المشكلة السورية أصبحت دوامة تشد السفينة الروسية إلى القاع. وأخيرا أرسل وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف إشارات حاذقة تفيد أن الكرملين ربما يحاول الابتعاد عن الرئيس السوري بشار الأسد، لكن من دون جدوى.
فالأسد يتجه إلى روسيا للدعم والكرملين يلتزم مجبرا. وروسيا أصبحت رهينة للوضع الذي أوجدته لنفسها. وقد اتضح هذا الأمر مباشرة بعد المجزرة المأساوية للمدنيين في الحولة أخيرا.
فلافروف اعتمد محاولة الجلوس على طرفي السياج، مقرا بتورط القوات الحكومية في الحولة ومطالبا في الوقت نفسه بتحقيق شامل في الدور الذي لعبته قوات المعارضة في المأساة.
ولا احد ينفي الدور الذي لعبه الثوار في الصراع السوري، فالحرب الأهلية مستعرة في البلاد، والمعارضة تشير بشكل علني إلى نفسها بأنها ميليشيا. والسؤال هو ليس ما إذا كانت المعارضة قد اطلقت النار أولا، لكن في كيفية رد الجيش الحكومي عليها.
فهل يحق الرد بقصف متعمد لأحياء المدنيين، لمجرد أن السكان متعاطفون مع المعارضة؟ ومن الواضح أنه لا توجد بارقة امل في حل سلمي طالما بقي الأسد في السلطة.
وبحسب كل المؤشرات، فإن الكرملين ينكر وجود أزمة جدية في سوريا، وينوي أن يلعب الورقة السورية في المفاوضات مع الغرب في محاولة للحصول على تنازلات على قضايا جوهرية في الحوار الأميركي الروسي، مثل الدفاع الصاروخي في أوروبا أو تقليص الدعم الغربي لحركات الاحتجاج في روسيا.
وبما أن مثل هذه التنازلات من واشنطن غير محتملة، فان هذا يعني أن روسيا ستستمر في مسارها الطائش في دعم نظام الأسد، إلى أن تحصل مجازر إضافية مثل الحولة.
