قرقاش ألقى كلمة الدولة في «وزاري» منظمة التعاون الإسلامي بإسطنبول

الإمارات تدعو إلى برنامج عملي فاعل للقدس

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

دعا معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، إلى تحويل الزخم الدبلوماسي الإسلامي إلى برنامج عمل جماعي فاعل لأجل القدس. وفي تغريدة على صفحته الشخصية في موقع «تويتر» للتدوينات القصيرة، كتب معاليه: «شاركنا في القمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول، من المهم استغلال الزخم الدبلوماسي الإسلامي الكبير والمتضامن مع وضع القدس وتحويله إلى برنامج عمل جماعي فاعل».

وفي تغريدة ثانية، كتب معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية أنه «في كلمة الرئيس الفلسطيني الشاملة حول وضع القدس والقرار الأميركي الجائر، برز تأكيده الدور السعودي التاريخي والمستمر في دعم القضية الفلسطينية»، وتساءل معاليه: «وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟».

خطوات

وكان معاليه ألقى كلمة أمام الاجتماع الاستثنائي الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي لبحث الخطوات المشتركة للتصدي لقرار الرئيس الأميركي بالاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل، أكد فيها مركزية القضية الفلسطينية، والحرص على القدس الشريف وموقعه في الوجدان الإسلامي، والاعتزاز بالمكانة الخاصة التي تحظى بها القدس في ضمائر العرب والمسلمين جميعاً.

وقال إن القدس ليست مجرد مدينة، بل هي مهد الحضارات والديانات، هي مدينة المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، فلا حب يضاهي حبنا لها، ولا شيء يجعلنا نتخلى عنها، ونحن اليوم نجتمع هنا لنعمل جماعة من أجل حمايتها من هذا القرار الجائر وتبعاته.

وأضاف معاليه أن الاجتماع الاستثنائي الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي لبحث الخطوات المشتركة للتصدي لقرار الرئيس الأميركي بالاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل، يؤكد مجدداً مركزية القضية الفلسطينية، والحرص على القدس الشريف وموقعه في الوجدان الإسلامي، والاعتزاز بالمكانة الخاصة التي تحظى بها القدس في ضمائرنا جميعاً، بما يعكس العزم والإرادة العربية للتصدي للقرار الأميركي والتداعيات الخطرة المترتبة عليه.

تعايش

وقال إن القدس كانت دائماً نموذج التعايش والتسامح عبر كل الأزمان والأديان، وعبر تاريخها تعلمنا دروس الحكمة والرحمة والاعتدال، ولكن الاحتلال الغاشم طمس كل شيء، هويتها ودينها وقدسيتها، فكان عنف الاحتلال وظلمه مسهمين في التطرف والإرهاب والكراهية، فرأينا مشاهد لم نرها من قبل، يهان فيها الكبير، ويؤذى بها الصغير والضعيف، مشاهد تقشعر لها الأبدان..

واليوم يأتي القرار الأميركي ليشعل ما في الضمائر من أحزان، ويشرّع الظلم والعدوان، ويستفز المشاعر والأذهان، وبرغم أن القرار لا يغيّر من واقع القدس شيئاً، فإنه يعقّد الظروف ويؤسّس للمزيد من العنف ويؤجج الفكر المتطرف الذي عانيناه عقوداً، ويبعد الأمل في حل سياسي شامل وعادل، يقيم الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، ويمكنّنا جميعاً من تحقيق أمنياتنا بزيارة القدس الشريف.

وأشار معاليه إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة أعربت عن أسفها واستنكارها الشديدين للقرار الأحادي الذي اتخذه الرئيس الأميركي بالاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل، مع التأكيد أن هذا القرار لن يغير من الوضعية القانونية لمدينة القدس المحتلة، كما طالبت الإمارات الأطراف الدولية كافة بعدم المساس بالوضع القائم في القدس.

وأشار معاليه إلى الموقف العربي الموحّد الذي صدر عبر قرار المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية السبت الماضي، الذي نص على الرفض الحاسم للقرار الأميركي، ومطالبة الولايات المتحدة بإلغائه، في موقف لا يمثل الإجماع العربي والإسلامي فحسب، بل يعكس أيضاً الموقف الدولي الذي أعيد تأكيده بشكل قطعي خلال الجلسة الطارئة لمجلس الأمن التي عُقدت في نيويورك الأسبوع الماضي.

وأضاف أن دولة الإمارات سبق أن حذّرت من الإقدام على هذه الخطوة، مشيراً إلى التداعيات الخطرة المترتبة على هذا القرار، وما ينطوي عليه من تأجيج واستفزاز مشاعر المسلمين في كل مكان، إضافة إلى ما قد ينتج عنه من تأثير سلبي في مستقبل عملية السلام.

انحياز

وأكد معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية أن القرار الأميركي بالاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل يمثل انحيازاً غير مبرر في موقف الولايات المتحدة حيال القضية الفلسطينية، في الوقت الذي كان يتطلع الجميع إلى أن تعمل الولايات المتحدة على القيام بدور محوري وإيجابي في حل هذه القضية.

