مسؤولون وخبراء عرب لـ «البيان»:

السياسة القطرية تتخبّط وسمعة الدوحة على المحك

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

قال خبراء ومحللون عرب، إن سمعة قطر على المستويين الإقليمي والدولي، صارت على المحك، وذلك انطلاقاً من قيامها بإيواء عناصر إرهابية، وأن المواقف القطرية تعمل على بث الفرقة خليجياً وعربياً، مشدّدين في الوقت ذاته على أن الدوحة تشهد تخبطاً داخلياً كبيراً.

ورأى المفكر الإسلامي المحامي المنشق عن تنظيم الإخوان، ثروت الخرباوي، أن «مساندة قطر لتنظيم الإخوان الإرهابي في الفترات الماضية، انعكست على سمعة قطر على المستوى الدولي، وكذا على مستوى الجيران ودول مجلس التعاون الخليجي، وأصبح هنالك رفض لسياسات قطر». وأشار، في تصريحات لـ«البيان»، إلى أن هنالك حالة ارتباك كبيرة وواضحة في السياسة القطرية الآن.

شرخ في الصف

وأوضح أستاذ العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، د. سعيد اللاوندي لـ«البيان»، أن قطر تُحدث شرخاً في وحدة الصف العربي، فهي ترعى وتحتضن القيادات الإخوانية الهاربة. واعتبر أن إشارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال القمة العربية الأميركية إلى الدول الداعمة للإرهاب والممولة له، كانت واضحة الدلالة، ووضعت الجميع أمام مسؤولياته في مواجهة الإرهاب.

وقال مندوب مصر السابق في الأمم المتحدة السفير جلال الرشيدي، لـ«البيان»، إن قطر تستخدم قناة الجزيرة للترويج للجماعات الإرهابية، مشدداً على أن دعم الدوحة للإخوان مخالف لاتجاهات ومواقف دول الخليج، الأمر الذي يتطلب مواقف حاسمة من الدوحة، لأنها تشق الصف وتلعب دوراً مباشراً في تهديد استقرار المنطقة.

وذكر المحامي المصري طارق محمود، أن الدوحة تعتبر مأوى للقيادات والعناصر الهاربة، وتقوم بتقديم كل أوجه الدعم والمساندة لهم، سواء مادياً أو لوجيستياً، ولا سيما تنظيم الإخوان الإرهابي، وهي بذلك تقوم بشق الصف العربي، بما يتطلب العديد من الإجراءات لردع الدوحة، وللتصدي لتلك السياسات التي تشكل تهديداً لأمن المنطقة وأمن الخليج.

أهداف خاصة

وقال عضو اللجنة النائب البرلماني المصري جمال محفوظ لـ«البيان» إن الدوحة تؤوي العناصر الإرهابية ورؤوس الإرهاب في العالم العربي، انطلاقًا من أهداف خاصة لديها، كما تدعم أجندات ورؤى معادية لأمن واستقرار الدول العربية، بما يتطلب موقفًا حاسمًا منها بصورة مباشرة خلال المرحلة المقبلة، يعزز من عزلتها عربيًا. وتابع: «إن الدوحة هي عامل رئيسي فيما تشهده منطقة الشرق الأوسط من أزمات ومشكلات».

وقال حزب الوفد المصري (أعرق الأحزاب المصرية)، إن الدوحة تعاني حالة واضحة من التخبط. وقال مساعد رئيس الحزب ياسر قورة، أمس، إن قطر ليس أمامها الآن سوى التخلي عن دعمها للإرهاب».

إشاعة الفرقة

وعلق أنور عشقي، الجنرال المتقاعد في القوات المسلحة السعودية، على تصريحات أمير قطر بأن الهدف منها إشاعة الفرقة بين الأشقاء العرب. وأوضح عشقي أن قطر اختارت هذا التوقيت بالتحديد بعد انعقاد القمة الخليجية الأميركية لبث هذه التصريحات السامّة.

وأضاف أن المملكة العربية السعودية ستجري اتصالات مع قطر، منوهًا بأن مجلس التعاون الخليجي ربما يتخذ إجراءات بوضع وثيقة شرف تلزم الدول التي تبث مثل هذه التصريحات.

