لعبت وسائل التكنولوجيا الحديثة، والنمو الهائل الذي شهدته منصات التواصل الاجتماعي المختلفة والمتنوعة في العالم أجمع والدول العربية تحديداً، دوراً محورياً وإيجابياً ومؤثراً، إذ أحدثت تغيراً فعّالاً في السلوكيات والمفاهيم في جيل الشباب. فبعد طول سبات اتسمت خلاله روحه بالسلبية والتواكل وعدم المبالاة، إلى حالة عامرة بالطاقة الإيجابية والمساهمة الفاعلة في قضايا المجتمع والوطن.

على حد سواء، وبعد عقود طويلة كان ينعتهم فيها الآخرون بصفات شتى ويدمغونهم بالابتعاد عن الواقع، تبدل الأمر وظهر تفاعلهم، وبفضلهم تفجرت ثورات الربيع العربي.

هذه القضية تناولها الكثير من الخبراء والمفكرين والسياسيين عبر تحقيق وصلنا هذا الأسبوع لحلقته الثالثة والأخيرة.

ورغم تباين الآراء واختلاف وجهات النظر والحديث عن النقلة النوعية التي طرأت على الشباب لتنقله من مرحلة السلبية إلى التزود بالطاقة الإيجابية. إلا أن الكل أجمع على أهمية ما حدث، وكانت أبرز ثماره ذلك التفاعل الذي حققه جيل اليوم مع قضايا مجتمعه وحرصه على تجسيد نقلة نوعية أساسها الفكر وقاعدتها العمل الجاد.

 بيروت

المجتمع الافتراضي يغير العالم الواقعي

 منذ بداية ثورات الربيع العربي، وتحديداً المصرية، بدأ معظم شباب لبنان وكأنهم يعيشون على وقع يوميات الثورات.. يحلمون، يناصرون، يعتصمون، يناقشون، ويتفاعلون عبر كل الشبكات لحظة بلحظة.. شباب لا طائفيون، ويساريون، وعلمانيون، ومدوّنون، وناشطون يعرفون أن عدوّهم ليس مجرد «زعيم ديكتاتوري»، بل إنه أشدّ تعقيداً: نظام بكامله طائفي أشبه بالوحش برؤوس كثيرة.

هم في الشوارع، المقاهي، المكتبات، وأماكن العمل، يتابعون الأحداث التي تدور قريباً وبعيداً، ومع إدراكهم العميق بصعوبة التغيير في لبنان، والعجز عن إسقاط مؤسّسات وتوازنات ومعادلات ومحاصصات وقوانين ووزراء ونواب وأحزاب بُنِيت على الانقسام وعمّقته. إلا أنهم باتوا مسكونين بالأمل.

الشعب قادر إن أراد، تقول الإعلامية رولا ع، وتبحث دوماً عن مساحة بديلة للتدوين والتعبير عن أفكارها، فهي واحدة ممن يؤكدون نجاح وسائل الإعلام وأدوات التواصل، في الدخول إلى جميع مجالات الحياة وإحداث التغيير، ومع تطوّر تلك الوسائل، لم يعد بالإمكان تخيّل الحياة دونها.

وأن تكون جزءاً من العالم الإلكتروني، بالنسبة لرولا، ليس أمراً سهلاً، ولا يتمّ عبر فتح حساب على "تويتر" أو غيره، بل هناك عمل متواصل يجب القيام به لتحقيق التميّز بالشبكة، ويؤثر في العالم الحقيقي، لأن المجتمع الافتراضي يسير بموازاة الحقيقي. رغم أن البعض يرى المواقع للتسلية ومضيعة الوقت.

