لم تعرف ان كل ما استطاعت هي وزوجها ادخاره في سنوات لبناء منزل العمر في بابا عمرو سيذهب هباء ويدك بين ليلة وضحاها في الأرض وكل ذلك لم يهمها فآية الحمصي- "34"عاما- باتت تبحث عن طريق للخروج من جهنم برفقة زوجها المريض.

والمشوار من بابا عمرو الى لبنان محفوف بالمخاطر وتجاوز الحواجز يحتاج وقتا ومالا ، وقوات النظام لا تسمح بتجاوز الحواجز للوصول الى المطار ،الا لمن يحمل المال.

تقول آية "بعد ان ازداد الوضع سوءا ،وقصف بيتنا انتقلت وزوجي للاختباء بأحد المنازل المجاورة واستمريت في البحث عن طريقة للخروج من من سوريا، والطريقة الوحيدة لذلك كانت برشوة قوات الحواجز للتمكن من الوصول الى لبنان ومن ثم السفر الى الأردن.

كم هو مؤلم ان لا تستطيع الخروج من دائرة الموت الا بالمال.. أعرف كثيرين لم يستطيعوا الهرب بسبب فقرهم"."لقد استطعت وزوجي الذي يعاني من آلام بالظهر الخروج من سوريا ودخول الحدود الأردنية بشكل نظامي واستقرينا في مدينة الزرقاء بمساعدة من جمعية المركز الاسلامي التي أمنت لنا منزلا متواضعا للعيش فيه.

حال الحمصي لا يختلف عن حال آلاف الأسر التي استطاعت الخروج بشكل نظامي الى دول الجوار وتحديدا الاردن ولبنان ولكن الحال كان اكثر ايلاما لمئات الآلاف من الهاربين من الموت عبر الشبك الحدودي الى الاردن للاستقرار بمدينتي الرمثا والمفرق .

فمحمد ع "24"عاما استطاع مع افراد عائلته الاربعة الولوج الى الاردن بحماية من قوات حرس الحدود، ولم يستطع شقيقه الأصغر علي "16" الذي لقي حتفه بينما كان يحاول اللجوء.

يقول "حاولنا الخروج من درعا عبر الشبك في ساعات الفجر الأولى فتعرضنا لاطلاق نار من قبل قوات النظام واستطعنا الوصول لقوات الجيش الحر التي سلمتنا الى حرس الحدود الأردني وفقدنا اخي بعد ان اصابته رصاصة في صدره .

وقصص الدخول الى الأردن مؤلمة تخص كل من استطاع الهرب من الموت ،تشتت العائلات وتناثر افرادها على مخيمات الجوار بين الأردن ولبنان وتركيا ولتظل الاسئلة تبحث عن اجابة، أين ابني وأين ابي وهل أخي لايزال على قيد الحياة؟. ففي مخيم الزعتري بمدينة المفرق تجلس السبعينية أم يوسف وحيدة خارج خيمتها تنظر بعيون مترقرقة نحو السماء المغبرة تريد جوابا وبالكاد لفظت السؤال "يا خالتي كانوا حواليه والله مابعرف عنهم شي...هادي صورهم ابني وعيلته".

وهي لا تعلم ما الذي حل بأبنها الوحيد رشيد وعائلته حيث كانوا يقطنون بريف دمشق وبعد توجههم تحت جنح الظلام الى الجنوب لدخول الاردن تعرضوا هم ومئات الاسر للقصف الذي شتت توجههم واستطاع عدد منهم الوصول الى قوات الجيش الحر الذي أمن خروجهم .

وأضاعت أسرة ابو رامي ابنها الاصغر "11 عاما" بعد وصولها الى الزعتري ،وبعد أشهر من العناء والتفكير في مصير أحمد ، نجحت احدى المنظمات الانسانية في لبنان العثور عليه ليلتئم شمل العائلة من جديد في مخيم وسط الصحراء.

أرقام تتحدث

تشير الأرقام إلى أن أكثر من 477 ألف سوري ،ويؤكد الناطق الاعلامي باسم المخيمات انمار الحمود ان أعداد السوريين في المملكة يقترب من نصف المليون ،ففي مخيم الزعتري 157 الفا وبمدينة المفرق 65الفا والرمثا 22 الف لاجئ والباقون توزعوا على محافظات المملكة كافة ، ما أدى لحدوث أزمات اجتماعية وخدماتية.

ويشكل الاطفال النسبة الأكبر من القادمين اذ تصل إلى نحو 42 % والنساء 36 % والرجال 22 %. وفي ظل الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها بلد محدود الموارد كالأردن يضيق التواجد السوري الخناق على مواطني المملكة خاصة في الخدمات .