تقارير البيان

غزّة.. إجراءات عبّاس وخيارات «حماس»

ت + ت - الحجم الطبيعي

إجراءات غير مسبوقة توعّد الرئيس الفلسطيني محمود عباس باتخاذها لاستعادة قطاع غزة من حركة حماس التي تسيطر عليه بالقوة منذ نحو 10 سنوات، إذ بدأت الخطوات التي يتخذها عبّاس بقطع 30 في المئة من رواتب الموظفين التابعين للسلطة.

ومن ثمّ المصادقة على قانون التقاعد المبكر للموظفين العسكريين شريطة أن يكون قضى 15 عاماً في الخدمة، فضلاً عن ايعازه بعدم إرسال شحنات الأدوية المجانية إلى القطاع باعتبار أن «حماس» تبيعها بمقابل مادي، إلى جانب عدم دفع فاتورة كهرباء غزة من أموال المقاصة، وفرض ضريبة على الوقود الخاص بشركة توليد الكهرباء.

وأثارت الخطوات تساؤلات حول السيناريوهات المتوقعة للمرحلة المقبلة في القطاع، إذ تباينت آراء المحللين السياسيين، حيث لم يستبعد المحلل السياسي حسام الدجني أن تراوغ حركة حماس الرئيس عباس وترفض تسليمه القطاع تحت ذريعة سحب سلاح المقاومة، ورفض دمج الموظفين التابعين لحكومة غزة في السلم الوظيفي للسلطة.

ويشير الدجني في تصريحات لـ«البيان» إلى أن «حماس» لن تتنازل عن القطاع بسهولة، مشيراً إلى أنّ المرحلة المقبلة ستشهد صراعاً محتدماً، ففيما ستعتمد الحركة على الخطابات الإعلامية، سيصب الرئيس عبّاس نار غضبه ضد الحركة باتخاذ المزيد من القرارات.

غضب شعبي

بدوره، يستبعد الكاتب والمحلل السياسي وسام الفقعاوي الانفجار على إسرائيل، مرجّحاً الانفجار الداخلي، والخروج في تظاهرات ومسيرات شعبية تطالب بإنهاء الانقسام الفلسطيني، والذهاب للمصالحة الحقيقة للتخفيف عن الشعب الذي يعدّ المتضرر الوحيد من المناكفات.

ويشير الفقعاوي في تصريحات لـ «البيان»، إلى أنّ خروج التظاهرات في شوارع القطاع ستواجهه حركة حماس باستخدام القوة في تفريق المتظاهرين سواء بإطلاق النار، أو باعتقال عدد من النشطاء على خلفيات مختلفة، لمحاولة إيقاف المظاهرات والغضب الشعبي.

ويضيف الفقعاوي: «الانفجار الداخلي في القطاع سيجعل حماس تطالب بجلسة حوار مع الرئيس محمود عباس لإتمام بنود المصالحة، ووضع خطط لتطبيقها على أرض الواقع، وتقديم تسهيل استلام حكومة الوفاق الوطني لقطاع غزّة.

وفاق

إلى ذلك، يلفت المحلل السياسي إبراهيم المدهون، إلى أنّ الأوضاع المناسبة وسط الظروف المحيطة هي تسهيل عمل حكومة الوفاق الوطني، وتسليم الرئيس عباس القطاع، لاسيّما وأنّه موعود من الرئيس الأميركي دونالد ترامب بحل الدولتين، وذلك ما لم تعترض عليه وثيقة الحركة الجديدة والتي تنص على حدود الدولة الفلسطينية على أراضي العام 1967.

مفاوضات

ويبقى السيناريو الأصعب، من وجهة نظر المحلل السياسي المقرب من حركة حماس مصطفى الصواف، أن تتوجه الحركة للتفاوض المباشر مع إسرائيل. ويرى الصواف أنه لا يوجد ما يعيق تفاوض(حماس) مع إسرائيل من الناحية الآيديولوجية أو السياسية.

Email