مقارنة في الحسبان

في لبنان الوحدة وحدتان، ولا يجتمع اثنان من فريقين مختلفين على مطلب واحد، مهما بَعُد عن السياسة.. فالفقر فقران، والجوع جوعان، الحريات بوجهين، والحقّ حقّان"، هكذا يرى الطالب في كلية الإعلام بالجامعة اللبنانية وائل ف، واقع بلده "المُلهِم"، وفق وصفه، وهو يتواصل مع مئات الأصدقاء في أماكن متفرّقة بالعالم، يتابع أخبارهم، وينقلها عبر "تويتر وفيسبوك".

ويعود ليجري مقارنة مع أيام غضبهم ويوم الغضب اللبناني، المقارنة تضحكني، وتحزنني، وتفقدني الأمل بلبنان وبشبابه"، فمتى نغضب ونثور، ومتى نهدأ"!.لا يمكن التغيير إلا بتعريف الهوية اللبنانية، وتغذيتها بمفاهيم ضرورية لتتوحّد حول مطالب حياتية واجتماعية واقتصادية وسياسية".

كما تقول الطالبة منى زميلة، فالثورة في لبنان ممكنة إذاً، لكن سؤالها الأبرز: بوجه من سنثور؟، والجواب هو "بوجه التشاؤم الذي نعيش صراعاً أبدياً معه، أم بوجه المؤسّسات والنظام المبني على الطائفية.. فقضيتنا الأساسية هي مراكمة الوعي عند جيل شاب من المفترض أن يكون أقل إحباطاً.

الشاب الجامعي مجد شاهين، ناشط في متابعة الأحداث لحـظة بلحظة، وينشر الأخبار تباعاً على مـدونته ويتداولها عبر "توتير"، يقول إن التضامن بالدرجة الأولى مع شعب يقاوم النيودكتاتورية.

وفي خضم النقاشات يذهب البعض إلى اعتبار الإعلام الجديد مكمّلاً للإعلام التقليدي. إلا أنه يعتبره إعلاما سلِسا ومنافسا للتقليدي، ويفتح مساحة مستقلة لتدفق المعلومات دون انحياز إلى أية جهة سياسية. فالمدوّنون يقـدّمون رأياً محايداً في وسائلهم البـديلة، ويـكشفون معلومات مُغيَّبة، ويفـتحون جبهة جديدة في وجه القمـع، لأنهـم يتحدثون لغة الشارع.

الدوحة

التحولات تضرب بنى التفكير

 "تأثير مواقع التواصل الاجتماعى تجاوز ما بات يعرف بثورات الربيع العربي، وصحيح أن تلك الثورات كان لها الفضل الكبير فى اظهار أهمية "تويتر وفيسبوك" إلا أن إرادة الشباب وما حدث من تغير في مفاهيمه لعبا الدور الأهم في تحقيق التحول".

هذا ما أكده الإعلامي والكاتب السياسي عبدالكريم حشيش المتواجد في دولة قطر والذي أشار إلى أن المتابع للأحداث التي مرت بها المنطقة، يدرك ان الدور الأساسي لتلك المواقع في احداث التغيير الحقيقي اجتماعيا وسياسيا قادم، ليس ذلك فحسب بل التحول أيضا في بنية التفكير عبر تطورات مذهلة ستصل حد الشطط.

وإذا كان التأريخ ينطلق من مرحلة ما قبل وما بعد الثورات العربية، فهناك نقلات يمكن وصفها بـ "الحتمية" في الخرائط الفكرية الجديدة. وسياسياً، فإن الاشكال المعروفة حاليا لأنظمة الحكم عالميا باتت قديمة، والتأسيس لاشكال سياسية جديدة لم يعد محصورا فى قاعات الدروس بل بأيدي نشطاء المواقع، والقفزة الهائلة في نقد الفكر الدينى التقليدي.

ونحن باختصار أمام تحولات جذرية ليس فى منطقتنا العربية فقط وانما في العالم بأسره، وسوف نشهد انهيارا مفجعا للافكار والمجتمعات قديمها وجديدها بما فيها فكرة الديمقراطية ذاتها.