وتحقيق الإنجاز المأمول في مسيرة عملية السلام، كما أن توقيته يتناقض مع تأكيدات الإدارة الأميركية أنها ستطرح مقاربة جديدة نحو السلام، وجاء هذا القرار الأحادي ليقوّض المصداقية الضرورية للوسيط والوساطة.

وتابع معالي الدكتور أنور قرقاش: «من هنا، فإن هذا القرار يعد إخلالاً كبيراً بمبدأ عدم التأثير في مفاوضات الحل النهائي حول مدينة القدس، ويخالف القرارات الدولية التي أكدت حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والراسخة في القدس.

والتي لا يمكن المساس بها أو محاولة فرض أمر واقع عليها، كما أن هذا القرار يمثل انحيازاً ضد الحقوق والتاريخية للشعب الفلسطيني في القدس المنصوص عليها في قرارات مجلس الأمن ومبادئ القانون الدولي التي حظيت باعتراف المجتمع الدولي وتأييده».

وقال إن دولة الإمارات العربية المتحدة تؤكد ضرورة الالتزام بقرار مجلس الأمن رقم 478 لعام 1980 الذي ينص على دعوة الدول التي أقامت بعثات دبلوماسية في القدس إلى سحبها، معيداً تأكيد أهمية الالتزام بالقرارات الدولية التي تطالب بعدم إنشاء بعثات دبلوماسية في القدس، أو نقل السفارات إليها، أو الاعتراف بها عاصمةً لإسرائيل، دولة الاحتلال التي تعتبر أن القدس جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام1967.

دعم ثابت

وأضاف معاليه: «تؤكد دولة الإمارات مجدداً دعمها الثابت للمساعي الرامية للتوصل إلى حل دائم وعادل وشامل للقضية الفلسطينية مبني على حل الدولتين، ونؤكد ضرورة قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفق القرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

وبمبادئ مدريد، وستبقى دولة الإمارات العربية المتحدة داعمة لهوية القدس العربية وللوضعية القانونية التي أرستها كل الاتفاقيات الدولية بخصوصها وحقوق الشعب الفلسطيني»، مشددين على أن القدس بوضعها النهائي تمثل جوهر عملية السلام التي تشكّل الضامن الأساسي للاستقرار في المنطقة، وأي إخلال بهذه المعادلة قد يفتح أبواباً جديدة لخطاب متطرف جديد.

ودعا معاليه المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته وفقاً لأحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، من أجل إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، واتخاذ التدابير التي من شأنها إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية والفلسطينية.

وحذّر من أن استمرارية احتلال إسرائيل الأراضي الفلسطينية، ومواصلة انتهاكاتها للمقدسات والأراضي الفلسطينية، تشكّلان تهديداً للأمن والاستقرار، وتغذيان العنصرية والإرهاب والتطرف في المنطقة.

إعادة نظر

وقال إن الإمارات تدعو الجانب الأميركي إلى إعادة النظر في قرار الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل، مؤكداً خطورة تسييس وضع القدس والقضية الفلسطينية، من أجل تحقيق أهداف وأجندات ضيقة على نحو يقوّض حقوق الشعب الفلسطيني والمسلمين، ويؤدي إلى تداعيات لا تحمد عقباها.

ولفت إلى أن هذا التحدي الجائر يمثل اختباراً عصيباً للعرب والمسلمين، داعياً إلى توحيد الجهود والسمو بالقيم والارتقاء بالخطاب والعمل بكل جدية وتعاون، ليدرك المجتمع الدولي مركزية القضية الفلسطينية وموقع القدس، مؤكداً أنه من دون هذا الجهد الجماعي «لن تقوم لنا قائمة».

وقال: «علينا في الآن ذاته أن نرفض التوظيف السياسي لهذه القضية والاستغلال غير الأخلاقي لمحنة تختبرنا جميعاً، وأن نرفض الخطاب المسيء ضد بعضنا الذي يهمش هذه القضية ويفرق المواقف ويشتتها، فالعقلانية والحكمة كما أنهما مطلوبتان في التعامل مع المجتمع الدولي، فهما كذلك أساس للتعامل بيننا، وعلينا كذلك أن نخرج عن الحلول التقليدية، وأن نخاطب الشارع الإسلامي الغاضب، وأن نصل العربي بالإسلامي بالمسيحي في رفضنا للقرار الأميركي، والسعي إلى تفكيكه، وموقفنا هو ترسيخ مبادئ سلام حقيقية، بهدف ضمان الحقوق الإسلامية والفلسطينية والاستقرار الدائم في المنطقة».

وأضاف معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية: «نعرب عن الأمل بأن يخرج اجتماعنا هذا عن التوصل إلى خطوات حازمة في إطار العمل الإسلامي المشترك، بما يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق وشعوبنا الإسلامية كافة».

Email