تتكبد خسائر بسبب كلفة وطول مسارات السفر البديلة

"الخطوط القطرية" نحو المجهول

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد عدد من خبراء الاقتصاد، أن الخطوط الجوية القطرية، تحلّق إلى المجهول، في أعقاب قرارات المقاطعة من عدد من الدول، وغلق المجال الجوي أمام الناقلة القطرية، ما يضطرها إلى الطيران فوق مسارات بديلة في أجواء الدول المجاورة، الأمر الذي يزيد من طول زمن ومسار الرحلات، وزيادة الكلفة التشغيلية، موضحين أن إغلاق الأجواء أمام «القطرية» في الإمارات والسعودية والبحرين ومصر، ووقف رحلات الناقلة إلى هذه الدول، من شأنه خفض عدد رحلات الناقلة 25 %، حيث تستحوذ هذه الوجهات على نحو ربع رحلاتها، ما يقلص الموارد والعائدات بصورة كبيرة.

وأكد الدكتور قاسم حموري أستاذ الاقتصاد من جامعة اليرموك، أن استمرار المقاطعة العربية سيكون لها تداعياتها السلبية على أداء «الخطوط القطرية»، لأن كل شركة تعتمد على المتغيرات المحيطة بها، وبالتالي، على الربحية، بالإضافة إلى أن عدد المسافرين سيتراجع، وبالتالي، تراجع الإيراد الكلي، وعدم الاستفادة من اقتصاديات الحجم.

وفي مثل هذه الحالة، ستلجأ الشركة إلى اختصار أنشطتها، وإلغاء بعض المحطات، وتسريح العديد من الموظفين.

ومن المرجح أن تقف الحكومة القطرية مع شركة الطيران، وتدعمها بشكل مباشر وغير مباشر، حتى تستطيع الشركة أن تستمر في عطائها، وإلا يتأثر أصحاب الأسهم المشاركون بها، إلا أن ذلك لن يمنع التداعيات السلبية التي ستتعرض لها الناقلة، وإنما قد يخفف من وطأتها بصورة جزئية.

وقالت المحلل الاقتصادي، هلا أبو حجلة، إن الخطوط الجوية القطرية ستواجه تداعيات نتيجة المقاطعة، وستظهر آثارها على المدى البعيد، فهذه الشركة تعد ثاني أكبر شركة طيران في العالم، وإغلاق الخطوط الجوية أمامها، يعني تغيير المسارات، وبالتالي، كلفة ووقت أكثر. وبحسب الدراسات، فإنه من المتوقع أن تتراجع إيراداتها نحو 30 %، حيث وصل عدد المسافرين في السنة الماضية إلى ما يقارب 38 مليون مسافر.

"ترانزيت"

أضافت: الخطورة التي تواجهها هذه الشركة، في كونها ليست فقط وسيلة لنقل المسافرين، بل أيضاً في اعتمادها بشكل أساسي على رحلات «الترانزيت» للدول الأخرى، بالتالي، تصبح أقل جاذبية للمسافرين، والذين يرغبون بالانتقال من خلال مطار الدوحة إلى الخليج وأوروبا وأفريقيا وغيرها.

المقاطعة سيكون لها عواقب سلبية على جميع القطاعات، وليس فقط الطيران، والخسائر التي قد تلحق بالشركة إذا استمرت المقاطعة، ممكن أن تؤدي إلى تسريح عدد من الموظفين، وتقديم لها المساعدة من قبل الحكومة. الآثار السيئة للمقاطعة تتعمق على المدى الطويل، وتظهر، وليس بسرعة.

ومن ناحيته، أوضح الباحث الاقتصادي، الدكتور قاسم جديتاوي، أن شركة الطيران القطرية، كانت ضمن أفضل الشركات العالمية للطيران ومجهزة بأسطول طائرات حديثة، موضحاً أن إغلاق المسارات أمام هذا الأسطول، يشكل عائقاً بكل تأكيد، والبحث عن بدائل وزيادة نفقات، من شأنه أن يزيد التكاليف على هذه الشركة، وبالطبع، ستشهد حركة المسافرين تراجعاً، وستعمل الحكومة القطرية على دعمها.

عبء

في حين يجد المحلل الاقتصادي سامر سنقرط، أن شركة الخطوط القطرية تتمتع بوضع مالي جيد، ولكنها ستتأثر من هذه الأزمة، وستتحرك الحكومة القطرية من أجل مساعدتها، وهذا سيشكل عبئاً إضافياً على الحكومة، التي ستقوم على مساعدة قطاعات عديدة، تأثرت واهتزت بسبب الأزمة. قطر ستواجه إغلاق مسارات، وستبحث عن بدائل، وسيكون هذا البديل أكثر كلفة عليها. وبالطبع، هذا البديل هو المجال الجوي الإيراني.

Email