من الصعب معرفة ما إذا كانت الجهود الأميركية في أفغانستان تحقق النجاح أم لا، وماذا يجب على أميركا القيام به بعد ذلك. في هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، لم تكن أميركا تتعرض للهجوم من قبل بلد ما. إلا أنه بسبب أن العديد من مقاتلي القاعدة كانوا يتمركزون في أفغانستان عام 2001، فقد زعم بعض الأميركيين أنه لجعل الانتصار دائماً فقد كان يتعين على الولايات المتحدة ليس إسقاط حكومة طالبان فحسب، ولكن أيضا بناء الديمقراطية واقتصاد حديث وجهاز أمن قومي فعّال لأفغانستان.

وكان الأمر أشبه بحجة لإخماد حرائق في الغابات، وكان يتعين تمهيد الغابات. واليوم، وعلى الرغم من مرور سنوات من الاستثمار، لا تزال حركة طالبان والمقاتلون التابعون لها والعائلات الإجرامية وزعماء الحرب يقاومون سيطرة كابول. وكان الرئيس الأفغاني حامد قرضاي، في أحسن الأحوال، حليفاً لا يمكن التنبؤ بمواقفه. وتصنف منظمة الشفافية الدولية أفغانستان في المرتبة الثانية ضمن الدول الأكثر فساداً من أي بلد آخر، باستثناء الصومال وكوريا الشمالية. ولا تزال قوات الأمن الحكومية عاجزة عن تنسيق الاستخبارات والعمليات على امتداد البلاد من دون دعم أميركي.

ومنذ مقتل بن لادن في العام الماضي، خلص كثير من الأميركيين إلى أن مهمة الولايات المتحدة في أفغانستان قد انتهت. فهم يرون نصراً في حملة مكافحة الارهاب، وسئموا من الفوضى والفساد والاختلال في حملة بناء الأمة. ولكن سيكون من الخطأ التخلي عن أفغانستان بشكل كامل، ولحسن الحظ، فإن مغادرتها تماماً ليست البديل الوحيد. فقد تعلمت أميركا كيفية ملاحقة تنظيم القاعدة في غيرها من الدول الفاشلة.