واعتبر الناشط خليل عارف تأثير وسائل التواصل قد فاق حد التصور، فما لعبته من دور في اندلاع الثورتين التونسية والمصرية تحديدا عبر قيام نشطاء بالتنظيم والدعوة للتظاهرات عبر المواقع الإلكترونية، وشارك خبراء مع شباب المتظاهرين في استخدام الأدوات الجديدة لزعزعة أنظمة الحكم القمعية في تونس ومصر. ورغم محاولات التعتيم من خلال أجهزة الإعلام، وأغلاق مواقع التواصل عبر الإنترنت، الا ان الأنباء انتشرت بفضل التقنيات الجديدة.

وترددت أصداء سقوط نظام الحكم في تونس في شتى أرجاء المنطقة والعالم. ما ألهم حماسة الشباب في مصر ثم اليمن وبعدها ليبيا، وغدت الكراسي تهتز في دول تستخدم حكوماتها القمع والتعذيب أسلوبا لقمع المعارضة، وهي التي تغتني من الفساد وبالاستغلال الاقتصادي. وساد التوتر في دوائر بعض النخب والحكومات العربية والأجنبية التي كانت تساند تلك النظم فاقدة الشرعية من وجهة نظر شعوبها.

ورغم أن أدوات التواصل كانت في عام 2010 جديدة، الا أن المظالم لم تتغير، والسعي نحو حياة تتسم بالكرامة، ويتمتع خلالها الإنسان بنيل حقوقه المدنية والثقافية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية، لا يزال مستمرا وسوريا المثال الواضح الآن.

نجاح المدونين يهزم الإعلاميين المدجنين

تعتبر ثورة الياسمين فاتحة ثورات «فيسبوك وتويتر ويوتوب» مع بقية مواقع التواصل بالمنطقة، فعبرها نقل الشباب التونسي الحدث من الداخل إلى الخارج، وقدم لوسائل الإعلام الدولية تغطية مصورة لما كان يجرى داخليا، وتحديدا من مدينة سيدي بوزيد التي شهدت اندلاع الشرارة الأولى للاحتجاجات في 18 ديسمبر2010 بعد 24 ساعة من إحراق البوعزيزي نفسه بسبب أوضاعه الاجتماعية. ونجح المدونون المدربون بإشراف منظمات دولية، في تعبئة الرأي العام الدولي، وحفز المواطنين على الخروج إلى الشارع للتظاهر والاحتجاج ضد النظام حتى رحل.

وترى الأستاذة الجامعية والمدونة لينا مهنّي "ان الفضاءات الافتراضية التي يقبل عليها المبحرون عبر الإنترنت أفرزت قيام "فضاء افتراضي" على حساب "فضاء واقعي"، وساهمت في تعبئة "الأرضية المدنية"، ومكنت من "مكافحة الخوف" والتظاهر بكثافة.

وبارتفاع نسق الاحتجاجات نهضت ولاية سيدي بوزيد مصحوبة بكاميرا و كمبيوتر محمول، ولن أنسى لحظة رؤيتي جثمان نزار السليمي الذي قضى برصاص الأمن، وكان ممدّداً بين أصدقائه يوم 9 يناير عام 2011، ورغم الحزن فالمشهد منحني شحنة قوية مفعمة بالأمل، لمواصلة النضال لتبليغ أصوات الثوار والشهداء حتى لا تذهب دماؤهم هدراً، ومن هناك بدأت في نقل الصورة إلى العالم .

ودور بن مهني لم ينته بسقوط النظام ولا بنيلها جوائز دولية مرموقة، بل استمر دفاعا عن مقومات المدنية والحداثة والديمقراطية المهددة من قبل التيارات والجماعات والأحزاب الدينية، التي تجاهلت دور المدونين في إنجاح الثورة، وباتت تعتبرهم أعداء لها بسبب اختلافهم الفكري والإيديولوجي معها.

