مختصّون أكّدوا ضرورة الرد على كل الافتراءات مع الحفاظ على الخط المهني الإماراتي:

«إعلام الريال».. قطة محشورة في الزاوية

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ أن قررت السعودية والإمارات والبحرين ومصر وعدد من الدول العربية والصديقة، قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر داعمة الإرهاب الأولى في المنطقة، وجالبة الفوضى والخراب والقطيعة، والدوحة تلجأ إلى الحملات الدعائية الغوغائية، علاوة على التجييش الإلكتروني واختراق صفحات لمواقع إلكترونية للدول المقاطعة، علاوة على بث أكاذيب وتصريحات غير حقيقية على لسان حكامها.


قطر التي باتت كالقطة المحشورة في الزاوية، تخدش الجميع وتهاجم الجميع دون تفرقة، عبر إعلام مأجور لا يؤمن إلا بـ «الريال»، بعدما فضح أمرها على الملأ، كيف لا وهي من مولت الإرهاب العابر للحدود، والجماعات البائسة، وأحزاب الخيانة، وكل محاولات زعزعة الاستقرار، بحسب مختصين.


وأكد أكاديميون متخصصون في الإعلام لـ «البيان»، أن على الإعلام الإماراتي الرد على ما كل ما يلوكه الإعلام القطري الأصفر، وعدم تجاهل الافتراءات، مع الحفاظ على خط الاتزان الذي عرفت به الدولة تاريخياً.


من جهته، قال الدكتور خالد هنيدي عميد كلية الاتصال الجماهيري في جامعة الفلاح، إن مصداقية وسائل الإعلام هي أحد عناصر تقييم الأداء الإعلامي المهمة لمختلف وسائل الإعلام بالنسبة لكافة الأحداث والقضايا التي تتصدى هذه الوسائل لمعالجتها، فلا شك أن هذه المصداقية لها أبعاد مختلفة منها ما يتعلق بالهيئات الإعلامية أو المؤسسة الإعلامية، وخصوصاً الممولة حكومياً منها.


وأضاف هنيدي أن هناك 3 مجالات أساسية للبحث في مصداقية الاتصال، تتمثل في الثقة في وسائل الاتصال، والأمانة والمعايير الأخلاقية، والتصورات عن اتجاهات الجمهور نحو الوسائل في ما يتعلق بكل من قابلية التصديق والدقة، وأخيراً الإنصاف والتحيز، مشيراً إلى أن الإمارات من الدول الخليجية المؤثرة في منطقة الخليج على المستوى السياسي والاقتصادي، بما لديها من إمكانات وقدرات جعلها مطمعاً للكثير.


وتحدث الدكتور هنيدي حول الأزمة الخليجية الأخيرة، وقطع العلاقات مع دولة قطر، وقال «إن المواطن الإماراتي يرتبط بحكومته وحكامه ارتباطاً خاصاً، ينعكس في كثير من الرضا والقناعة بهم وسياستهم الداخلية والخارجية، ويقف دائماً إلى جانبهم في قرارتهم، ويقف أمام منتقديهم».


وأضاف أن الإعلام القطري المتمثل في قناة الجزيرة وغيرها من الوسائل الإعلامية، فقدت كثيراً من المصداقية والثقة لدى المتابعين، حيث بين الدكتور في دارسة أجرها مؤخراً، انخفضت مستوى الثقة في قناة الجزيرة بين الذين يتابعونها من الإماراتيين والدولة العربية، حيث بلغت 61.29 %، وعدم الثقة نهائياً بنسبة 22.58 %.


وأوضحت، بحسبه، هذه الدراسة، إفلاس الإعلام القطري، وخاصة قناة الجزيرة، التي فقدت الكثير من مصداقيتها عند المواطن الإماراتي والعربي، في تناولها للوضع في الخليج الذي ظهر من وجهة نظرهم بشكل كبير في أزمة اليمن والأزمة مع إيران وسوريا وليبيا، مقارنة بقنوات أخرى، وأصبح ينظر إلى القناة في تقديمها للأحداث بصفة عامة، والخليجية والإماراتية بصفة خاصة، على أنها تتبنى مواقف عدائية في كثير من المواقف، ومعالجتها أصبحت تحمل اتجاهاً سلبياً للمنطقة ككل.


