أغنياتهم فاضت بحب دار زايد وتأكيد جاهزيتهم للذود عن الدولة

فنانو الإمارات يتحدّون قطر الإرهاب: كلنا جنود الوطن

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

رسائل ملأى بالمشاعر الصادقة والصور الرائعة، يبعثها إلى العالم فنانو الإمارات الذين اجتمعوا على حب الوطن، حاملين على أكتافهم شرف خدمته، ومعبرين في الوقت ذاته عن مدى حبهم له، ناذرين أنفسهم لخدمة أرض زايد الطيبة.. ومؤكدين من خلال أعمالهم الفنية أن «الوطن خط أحمر» لا يمكن تجاوزه والويل لمن يفكر في الاعتداء عليه، ليزين هذا الشعار أعمالهم الوطنية التي صدحت بها أصواتهم منذ إعلان الإمارات والسعودية والبحرين ومصر قرار مقاطعة قطر الداعمة للإرهاب والمتبنية مشروعات نشر الفوضى في المنطقة والمتآمرة على الدول العربية.

9 أغنيات أو أكثر طرحها فنانو الإمارات في فترة تقل عن الشهرين، ولكل واحدة منها حكاية، ولكنها جميعاً تشترك في كون كلماتها كتبت بحبر المحبة لأرض الإمارات، فيما تؤكد سطورها على الولاء للوطن وقيادته الرشيدة، والوقوف بحزم ضد كل من يفكر بالاعتداء على مقدرات الوطن. وفي هذه الأغنيات تجلت رسالة الفن والفنانين في نقل المشاعر الصادقة والصور الرائعة للإمارات إلى العالم.

البداية كانت مع الفنان حسين الجسمي، الذي طالما أكد أنه جندي من جنود الوطن، مطلقاً عبر حسابه في «تويتر» تحذيره لكل من يعتدي على بلاده وقيادتها، قائلاً في تغريدة له: «إلى كل من أحترمهم، وطني وقادتي خط أحمر، إذا تجاوزته، أضفتك إلى قائمة أعدائي، كلنا جنود الوطن».

تعبير الجسمي عن حبه لوطنه لم يكن بتغريدة فقط، وإنما قام أخيراً بطرح أغنيته الجديدة «القوافي»، وهي من شعر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

وقد وصفها الجسمي في مناسبات عدة بـ«الهادفة والمثمرة». وقال: «قصيدة وأغنية (القوافي) من القصائد والأعمال التي تحمل القوة في معاني كلماتها، وحكمة وحب القادة للوطن، بأوصاف متعددة يشعر بها كل مُحب لهذا الوطن الإماراتي الذي نعتز به وبقادته وحكمة أولياء أمورنا الذين لهم السمع والطاعة في نظرتهم المستقبلية».

أغنية «القوافي» التي لحنها الإماراتي محمد الأحمد، لم تمر مرور الكرام، وإنما لقيت أصداءً جميلة على موقع «يوتيوب»، ففيها حمل الجسمي المستمع نحو معاني الشيم وتبيان رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، النابعة من أخلاق وثقافة وعزة العروبة والوطنية، لا سيما وأن القصيدة قد تضمنت العديد من قيم العدل والحق والقوة في ردع الفتن عن الوطن وصون سيادته.

«انته وين؟»

«اللي يبغي يجربنا.. هذا الميدان» دعوة صريحة أطلقها الفنان عيضة المنهالي لكل من أراد بالإمارات وشعبها سوءاً، دعوة المنهالي جاءت من خلال أغنيته الوطنية «انته وين؟» التي كتب كلماتها الشاعر جمعة الغويص، ولحنها فايز السعيد.

في هذا العمل أكد المنهالي على قوة الإمارات وقدرتها على الوقوف في وجه الإرهاب وداعميه، فهي ـ أي الإمارات ـ تعودت على أن «تأخذ ثأرها وأن تحمي جارها»، مبيناً في الأغنية أن الجندي الإماراتي هو صاحب «العزم والحزم»، وهي رسالة واضحة لكل من تسول له نفسه الاعتداء على حدود الوطن.