ويقول رئيس مركز تونس لحرية الصحافة محمود الذوادي إن دور التقنيات الحديثة في إنجاح الثورة كان حاسماً، وقد كانت هناك إرهاصات في السابق لتحركات أجهضها النظام والذي نجح في تدجين الإعلام المحلي، ورغم ذلك نجح المدونون والناشطون في نقل الواقع الداخلي إلى الخارج، وثورة الحوض المنجمي في 2008 مثال.

وتحول الشباب عبر التكنولوجيا لممارسة الفعل الإعلامي الناقل للحدث حتى باتت القنوات الفضائية ووكالات الأنباء والصحف تعتمد في جزء مهم من تغطيتها للحدث على المشاهد المصورة بمواقع التواصل الاجتماعي وشبكة الإنترنت.

حكومة الـ«فيسبوك»

يتجاوز عدد الصفحات التونسية على الإنترنت أكثر من أربعة ملايين صفحة في بلد سكانه 11 مليون نسمة، وتحوّلت المواقع إلى فضاء حرب أهلية افتراضية.

حيث ينتشر خطاب التكفير والتخوين والتهديد بالقتل والترويج لثقافة الكراهية والحقد والتشفي والأخبار الزائفة والنميمة، وتحولت المواقع أيضا إلى عامل مؤثر في القرار الحكومي، ما دفع وزير الصحة والقيادي بالنهضة عبداللطيف المكي إلى القول: في تونس حكومتان "في قصر الحكومة وعلى صفحات "فيسبوك".

وتقاسمت المعارضة والموالاة المواقع بينهما، إلا أن المعارضة تبدو أكثر قوة، رغم الحديث عن خلايا رسمية وحزبية للناشطين المحترفين من كوادر حركة النهضة التي تقود الائتلاف الحاكم، ويسعى الفرقاء السياسيون إلى الاستفادة من الشباب المولع بالتكنولوجيا الحديثة في قيادة الصراع الإلكتروني الذي يرى المراقبون أنه سيكون له دور مهم في حسم نتائج الانتخابات المقبلة.

حزب القراصنة

وفي بادرة هي الأولى من نوعها، تحصّل حزب القراصنة برئاسة صلاح الدين كشك على موافقة قانونية بالعمل السياسي، وهدف الحزب حماية حق المتصفحين المحليين في الحصول على المعلومة دون فرض وصاية بالحجب أو التضييق أو تزوير المعلومة.

ويعتمد على3 مبادئ "حرية، عدالة، مساواة"، ويسعى لحماية مستخدمي الإنترنت من القراصنة، والحيلولة دون تخريب الحسابات الشخصية والتجسس على البريد الإلكتروني وغيرها، وتمكين المستخدمين من تكنولوجيا المعلوماتية وتسهيل الوصول إليها.

وسيقدم الحزب اقتراحات وبرامج للحكومة، لتسهيل خدمة المواطن عن بعد، عبر منظومات الاتصال والتكنولوجيا الحديثة ورقمنة الإدارة التونسية، وصولاً إلى الحكومة الافتراضية.

الجزائر

التقنية الحديثة كسرت هيمنة الحكومات

 تعتبر شبكات التواصل الاجتماعي ظاهرة جديدة أفلتت من مراقبة الحكومات، وأصبح صعباً عليها التحكم فيها أو اختراقها، ويكفي أنها حررت الشعوب ومنحتها مساحة تعبير واسعة، فكانت سبباً رئيساً في حشد الجماهير وتأليب الرأي العام ما أسهم في تحقيق الأهداف المنشودة.

 وكشفت دراسة متخصصة أن مستخدمي الانترنت بالجزائر، بلغوا نحو 70 % من الرجال، 82 % منهم يستعملون الانترنت في المنزل، ويستغرق غالبيتهم 30 دقيقة في المتوسط يومياً على شبكات التواصل الاجتماعي وفي مقدمتها فيسبوك وتويتر".