محور
ومن جانبه، أفاد حميد جاسم حميد الزعابي رئيس تحرير الأخبار المحلية في تلفزيون دبي، بأن أمن الوطن وأمن الخليج هو المحور الرئيس لدى أي مواطن في المنطقة، ولهذا فإن المصادر الإعلامية والمحطات الفضائية في المنطقة، سواء في الإمارات أو الدول المقاطعة للنظام في قطر، تعمل بكل جهدها على نقل المستجدات وتحليلها أول بأول، لمجابهة الرسائل الإعلامية التي ليس لها أي قيمة لا معنوية ولا مهنية.


وأضاف أن ما تقوم به دول الخليج وبعض الدول العربية من مقاطعة لقطر، تعتبر حملة كبيرة يمكن أن نطلق عليها شعار «أمن الوطن مسؤولية الجميع»، وعلى الإعلام الإماراتي أن يعمل على تثقيف المجتمع وتوعيته حول ما هو مطلوب من أفراد المجتمع تجاه هذا الشأن، مؤكداً أن «ما تتبعه السياسة الإعلامية القطرية من خلال قنواتها الإعلامية المتعددة، هو استهزاء بالشعب القطري وبشعوب المنطقة العربية، وعلينا كمواطنين في الخليج، أن نحرص على مجابهة كل دولة تدعم الإرهاب والتطرف»، مشيراً إلى أن «عداءنا ليس مع الشعب القطري الشقيق، ولكن مع النظام القطري الداعم للإرهاب، ويقوم بممارسات هدامة تشق الصف العربي والخليجي وتعكر صفو الأشقاء».


وقال الزعابي إن الشخص المفلس الذي لا يملك أي دليل معنوي أو مادي يقدمه، تجده يبحث عن ترويج الشائعات أو الأمور الكاذبة «ونحن كمواطنين، واجبنا أن نؤكد أن الحكومة القطرية تسعى إلى التخريب وإثارة الفتن».


فرص
من جانبها، أكدت الإعلامية سهير القيسي أن قطر أعطيت أكثر من فرصة قبل المقاطعة التي أتت متأخرة، احتراماً للوحدة الخليجية والجيرة ووحدة الصف العربي، وأنها استخدمت الإعلام كأبرز سلاح منذ سنوات معتمدة على الفبركة الإعلامية، خاصة في استخدام الأطفال، إلا أن المجتمع أصبح على يقين من هذه الأفعال، مطالبة بضرورة تبني دول مجلس التعاون الخليجي برامج عمل دقيقة ومدروسة، تفضح هذه الممارسات القطرية الخبيثة، وتكشف زيف ادعاءاتها، وتبين للعالم مدى كون هذه الدولة الإرهابية معادية لقيم الخير والحق والعدل والمساواة.


وأفادت القيسي بأن قطر استخدمت كل الأدوات الإعلامية والعقول المتخصصة في مختلف المجالات، وأهمها علما النفس والاجتماع، واستنفذت كل قواها من أجل إشعال الفتن في كل مكان، وقد كانت دولنا في الخليج مرشحة لتكون إحدى ضحاياها، مثل عدة دول عربية شقيقة، ولم يهمها أي انسجام وتوافق بين الثقافات العالمية.