المنهالي لم يكتف بإصدار «انته وين؟»، وإنما قدم واحدة أخرى أهداها إلى جنود الوطن، حملت عنوان «الغترة الجيشية»، والتي لحنها محمد الأحمد، حيث حملت الأغنية معاني القوة التي يتسلح بها جنود الإمارات، ممن نذروا أنفسهم للدفاع عن الوطن.

كما قدم المنهالي أيضاً أغنية «سيرة المجد» التي كتب كلماتها الشاعر علي المهيري وتولى تلحينها فايز السعيد، حيث يقول في بدايتها (لا ما تواني الحر عن حوم الأحرار /‏‏/‏‏ طير جناحه يكتب المجد سيرة)، حيث تميز كليب الأغنية الذي أخرجه أحمد يعقوب، بالعديد من الصور للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

مسؤولية وطنية

«عيال زايد» عنوان اختاره الشاعر علي الخوار لأحدث قصائده، والتي غناها الفنان فايز السعيد، واحتلت الأغنية رأس قائمة ألبوم «كلنا جنودك يا وطن»، حيث حملت القصيدة كافة معاني المسؤولية الوطنية، وفاضت بالحكم الهادفة إلى غرس المسؤولية الوطنية، والدعوة إلى إعلاء راية الوطن والمحافظة عليها خفاقة، كما أكدت القصيدة على شموخ الإنسان الإماراتي وانتمائه إلى أرضه.

ومن خلال أغنية «عيال زايد» ترجم الفنان فايز السعيد مشاعره الوطنية، وهو الذي لا يكاد يفوت أية فرصة تمنحه إمكانية الوجود على الساحة الوطنية، علماً بأن «عيال زايد» لا تعد العمل الأول الذي يجمع السعيد والخوار معاً في أعمال فنية وطنية تعكس مشاعرهما تجاه الوطن، وتؤكد على أهمية تراث وثقافة الإمارات.

عودة ميحد

الفنان ميحد حمد، لم يكن بعيداً عن دائرة الحدث، فقد اختار له أغنية «نواصينا» التي كتب كلماتها حسان العبيدلي ولحنها فايز السعيد وتولى توزيعها زيد نديم، حيث شكلت هذه الأغنية فرصة جميلة لميحد حمد، لأن يضع بصمته الفريدة على ألبوم «كلنا جنودك يا وطن»، لتشكل «نواصينا» بوابة عودة للفنان ميحد حمد إلى مجال الأغاني الوطنية.

وذلك في وقت تولت فيه مجموعة كورال الإمارات تقديم أغنية «حاملين ألمك» التي كتب كلماتها أنور المشيري.

سيل الأغاني الوطنية الإماراتية لم يتوقف بعد، فقد اجتهد كثيرون في تقديم أعمالهم التي تترجم مشاعرهم ناحية الوطن، فبعد تقديمه العام الماضي أغنية «ذا محمد» التي أداها عيضة المنهالي، قدم الشاعر جابر سيف القبيسي هذا العام قصيدة «السيف المحدب» التي لحنها محمد الأحمد، وغنتها مجموعة كورال الإمارات، التي قامت أيضاً خلال الفترة الأخيرة بتقديم أغنيات «شبه الجزيرة» و«صوت الوطن» و«فز يا وطن».

مهرجان صيف قطر في مهب الريح

في مهب الريح تقف حالياً مهرجانات قطر الفنية، والتي يبدو أنها تكبدت خسائر فادحة بعد إعلان الفنانين العرب انسحابهم منها، دعماً لقرارات دول المقاطعة، وهو ما يمكن ملاحظته من خلال حجم العروض الترويجية التي أطلقتها الهيئة العامة للسياحة في قطر، دعماً لمهرجان صيف قطر، والتي رأى فيها البعض محاولة بائسة لتعويض غياب كبار النجوم العرب عن مسارح قطر، والذين طالما استعانت بهم الدوحة لترويج مهرجاناتها ودعم السياحة في قطر.

