أبدت تركيا ضبطاً للنفس يتسم بالحكمة بعد عملية إطلاق النار على طائرتها المقاتلة من قبل سوريا، أخيراً. لكن الحادث يعد تذكيراً بمدى سهولة أن تمتد الحرب الأهلية الدموية في سوريا عبر الحدود المشتركة مع تركيا، وأنها تلقي بمزيد من الضغط على الأمم المتحدة والحكومات الغربية لإنهاء هذا الصراع.
وأعلن الأمين العام لحلف "ناتو" أندرس فوغ راسموسن أن الحلف وجد التصرفات السورية "غير مقبولة". لا يريد "ناتو" الانجرار إلى صراع دموي بين الرئيس السوري بشار الأسد وقوى المعارضة التي استغرق شهوراً في محاولة للقضاء عليها. ونحن نشارك الحلف هذه الرغبة، على الرغم من أنه نظراً لأن تركيا عضو في "ناتو"، فإن شن عدوان آخر من جانب سوريا يمكن أن يجبر الحلف على التدخل.
ومن جانبها، حذرت تركيا القوات السورية بضرورة أن تبقى بعيدة عن الحدود في المستقبل وإلا فسوف تواجه رداً عسكرياً. وتأوي تركيا الآلاف من اللاجئين السوريين في جانبها من الحدود. كما أنها سمحت بتهريب الأسلحة وغيرها من المواد إلى سوريا لمساعدة معارضي الأسد.
و أخيراً، دار قتال هو الأسوأ خلال فترة الصراع التي امتدت منذ 16 شهرا على مسافة ثلاثة أميال من القصر الرئاسي. وأضاف الاتحاد الأوروبي حزمة جديدة من العقوبات إلى الحزمة التي كان قد فرضها هو والولايات المتحدة، وواجهت القوات المسلحة السورية انشقاقات من جانب ضباط ذوي رتب عسكرية رفيعة، بمن في ذلك طيار مقاتل فرّ بطائرته من طراز "ميغ-21" طالباً حق اللجوء في الأردن.
