أكد المركز الاستشاري الاستراتيجي للدراسات الاقتصادية والمستقبلية في أبوظبي، أن مواقف قطر الأخيرة، قد تقودها إلى عزلة إقليمية ودولية خانقة، واصفاً إياها بأنها «محامي الشيطان» في دفاعها عن إيران.
وأكد أحمد محمد الأستاد، مدير عام المركز الاستشاري الاستراتيجي أمس، أن السياسات والمواقف التي تتبناها قطر في هذه المرحلة، لا تخدم العمل الخليجي المشترك، وتصب في صالح أطراف خارجية تسعى إلى إثارة الخلافات والانقسامات بين الدول الخليجية والعربية.
وأن على قطر أن تلتزم بمبادئ ومقتضيات الحفاظ على الأمن القومي الخليجي والعربي. وأضاف قائلاً: إن التصريحات التي أدلى بها أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في أعقاب القمة العربية الإسلامية- الأميركية الأخيرة، التي انعقدت في الرياض الأسبوع الماضي.
وأعرب فيها عن اعتزازه بالعلاقات مع إيران، باعتبارها دولة ذات ثقل إقليمي وإسلامي، وانتقاده لمواقف العديد من الدول الخليجية والعربية، إنما تعبر عن ثوابت السياسة القطرية، التي تظهر جلية في مواقفها المثيرة للجدل إزاء أزمات وقضايا المنطقة المختلفة، والتي تدفع جميعها في اتجاه إثارة الخلافات والانشقاقات، ودعم الجماعات المتطرفة، وبالتالي، إثارة الفوضى وعدم الاستقرار في عموم المنطقة وأمنها الإقليمي.
ولفت أحمد محمد الأستاد، النظر إلى أنه بالرغم من نفي قطر صحة هذه التصريحات، وزعمها أنها مدسوسة، إلا أن الواقع والتاريخ والمنطق، يؤكد ما ذهب إليه أمير قطر، وخاصة في ما يتعلق بالعلاقة مع إيران، التي يبدو أن الدوحة تواصل العمل معها دون الأخذ في الاعتبار أن هذه الدولة (إيران).
لا تزال تواصل تهديداتها لمملكة البحرين الشقيقة، وتقف وراء أحداث العنف التي تشهدها في الآونة الأخيرة، هذا فضلاً عن تدخلاتها السلبية في العديد من أزمات المنطقة، والمثال الشاهد على ذلك، هو اليمن، فالدعم الذي تقدمه إيران للانقلابيين الحوثيين، وإمدادهم بالأسلحة النوعية المتطورة، جعل هؤلاء يتجرؤون ويستهدفون المملكة العربية السعودية بصواريخ باليتسية.
وكشف مدير عام المركز الاستشاري الاستراتيجي للدراسات الاقتصادية والمستقبلية، أنه رغم أن الدفاع القطري المستميت عن السياسة الإيرانية في المنطقة، بات أمراً مألوفاً، ويلاحظه المراقبون والمتابعون، إلا أن المعضلة الحقيقية، تكمن في أن الدوحة بدت في الآونة الأخيرة كأنها «محامي الشيطان»، تدافع عن إيران.
وأضاف الأستاد أن قطر، بمواقفها وسياساتها الأخيرة، تغرد خارج السرب الخليجي، وتجدف ضد التيار، ففي الوقت الذي وجهت فيه قمم الرياض الثلاث رسالة حازمة لإيران بأن تكف عن تدخلاتها السلبية في شؤون العديد من الدول العربية.