هناك إجماع دولي على ضرورة وقف العنف في سوريا ووصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين هناك. فالحكومة السورية والمعارضة تتبادلان الاتهامات حول المسؤولية عن المجازر. و يحدونا الأمل في أن يتم تقديم الجناة للعدالة في أقرب وقت ممكن،وتحاول القوى الغربية استخدام المجازر كذريعة للتدخل المسلّح في سوريا لفرض تغيير النظام الذي كانت هذه القوى ترغب فيه منذ وقت طويل. غير أن الحكومة الصينية تعتقد أن التدخل العسكري سيجعل الوضع أكثر تعقيدا وليس في صالح الأغلبية من الشعب السوري. بل هو أيضا ضد قواعد القانون الدولي و جوهر ميثاق الأمم المتحدة.
ينبغي بذل جهود من قبل المبعوث الأممي إلى سوريا كوفي عنان للتوسط من أجل التوصل إلى حل سياسي يحظى بالاحترام والدعم. لقد فشلت خطة عنان المؤلفة من ست نقاط، والتي أقرها المجتمع الدولي وقبلتها الحكومة السورية، في تحقيق القدر المتوقع. والآن يقترح عنان تشكيل مجموعة الاتصال الدولية بشأن سوريا، وهي فكرة جديدة لإحياء جهود السلام التي يقوم بها لوقف العنف في البلاد. وحذّر عنان من أن الأزمة لن تنفجر داخلياً، ولكنها سوف تنفجر خارج حدودها، و تتسبب في مشكلات حقيقية في المنطقة إذا لم يتم التوصل إلى حل سلمي في أقرب وقت ممكن.
وإلى أن يحدث ذلك، يتعين على الحكومة السورية والمعارضة أن يدركا جيداً أن الوضع المتدهور ليس في مصلحة أي منها. وينبغي تشكيل مجموعة الاتصال الجديدة التي اقترحها عنان في أقرب وقت ممكن، ومن ثم فإنه يجب أن تمارس نفوذها على أوسع نطاق ممكن لتنفيذ وقف إطلاق النار أولا ثم دعوة الأطراف المعنية إلى طاولة المفاوضات.
