يشير الهجوم بالطائرات الموجهة عن بعد الذي شنته وكالة المخابرات المركزية الأميركية إلى حالة من الارتباك بين الأولويات الدبلوماسية والأمنية لأميركا في باكستان. فمسؤولو البلدين يحاولون إعادة ضبط العلاقات التي تعثرت بشكل سيء بعد قيام الطائرات الحربية الأميركية بقتل 24 جنديا باكستانيا على الحدود الأفغانية في نوفمبر الماضي. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد ارسل ممثله الإقليمي مارك غروسمان إلى إسلام أباد للتوصل إلى اتفاق حول مجموعة من القضايا الخلافية. لكن جدول أعمال المباحثات وضع في اطار قرار شديد اللهجة للبرلمان الباكستاني في 12 أبريل الماضي، وبقائمة من المطالب منها إنهاء الضربات بالطائرات الموجهة عن بعد وتقديم اعتذار غير مشروط على عمليات القتل التي جرت في شهر نوفمبر.
ويقول مسؤولون في إدارة أوباما إنهم على استعداد للتفاوض على كثير من القضايا، إلا انهم ليسوا مستعدين لوقف غارات الطائرات الموجهة عن بعد، ويشعرون بالغضب بسبب استمرار استخدام متمردي طالبان وحلفائهم للأراضي الباكستانية. ويقول مسؤول امني كبير في باكستان: نقلنا أعدادا هائلة من جنودنا إلى الحدود الشرقية، وهذا اقصى ما يمكننا القيام به. ويشدد الدبلوماسيون من البلدين على ان مباحثاتهم بدأت في إحراز تقدم في بعض المجالات، مثل إعادة فتح خط إمدادات ناتو، وحل الخلاف حول المساعدات العسكرية المستحقة التي تقدر ما بين 1.18 مليار و3 مليارات دولار، والإيعاز لطالبان الأفغانية بالتوجه إلى مباحثات السلام.
لكن ضربات الطائرات الموجهة عن بعد أخيرا في ميرام شاه كانت رسالة مفادها أن وكالة المخابرات المركزية ماضية في عملياتها.