واستطلعت آراء 13600 مشارك،60 % منهم يمثلون فئة الشباب، و63.4 % منهم جامعيون، و18.2 % طلاب مرحلة ثانوية، ويعيش 50 % منهم بوسط البلاد، و11 % منهم بالجنوب و17 % في الغرب و22 % بالشرق.

ويشير أستاذ المعلوماتية وتكنولوجيات الإعلام والاتصال بالجامعة الجزائرية دكتور يونس غرار إلى أن شبكات التواصل كانت السبب الأول والمباشر في قيام الثورات في بعض الدول العربية بتحوّلها إلى أدوات حراك وانتفاضة لم تكن في حسبان الأنظمة التي سقطت، مستشرفاً دوراً مهماً ستلعبه في الانتخابات الرئاسية المقبلة في الجزائر.

وقال إن فقدان الثقة بشكل مطلق في السياسيين والنخب الحاكمة وماحدث من انقلاب في مواقف طبقة سياسية فاشلة، كلها عوامل جعلت من التكنولوجيا الحديثة للإعلام والاتصال المتنفس الوحيد للشباب، الذي بات يستخدم الشبكات للتعبير السياسي والتهكم على انقلاب النخب وتورط رجالات السياسية من الصف الأول في الفساد ونهب المال العام. والعبارات المستعملة قوية جداً وذات مضامين توضح مستوى الوعي العام لفئة الشباب الذين ينتظرون الفرصة المناسبة لتغيير حاضرهم وصنع مستقبلهم.

ويضيف غرار أن الشباب الجزائري على شبكات التواصل أصبح جريئاً جداً ولا يتوانى في وصف الحكومة بأنها لا تختلف عن دار للعجزة، بسبب استمرار السيطرة المطلقة لجيل تجاوز الستين والسبعين عاماً على مقاليد الحكم في البلاد، بينما يواصل جيل الوسط "مواليد بعد 1962 الانتظار الطويل، أما الشباب فلا أمل أمامهم، سوى لعن الحاضر والماضي لأنه بقي مهمشاً من قبل جيل يعتقد أن شرعية الثورة كافية لاستمراره في الحكم حتى الموت.

صورة مغايرة

ويرى الناشط السياسي والكاتب المتابع للحراك الشبابي لخضر رزاوي، أن الشباب العربي تعامل مع التكنولوجيا الحديثة أثناء الحراك العربي للانتقام من وضعه البائس.

وقد كشفت الثورات العربية أن الشباب ليس بالسلبية والانهزامية التي صورتها أنظمة فاسدة، تتهم من يعارضها بالعمالة للخارج أو بالإرهاب. وما تحقق من نجاح في استخدام التكنولوجيا الحديثة سارع في اسقاط حكومات قمعية وساهم في تعريتها أمام الرأي العام العالمي بإدراكه قمعها لحقوق شعوبها في التعبير الحر الديمقراطي.

وكسب الشباب الجزائري والعربي عموماً، المعركة وعبر بإيجابية عن مواقف سياسية مناهضة للحكومات التي تم إسقاطها، رغم محاولات قطع الاتصالات مرات عدة، وممارسة ضغوط على النشطاء الافتراضيين الذين أصبح تواصلهم الدائم والآني مصدر تهديد وإزعاج حقيقي لتلك الأنظمة، وكان لمواقع التواصل الدور الرئيس في تسريع وتيرة سقوط بعض الأنظمة.

ويعتقد لخضر أن الرفض المطلق للنظام الجزائري في السماح باستخدام خدمات الانترنت السريع الثابت والجوال، تعبير صادق لمدى الخوف الذي يعيشه النظام الجزائري من القوة التي توفرها التكنولوجيا للجيل الحالي، الذي يرفض الركون للسلبية وقبول الأمر الواقع على أنه قضاء وقدر.