وأشارت القيسي إلى أن الإعلام القطري عمد إلى تشويه حقائق التاريخ والتجني على الأشقاء، ومحاولة الإضرار باستقرارهم وأمنهم الثقافي والحياتي، ذلك مهما كلف الأمر من أثمان، ومهما احتاج من ميزانيات، فهي جاهزة، ولم تتوانَ عن التمويل، وأن الإعلام في دول مجلس التعاون الخليجي المجاور لدولة قطر، كان يتجنب التأجيج، لأسباب لا تفهمها ولم تراعها قطر، منها تغليب مصلحة اللحمة الخليجية.
ولفتت القيسي إلى أنه كان يجب مقاطعة قطر منذ فترة طويلة، والتعامل مع تجاوزاتها بحزم وصرامة، خاصة أنها حطمت كل القيم والمبادئ والأخلاق، وتمادت في دعم الإرهاب وتوسيع الفجوة في الخليج، عبر كل الوسائل، وباستخدام إعلام خبيث، لا يعبأ بالقيم ولا يكترث بالإنسانية، بل يعزز الإرهاب والقتل والتشدد.


فبركة مكشوفة
إلى ذلك، قال الإعلامي عبد الله المطوع مسؤول شؤون الإمارات بقناة العربية، إن ما يقدمه الإعلام القطري على أساس نصرة ودعم المستضعفين، ما هو إلا فبركة إعلامية مكشوفة، منوهاً بأن الأوضاع الراهنة ضاعفت مسؤولية وسائل الإعلام الرسمية والخاصة، التي عليها فضح التزييف الذي تقوم به وسائل إعلام قطر، لا سيما أن هناك كثيراً من المواقع الإخبارية التي تروج معلومات وبيانات صحافية لا أساس لها من الصحة، هدفها نشر السموم وإثارة الأحقاد وقلب الموازين.


ولفت المطوع إلى أن المسؤولية الوطنية تجاه ما تقوم به قطر، تستلزم منا الحديث بعد فترة صمت طويلة، وأنه لا جدال أن الإعلام القطري مهمته تحريض الشعوب وإثارة الفتن والوقيعة بينها، لذا، وجب على الإعلاميين التصدر لحملات قطر الإعلامية المشوهة والهادمة التي تمكنت عبر سنوات من قلب الحقائق وتزييف التاريخ عبر شاشاتها ومواقعها.


وأشار المطوع إلى أن الكلمة رسالة وأمانة والإعلام القطري بكافة وسائله خان هذه الرسالة، وأنه يجب التصدي لما يصدر من وسائل الإعلام القطرية من إشاعة للفوضى وتحريض على العنف، من خلال ما ينشر في صحفها من إساءة.


مبدأ «المخاتلة»
وأوضح الدكتور عمر عبد العزيز مدير إدارة الدراسات والنشر بدائرة الثقافة في الشارقة، أن الأصل في الأداء الإعلامي المهني يعتمد على المصداقية، والوضوح في مصدر الخبر، فضلاً عن أهمية وجود آراء موازية للمعلومات تكون عالمة ورصينة وبناءة.


وأفاد أنه إذا طبقنا هذه الاشتراطات على قناة الجزيرة القطرية وشقيقاتها من إذاعات وصحف، نجد أنها تعتمد مبدأ «المخاتلة» في تجزئة الأخبار واختيار ما يناسب مزاجها الخاص، كما أنها تعتمد على الأصوات الصارخة الديماغوغية، في مخاطبة وجدان الجماهير، حتى أنها تمكنت من تضليل قطاعات واسعة من الجماهير الشعبية العريضة في وطننا العربي، وتحييدها ضد مصلحتها.


وقال إن هذه السياسة الإعلامية استمرت على مدى عقدين من الزمان، وكانت بمثابة معول هدم للذاكرة والوجدان العربي، حيث تعمدت، وفي مسار متصل، تبني الاتجاهات المتطرفة، والاعتماد على الخطاب التجييشي العاطفي، والإسهام في تطبيق نظرية الفوضى الخلاقة ذات النزعة الوحشية اليمينية، وبهذا المعنى، مثلت الجزيرة شبكة عنكبوتية لمخاطبة الجماهير العربية، من خلال متوالية الحنين والوجدان والثورة.