انسحابات

«فنان العرب» محمد عبده، كان أول من أعلن انسحابه من حفلات مهرجان صيف قطر، وتبعته في ذلك الفنانة نوال الكويتية، حيث كان مقرراً أن يشتركا معاً في إقامة حفل واحد في 19 الجاري، لينضم إليهما لاحقاً الفنان المصري الشعبي أحمد شيب، وكذلك الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب التي كشفت أخيراً عن رفضها عروضاً كبيرة للغناء في قطر منذ سنوات عديدة بسبب تطاول النظام القطري على مصر، مؤكدة أنه عُرضت عليها أموال كثيرة جداً وشيكات «على بياض» لتغني في حفلات بقطر لكنها رفضت، وذلك وفقاً لما أوضحته في اتصال هاتفي ببرنامج «كل يوم» الذي يقدمه الإعلامي عمرو أديب، وأشارت إلى أنها منذ اندلاع الثورة في مصر لم تدخل قطر لأن بلدها غال عليها ولا تسمح لأحد أن يهينه أبداً.

الفنان هاني شاكر، نقيب المهن الموسيقية في مصر، أشاد في بيان أصدره أخيراً، بموقف معظم الفنانين العرب الرافضين للغناء في موسم حفلات مهرجان صيف قطر، مؤكداً في الوقت ذاته أن كافة نجوم الغناء في مصر قد اعتذروا عن عدم إحياء حفلات غنائية في الدوحة.

وأثنى شاكر في تصريحه على موقف «فنان العرب» محمد عبده والفنانة نوال الكويتية، والتزام شركة روتانا بسحب نجومها من المهرجان، تضامناً مع قرار المقاطعة.

شراء الولاء

حالة الرفض لسياسات قطر الإرهابية، لم تتوقف عند الفنان محمد عبده ونوال الكويتية، ففي تصريح لافت بين نوايا حكومة قطر وممارساتها في استمالة ولاء الفنانين السعوديين وجماهيرهم، كشف الفنان السعودي طلال سلامة خلال مقطع فيديو نشره أخيراً، على موقع «يوتيوب» عن الهدايا الخاصة المعروضة من حكومة قطر للفنانين السعوديين في محاولة لاستمالتهم، معلناً في الوقت ذاته عن رفضه لهدية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، رئيس الوزراء القطري السابق، وهي عبارة عن وحدة سكنية في قطر، حيث جاء إعلان سلامة رداً على مواقف قطر ودعمها وتمويلها للإرهاب.

وقال سلامة في المقطع المصور: «فيما يخص وعدنا بصرف وحدة سكنية مع مجموعة من الفنانين من حمد بن جاسم، ولم يتبق عليها سوى الإفراغ، ولا يشرفني قبول هذه الهدية»، كما غرد سلامة عبر حسابه على موقع «تويتر» بالقول: «مواقفكم ضد وطني عُرفت، ولا تشرفني هدية حمد بن جاسم، لا أنا ولا باقي الفنانين زملائي».

وفي حوار له مع صحيفة الشرق الأوسط، قال سلامة: «إن جرح قطر كبير جداً، حكام قطر كانوا يطعنوننا في الظهر طوال 20 عاماً، ونحن صامتون، وسألت نفسي خلال الفترة الحالية، كيف كنا نغني عندهم ونفرحهم وندعمهم، والحكام القطريون يحاربوننا ويحاولون تدميرنا».

تفاعل

أما تفاعل الفنان راشد الماجد وزميليه رابح صقر وماجد المهندس (سعودي من أصل عراقي)، مع قرار المقاطعة جاء من خلال إعادتهم نشر تغريدة المستشار في الديوان الملكي السعودي، تركي آل الشيخ «وهو من أسرة مؤسس الوهابية الشيخ محمد عبد الوهاب»، والتي تضمنت بياناً وقعه نحو 200 من أعضاء الأسرة من بينهم مفتي السعودية، ينفون فيه نسب أمير قطر لجدهم المؤسس الشيخ محمد عبد الوهاب، حيث زلزلت التغريدة الكيان القطري.

«لك يا محمد»

أهدى فنان العرب محمد عبده أخيراً، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في إطار تفاعله مع قرار الدول المكافحة للإرهاب مقاطعة قطر، أغنية وطنية عنوانها (لك يا محمد)، كتب كلماتها المقدم مشعل بن محماس، ولحنها ياسر بوعلي، كما أنجز بالتعاون مع الفنان خالد عبد الرحمن، عملا وطنيا آخر بعنوان «أبعد سما» من كلمات الأمير محمد بن عبد العزيز بن محمد، وألحان خالد الجمعان.

Email