تظاهرة في باريس ضد زيارة تميم ودعم قطـر للإرهاب

المنامة: الدوحة تصعد عسكرياً في الخليج باســـــتجلاب القوات التركية

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

نظم نشطاء وحقوقيون أمس، تظاهرة أمام السفارة القطرية في العاصمة الفرنسية باريس، للاحتجاج على دعم الدوحة للجماعات الإرهابية، ورفضاً لزيارة أمير قطر تميم بن حمد المقررة لفرنسا، في وقت شددت المنامة أن الدوحة تسعى إلى تصعيد عسكري عبر إقامة قاعدة تركية في الإمارة، بينما أكد معارض قطري أن نظام الدوحة بدأ بالتحريض على الثورات في الدول العربية عام 2009 عبر قناة الجزيرة.

وخرجت تظاهرة أمام السفارة القطرية في باريس، للاحتجاج على دعم الدوحة للإرهاب، ورفضا لزيارة أمير قطر للعاصمة الفرنسية. وحملت التظاهرة شعارات تطالب الحكومة القطرية بالكف عن دعم الجماعات المتطرفة، التي وصل أذاها وإرهابها إلى عواصم غربية، خاصة باريس التي شهدت هجمات إرهابية عديدة. وطالب المتظاهرون الدوحة بالاعتذار للشعوب التي مسها خطر الإرهاب وخاصة الشعب الفرنسي. كما حضوا الحكومة الفرنسية على عدم استقبال أمير قطر في باريس.

وحسب مصادر مصرية وفرنسية بباريس، شارك في المظاهرات، منظمات فرنسية، وأفراد، إلى جانب عدد من الشخصيات البارزة سياسًيا وإعلاميًا، أبرزهم وكيل مجلس النواب المصري سليمان وهدان، والنائب شريف الورداني، ورئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان نجيب جبرائيل، وشخصيات فرنسية تهتم بمكافحة الإرهاب حول العالم، اعتراضا على استقبال فرنسا لشخص متهم من العالم بدعم الإرهاب.

وكان أمير قطر أعلن عن زيارته هذا الأسبوع إلى فرنسا للتشاور مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن أحداث المقاطعة العربية لمحاولة مغازلة فرنسا للوقوف بجانبه في ظل المقاطعة العربية التي تعاني منها بلاده.

رفض عالمي

وقال النائب يحيى كدواني، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب المصري، إن المظاهرات التي نظمها وفد الدبلوماسية الشعبية المصرية، تعبر عن الرأي الصادق لدى الشعب المصري والمنظمات الفرنسية التي شاركت في التظاهرة، وتأكيداً على نبذ العنف ورفض سياسة قطر الداعمة للإرهاب.

وأضاف أن «هذه الدويلة تسببت في خراب عدد من الدول العربية، وما زالت تناهض الأمن والاستقرار في الدول والمنطقة العربية مع استمرارها في دعم الإرهاب»، مشيرا إلى أنها اعتمدت على أموالها وعلاقاتها مع شركات متعددة الجنسيات في العالم لتطبيق المنهج الذي يسيرون فيه. وتابع كدواني، «يكفي أن منظمات فرنسية شاركت في المظاهرات، ما يعني أن العالم كله أصبح كارها لتلك السياسة التي تتبعها قطر».

رأي عام

وقال السفير محمد العرابي، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري، إن المظاهرة تسعى لخلق رأي عام أوروبي يقف ضد السياسات القطرية، حيث إن إظهار حقيقة الموقف القطري شيء هام جداً.

وأضاف أن هناك عدداً من الحكومات لا زالت تتعامل بشيء من اللين مع الحكومة القطرية، وخاصة حكومتي فرنسا وألمانيا، حيث أن قطر استطاعت استغلال نفوذها المالي داخل هذه الدول من خلال امتلاك العديد من المناطق الحيوية والشركات الكبرى، وهذا ما دفع تلك الدول في عدم الإعلان، حتى الآن عن رفضها لسياسات الدوحة.

وتابع أن الرأي العام الفرنسي سيوفر الضغط المطلوب من قبل مواطني تلك الدول على حكوماتهم لتغليب المصلحة العامة والعالمية على المصلحة الحكومية، مشيراً إلى أن تصرف وفد الدبلوماسية المصرية جيد جداً، ومهم جداً خاصة أن الرأي العام أصبح سيد الموقف في دول العالم.

من جهته، قال النائب طارق الخولي، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان المصري، إن تحركات الدبلوماسية الشعبية المصرية أحيانا يكون لها مردود وأثر جيد، إلا أنه لابد أن يكون هناك قدر أكبر من التنسيق بين هذه الوفود ووزارة الخارجية، حتى تكون هناك رؤية موحدة إزاء مخاطبة العالم الخارجي.

