عندما دعت صحيفة "بيبلز داي" الصينية، الناطقة باسم الحزب الشيوعي الحاكم، أخيراً، الشعب الصيني إلى الالتفاف حول القيادة العليا في البلاد، من خلال القول إن بو زيلاي حاكم مقاطعة تشونغتشينغ قد أضرّ بقضية الحزب و الدولة، دوّت أصوات صاخبة على مدونات الانترنت، التي امتلأت، على حد وصف صحيفة "تشاينا ديجيتال تايمز" الصينية، بكلمات محظورة جديدة تماماً.

أما الآن، فإن النقاش بشأن زيلاي، الذي أقيل من منصبه كأمين للحزب في تشونغتشينغ قبل أسابيع، قد انتهى على ما يبدو.

لكن ما هو الذي انتهى أيضاً؟ هل هو التحقيق في جريمة مقتل رجل الأعمال البريطاني نيل هايوود، المتورطة فيها زوجة زيلاي؟

أم أنه صعود هذه الشخصية الانتهازية، التي حوّلت مدينة بهذا الحجم الضخم من السكان و الاقتصاد إلى منصة انطلاق لتحقيق شهرة شخصية كبيرة على مستوى البلاد؟ أم أن الذي انتهى هو التغيير الأكبر منذ الإطاحة بالأمين العام الأسبق تشاو زيانغ عقب احتجاجات ميدان السلام السماوي في عام 1989؟

 لقد استغرق الأمر أكثر من شهر منذ وقوع الحادث الذي بدأ على هذا النحو، والهروب المثير لحليف زيلاي السابق و قائد الشرطة وانغ ليجون إلى أقرب قنصلية للولايات المتحدة، حتى وصل الأمر إلى إقالة زيلاي كرئيس لمقاطعة تشونغتشينغ.

وانقضت أسابيع قليلة أخرى حتى تمت إقالة زيلاي من منصبه كعضو بالمكتب السياسي للحزب. من الواضح أن اتهامات ليجون التي وجهها لرئيسه السابق كان يجب التحقيق فيها. لكن من المؤكد أيضاً أن المسألة تسببت في ضرر آخر، حيث يصطف بارونات الحزب المنافسين بالعشرات لشغل هذا المقعد الذي خلا في اللجنة الدائمة بعد إقالة زيلاي.