وتابع أن هذه العناصر وظفت توظيفاً لا علاقة لها بنيل المقاصد في تلبية في ما يتعلق باستدعاء أمجاد التاريخ، أو المواضيع التي تخص الشعوب وتثير اهتماماتهم أو الرغبة في التغيير.
وبين عبد العزيز: يعتقد أن أي جهاز إعلامي يتخلى عن مهنية الأداء، لا بد أن يسقط في مستنقع الكذب والتشويه للحقائق، لافتاً إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت إعلاماً موازياً، لديه بيئة خصبة لمن يريد التلاعب بمشاعر الناس.


وأشار إلى أنه يجب على الإعلام الإماراتي في ما يخص مواجهة أكاذيب آلة الإعلام القطري تجاه الدولة، نشر الحقائق التي ترد على أي ادعاءات وأكاذيب قطرية، وأنه لا يجب التمادي في أسلوبهم من خلال الرد عليهم باستمرار، موضحاً أن الإعلام الإماراتي متزن ومسؤول، لا يجب أن ينجر إلى حوارات واهية مع الآخرين، خاصة أن الحقائق ليست بحاجة إلى تسجيلات، وهي معروفة للجميع.
وذكر أن الإعلام الإماراتي كان وما زال ممسكاً بجمرة الحفاظ على مسافة مهنية رصينة، ولذلك، فيجب عليه تجاهل الملاعب الصغيرة للإعلام الأصفر.


إعلام مفتعل
من ناحيته، أوضح دكتور مصطفى الطائي أستاذ الإعلام في جامعة عجمان، أنه أصبح هناك نوعان من الإعلام الآن، الأول يبحث عن الحقائق، والثاني يهتم بصناعة الإعلام، وهو إعلام مفتعل، يلبس ثوباً غير ثوبه، ويتحدث بلهجة غير خدمة أهداف صاحبه، وهو ما يجسده الإعلام القطري بكل وسائله.


وقال: للأسف أصبح هذا الإعلام ينتهج أسلوباً غير مهني في التعامل مع الإمارات، من حيث اختلاق الأكاذيب وترويج الإشاعات والتضليل لكل ما هو صحيح، مستهدفين في ذلك التأثير في سمعة الدولة، التي طالما عرفها القاصي والداني بأنها دولة المبادئ والقيم.


وتابع أن الإمارات نهجها وعروبتها واضحة للجميع، وأن خدماتها التي تقدمها للعرب والمسلمين وغير المسلمين، شاهدة على السجل الأبيض لها، لتعكس تعاملاتها التي يشهد لها العالم أجمع، مؤكداً أن كل الاختلاقات والأكاذيب وعدم المهنية التي يتبعها الإعلام القطري تجاه الدولة، هو طريق المفلسين الذين لا يملكون الدليل الواضح يدين بها تصرفاً ما للدولة.


وأوضح أن العالم لن تؤثر فيه وفي قناعاته أي اتهام يروجه القطريون تجاه الإمارات، لأن الجميع يعلم علم اليقين الحقيقة ويدركها، خاصة أن الوسائل والوسائط الإعلامية، أصبحت تعلم الشعوب، وترتقي باستيعابهم للقضايا المختلفة، ولذلك، فالحقيقة ليست غائبة، بل إنها واضحة وضوح الشمس.


وأكد أنه يجب على الإعلام الإماراتي الرد على كل الاتهامات والأكاذيب التي يروج لها إعلام الدوحة، وذلك على اتجاهين، أولهما داخلي، وآخر خارجي عالمي، حيث يجب تفنيد كل ما يلوكه القطريون بالمعلومات الصحيحة، ويتم عرضها على الملأ، ليعلم القاصي والداني تلك الأكاذيب ومن يروجها.


وأفاد بأنه يجب أيضاً امتصاص زخم الحملات الشرسة تجاه الدولة بشكل سريع، يتم فيه إيجاد الرد الواضح المعتمد على المعلومة، دون الانسياق باتجاه أساليبهم الملتوية، حتى لا يتم السير في نفس اتجاههم الهزلي، فيما يجب عرض التكذيبات لكل الأخبار المضللة المتداولة أولاً بأول، مع مراعاة ذكر أسماء الخصوم، للإمعان في تجاهلهم.

Email