وأضاف «إننا أمام موقف جديد لوفد الدبلوماسية الشعبية المصرية خارجياً، حيث إن هذا الموقف يؤكد عزمهم على مطاردة سياسات قطر في كل مكان بالعالم، كمحاولة لإبراز الإجرام والممارسات القطرية»، مشيرا إلى «أننا بحاجة إلى أن نرى ثمار هذا المشهد عاجلاً».

تصعيد عسكري

في غضون ذلك، اتهم وزير الخارجية البحريني، خالد بن أحمد آل خليفة، قطر بالتصعيد العسكري بعد سماح الدوحة بدخول المزيد من قوات الجيش التركي إلى داخل قطر. وقال الوزير في تغريدة عبر حسابه الشخصي على موقع «تويتر»، إن «أساس الخلاف مع قطر هو سياسي وأمني ولم يكن عسكريا قط.. إحضار الجيوش الأجنبية وآلياتها المدرعة هو التصعيد الذي تتحمله قطر».

وأضاف، «هناك تضارب في سياسة قطر، فإما الالتزام بالنظام الإقليمي ومعاهداته الدفاعية المشتركة والثنائية مع الحليف الدولي الكبير أو التدخل الإقليمي».

وكان قال في تغريدات سابقة إن «التدخل الأجنبي لن يحل المشكلة». ووصلت فرقتان من القوات التركية مع أرتال من المركبات المدرعة إلى الدوحة منذ اندلاع الأزمة إلى جانب مئة طائرة شحن محملة بالإمدادات.

"إيديولوجية أردوغانية"

وبدا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يعكس رؤيته الحزبية والإيديولوجية أكثر من ترجمة مواقف ومصالح بلاده الإقليمية والدولية، إذ لم يختلف عن الشخصيات الإخوانية ووسائل إعلامها التي تذود عن قطر وتهاجم مقاطعيها.

وهذا ما أكده الباحث السياسي التركي فائق بلوط، بحسب ما نقلت عنه «سكاي نيوز عربية»، حيث قال إن «الإيديولوجية الإخوانية هي ما دفعت القيادة التركية الحالية للقيام بمجازفات أو مغامرات في المنطقة وهي النقطة التي جمعت بين قطر وتركيا».

أما بشأن إشكالية القاعدة العسكرية التركية في الدوحة، فقد اعتبر رئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلام، فهد الشليمي، أنها «مشكلة لأنها ستوفر دعما لجماعات حزبية كان لدول الجوار القطري تجارب سيئة معها، ولأنها تمت دون موافقة الجيران»، فضلاً عن أن الأزمة بين قطر وجيرانها ليست عسكرية بأي حال لتستقدم قوات أجنبية إلى أراضيها.

تحريض «الجزيرة»

في سياق آخر، أكد المعارض القطري خالد الهيل، أن نظام قطر بدأ بالتحريض على الثورات في الدول العربية عام 2009، عبر قناة الجزيرة.

وغرّد الهيل عبر حسابه على «تويتر» قائلاً، «بدأ النظام القطري بالتحريض على الثورات العربية وطبخها استخباراتيا عام 2009 وفي 2010 كثف التحريض الإعلامي عبر الجزيرة بعد الاستعداد اللوجستي»، مؤكداً أن التحريض الإعلامي بدأ في حلقة «لماذا لا تثور الشعوب العربية؟» وكانت بتاريخ 23 نوفمبر 2010، بينما بدأت ثورة تونس في 17 ديسمبر 2010.

وأوضح الهيل، أن «قناة الجزيرة استعانت بمحمد الخضري عميل إيران للاستشهاد بثورة الخميني لتصدير ثقافتها في فترة تكثيف الترويج الإعلامي للخريف العربي».

في سياق متصل، أكدت مصادر متابع للأزمة، أن قطر تتجه إلى رفض المطالب المحددة من الدول المقاطعة، مستندة إلى دعم تركي - إيراني في ظل إعلان واشنطن أن مطالب الدول المقاطعة تبقى هي أساس للحوار لحل الأزمة.

وبقي 6 أيام على انتهاء المهلة الزمنية، فيما تمضي الدوحة في تعنتها ولجوئها إلى كل من تركيا وإيران.

وحمل المحتجون شعارات بالفرنسية والإنجليزية تطالب الحكومة القطرية بالكف عن دعم الجماعات المتطرفة، التي وصل أذاها وإرهابها إلى عواصم غربية وباريس بالذات، التي أصابها الإرهاب عدة مرات في السنوات القليلة الماضية.

 

 

Email