتشددين كانت نادرة جدا، كان لهذه الحادثة هذا التأثير. فقدرة القاعدة على الحاق الأذى تراجعت بشكل كبير، لكن التشدد يبقى تهديدا، متطورا ومتحولا، لكنه ليس "وجوديا".
وتأطير التهديد بأنه كوني يطرح مشكلة أخرى. فتكتيكات الجنرال بترايوس لمكافحة التمرد، المعاد صياغتها للجيش الأميركي، نتج عنها الإدراك العظيم بالنسبة للذين يحاربون التطرف بأن "يفكروا محليا وليس عالميا".
لكن دروس العقد الماضي يجري تجاهلها، أو عدم تعلمها عن قصد.
