ابتكار طريقة جديدة في البناء

إعمار مباني غزة دون الحاجة إلى الإسمنت

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

رغم استمرار الحصار على قطاع غزة واشتداد وتيرته خاصة بعد العدوان الاخير،وتعطل كافة مناحي الحياة، ابتكر أهل غزة طريقة جديدة لإعمارمبانيهم ومنازلهم التي تهدمت وبأسلوب يجنبهم الحاجة الى استخدام الاسمنت الذي يرفض الاحتلال ادخاله الا تحت رقابة مشددة.وقد شكل المهندسُ الفلسطينيّ عماد الخالدي فريقا من المشرفين والعمّال..

أوكل لهم مهمة تشييد بيوت أفقية تعتمد خاماتها الأساسية على تجهيز الطوب المضغوط بتقنية خاصة..

ولايتطلب استخدام مادة الإسمنت،وتوصل إلى فكرة صناعة الطوب من خلال مزج مادة الكركاروالرمل ومعالجتهما تحت الضغط، قبل أن تصبح الخلطة جاهزة للاستخدام خلال مراحل متعددة،وفي مدة لا تقل عن عشرة أيام.وأدخلت التقنية بمختبرات متخصصة في فحص مواد البناء ،ومنها مختبرات الجامعة الإسلامية في غزة وحققت نتائج جيدة بمستويات فحص عالية.

وأهم ما يميز خامة الطوب المضغوط، أنها تشتد صلابة وتصبح أكثر تماسكا مع الوقت، وهي المادة ذاتها التي تم منها تشييد المسجد العمري الكبير وسط مدينة غزة قبل ألف عام،وهي تحتمل كل أنواع المناخ، من حرارة ورياح وأمطار، وقد أجريت تجربة عليها من خلال نقع سطح مسقوف من الطوب المضغوط بالماء، على مدار فصل سابق للشتاء ،حتى عمق 30 سنتمترا، ولم تسجل أية عمليات تسرب أو تشقق أوانهيار.

بديل مؤقت

وأكد المهندس أن المبنى الذي يتم تشييده يجب أن يكون بناؤه بشكل أفقي وبحد أقصى طابقين فقط، لذا فلا تعتبر تقنية الطوب المضغوط ،بديلا كاملا عن عدم إدخال مواد البناء إلى القطاع..

وتحديدا الإسمنت بهدف إعادة إعمار المباني المدمرة ،بل يعتبر طرح التقنية كحل سريع لإيواء آلاف الأسر المشردة لحين توفر مواد البناء.ويطلق على البناء المجهز من الطوب المضغوط اسم العمارة الخضراء، وهي لها قدرها وثمنها المرتفع في الخارج، لكن تقدم للمواطنين محليا بأقل تكلفة مراعاة للظروف والأوضاع الإنسانية التي يعيشونها .

وعن تكلفة تجهيز بيت بتقنية الطوب المضغوط، فيمكن القول أنها توازي تكلفة بناء الكرفان أي البيت المتنقل الذي يصنع الآن في غزة لإيواء الأسر المشردة.ويقوم الخالدي وفريقه بإنتاج ألواح من الطوب المضغوط لتفكيكها وتركيبها بشكل سريع، حيث بالإمكان تجهيز هيكل خشبي مع كسوته بالألواح وتفكيكها في أي وقت، تماما كطريقة تركيب الشبابيك.

تبني الفكرة

نبعت الفكرة لدى المهندس في عام 2008، عندما شددت إسرائيل حصارها على غزة ورفضت إدخال مواد البناء خاصة الإسمنت ، غير أن الفكرة تجمدت لظروف سياسية محلية آنذاك، والآن تطرح مجددا وبقوة تزامنا مع تباطؤ إعمار آلاف البيوت بعد الحرب الأخيرة خلال الصيف الماضي.ويؤكد عدم حدوث أي تواصل بينه وبين الجهات الرسمية..

الا انه يشيرإلى أنه بدأ هذه الأيام لقاءات مع عدد من المسؤولين عن ملف الإيواء والإعمار في حكومة التوافق لطرح المشروع عليهم،بهدف تبني الفكرة لتنفيذها وكشف الخبير الاقتصادي ماهر الطباع عبر موقع فيسبوك، إنّ إعمارغزة يحتاج إلى إدخال 400 شاحنة يوميا من مواد البناء ومن بينها الاسمنت،علما أن ما رصد من مواد البناء للقطاع الخاص لإعادة الإعمار خلال أكتوبر الماضي لا يمثل سوى11% من احتياجات القطاع اليومية،وذلك جعل فكرة الطوب المضغوط فاعلة وعملية في الوقت الراهن.

Email