من المسؤول عن المأساة التي تجري في سوريا؟ في الوقت الذي يوجه كلا الجانبين، من المعارضة والحكومة على حد سواء، اللوم أحدهما للآخر، فإن قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بإجراء تحقيق مستقل في هذا الصدد يعد خطوة إيجابية. و دعا مجلس الأمن إلى تشكيل فريق من المحققين برئاسة البرازيلي بينهيرو باولو لإجراء التحقيق، و "تحديد الأشخاص المسؤولين عن هذه الفظائع، والاحتفاظ بالأدلة على الجرائم لمحاكمات جنائية محتملة في المستقبل".
ومن جانبها، قالت نافي بيلاي، المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إن المسؤولين قد يحاكمون بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية، ودعت مجلس الأمن الدولي لإحالة ملف سوريا إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو، فمأساة الحولة تقاوم أي محاولة لتبسيط هذه الجرائم.
وفي الوقت الذي تلقي المعارضة باللوم على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، فإن الرئيس وحلفاءه ينكرون أية مسؤولية عن الهجوم الذي تعرض له أبناء بلده. واتهم الوفد الحكومي السوري المعارضة المناوئة للحكومة السورية بتنفيذ عمليات القتل، مشيراً إلى أن التحقيقات في هذا الصدد جارية. وبرغم ذلك، فقد وصفت روسيا والصين القرار بأنه "غير متوازن"، وأشارتا إلى أن مراقبي الأمم المتحدة يجرون تحقيقاً بالفعل في المذبحة، وأنه ليست هناك حاجة لإجراء تحقيق إضافي.
وأصدرت روسيا تعليقات قاسية، على وجه الخصوص، للأطراف الغربية التي تحمّل الحكومة السورية المسؤولية عن هذه المأساة.