ووصف الإعلامي السعودي محمد الساعد، تصريحات الأمير القطري تميم بن حمد آل ثاني، بـ«الصادمة» ولكنها ليست مستغربة من دولة بحجم قطر التي جعلت منابرها الإعلامية تبث دعوات لإثارة الفتن بالمنطقة العربية كمصر واليمن والسعودية والبحرين، وهي التي تمول العمليات الإرهابية بسيناء.

مشيرًا إلى أن قطر اختصت دولة السعودية والإمارات بتصريحاتها كونها دائماً التي تنتقد سياستها تجاه المجتمع العربي.

تباينات

ويرى وزير الإعلام الأردني الأسبق نصوح المجالي أن هنالك تباينات في المواقف، وأن هذا التصريح جاء نتيجة تهميش قمة الرياض لدور قطر في المنطقة، وأن دورها بات مهمشاً بعد أن كان بارزاً ولا يمكن انكاره، ايضاً تشكيل تحالف دولي لمكافحة الإرهاب يشكل بالنسبة لقطر أمراً غير محبذ خاصة وأنها تدعم الاخوان بشكل علني.

ويؤكد رئيس الوزراء الأردني الأسبق عدنان بدران أن التصريح جاء في توقيت ما بعد قمة الرياض، ويظهر في طياته الغضب القطري اتجاه مسائل عديدة من أهمها مكافحة الإرهاب، مشيراً إلى أن اعتبارها «حماس» الممثل الشرعي الوحيد للفلسطينيين يؤكد أنها ما زالت مصرة على اتجاهها في التعامل مع القضية الفلسطينية.

ناشطون تونسيون

وفي تونس أكد الناشط السياسي والحقوقي الهادي بالطيب أن التصريحات القطرية كشفت مواقف الدوحة المتناقضة مع مصالح أشقائها الخليجيين والمصالح العربية عموماً، والاتجاه نحو التمكين لجماعات الإسلام السياسي. وأضاف ان ما صدر من مواقف لم يفاجئ الكثيرين ممن كانوا يتابعون التغريد القطري خارج السرب الخليجي والعربي.

وقال المحلل السياسي التونسي أنور بالي إن موقف قطر تبلور منذ أعوام عندما اختارت الاصطفاف إلى جانب الجماعات المتشددة وبخاصة جماعة الإخوان.

ويرى الناشط السياسي والإعلامي منذر ثابت أن التصريحات القطرية لم تخطيء الطريق كما قيل، ولم تنتج عن اختراق إنما هي تعبير عن مواقف يعرفها الجميع، وخاصة في ما يتعلق بالعلاقة المتينة مع طهران وتل أبيب، والدفاع عن الجماعات المتشددة.وأبرزت الكاتبة الصحافية منى المحروقي أن ما سمي بالخطأ قد كشف الخطيئة، غير أن الواقع يؤكد أنه لم يكن خطأ على الإطلاق، وإنما أراد الله أن يكشف حقيقة الدور القطري المعادي لمنظومة الخليج العربي وللدول العربية عموماً.

الشرعية الفلسطينية

وقال المحل السياسي الفلسطيني أكرم عطالله، إن التصريحات القطرية تعكس تحولات في الإقليم جعلت قطر تعود لدورها وحجمها الطبيعي. وأضاف ان هذا يعكس طبيعة التحولات وحجم الغضب القطري من هذه التحولات. وأكد عطالله أن قطر حاولت أن تجعل حماس ممثلاً شرعياً للفلسطينيين، ولكن مع زيارة ترامب تحجّم دورها.

قال القيادي الفلسطيني بحركة فتح د. جهاد الحرازين، إن دولة قطر تعزز الانقسام الفلسطيني بانحيازها لطرف على حساب آخر، وأن المأمول من الدوحة ومن جميع الدول العربية أن تعمل على المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام بما ينعكس على القضية الفلسطينية بشكل عام. وقال الحرازين لـ «البيان» من القاهرة إن الدوحة اتجهت إلى دعم فصيل دون غيره على حساب الشعب الفلسطيني (في إشارة للدعم القطري لحركة حماس).

Email