يوجد رئيس منتخب ديمقراطيا في مصر الآن، وهو تتويج لربيع عربي تاريخي أطاح بنظام مكروه. لكن بالنسبة للآخرين، فإن وصول محمد مرسي من جماعة الإخوان المسلمين إلى رئاسة مصر قد يشكل بداية حقبة جديدة من الاضطرابات لبلاد منقسمة بعمق. وأخذا في الاعتبار الموقف المعلن المؤيد للفلسطينيين من قبل الرئيس الجديد، فإن وصوله قد يجدد المخاوف بشأن القضايا الجيوسياسية على امتداد الشرق الأوسط.
والإعلان عن فوز مرسي نحّى جانبا المخاوف بشأن مؤامرة انقلاب للجيش مؤقتا، لكن هذا لن يهدئ بسهولة من المشاعر والشكوك لدى الجانبين.
لكن مخاوف على القدر نفسه من الأهمية تكمن في طبيعة مصر ونواياها في ظل رئاسة الإخوان المسلمين. فما مقدار الطابع الإسلامي الذي سيتخذه النظام الجديد في البلاد؟ والى أي حد سوف يقدم النظام الجديد تأييده للفلسطينيين ومعارضته التي لا يمكن تعويضها لإسرائيل؟ ويتعين على مرسي التعامل مع المخاوف الخاصة بهيمنة الإخوان المسلمين على المجتمع المصري إلى جانب السياسة المصرية.
وهنا توجد إشارات مشجعة للمصالحة والاعتدال. فلقد قدم الرئيس المصري الجديد تنازلات إلى الأقليات، واعلن أنه يريد بناء "دولة عصرية مدنية ديمقراطية" تضمن حرية المعتقد وحرية الاحتجاج السلمي.
لكنه لم يتمكن بعد من التوصل لاتفاق مع اليساريين والمجموعات الإسلامية المعتدلة، التي سوف تعطي تعبيرا وتأييدا ملموسا لحكومة اكثر شمولا وتوحيدا مما يشير إليه الفوز الانتخابي بفارق بسيط.
